الحزاز المسطح أو ما يعرف في كتب الطب الغربية بLichen Planus مرض جلدي شائع يتميز غالباً بالحكة الشديدة ويصيب الجلد وأجزاءه الأخرى كالشعر، الأظافر، والغشاء المخاطي، وهو ينتشر في جميع مناطق العالم ولا يتركز في منطقة واحدة ككثير من الأمراض الجلدية غير المعدية. ويصيب مرض الحزاز المسطح حوالي (1%) من الناس بنسب متساوية بين الرجال والنساء ويحدث غالباً في الفئة العمرية من30 - 60 سنة وقد يصيب الأطفال ولكن بنسب قليلة جداً، والحزاز المسطح ليس مرضا وراثيا ولكنه قد يحدث في بعض العوائل بنسبة (1%) من المرضى المصابين بهذا المرض. كما أشرنا سابقاً فإن مرض الحزاز يتميز بحكة شديدة قد تسبق ظهور الطفح الجلدي بمدة وغالباً ما تكون الحكة شديدة على الرغم من قلة الطفح الجلدي. وتتميز الحكة المصاحبة لهذا المرض في أن المريض بدل ان يحك الجلد بأظافره فإنه يفرك الطفح الجلدي بباطن يده ولهذا لا يلاحظ على المريض المصاب في الغالب أية علامات تدل على الحكة الشديدة. طفح مرض الحزاز المسطح يتميز بحطاطات جلدية صغيرة مسطحة القمة يميل لونها إلى اللون البنفسجي عندما يكون المرض ناضجاً ولكن في بداية المرض يكون لون الطفح أحمر ذا سطع لامع، جاف ومغطى بقشور ملتصقة بالجلد، وعندما يشفى المريض ويزول المرض فإن مرض الحزاز يترك خلفه أثراً غامقاً بعد عدة أشهر في غالب الأحيان. ويتميز هذا المرض بانتشاره في أماكن معينة من الجسم كالرسغ والجذع والفخذ والساق والقضيب وذلك في بداية المرض ثم ما يلبث ان ينتشر أو يظل ثابتاً في أماكن ظهوره الأولى. وكما ذكرنا سابقاً فإن مرض الحزاز المسطح يصيب بالإضافة إلى الجلد الأجزاء المرتبطة بالجلد كالأظافر التي يصيبها بنسبة (5 - 10%) وقد يظهر المرض على شكل حطاطات تحت الأظافر أو سماكة فيها أو تشققات او انفصال في الأظافر وقد يؤدي في الحالات الشديدة إلى فقدان الأظافر بشكل كامل. ويصيب الحزاز المسطح الغشاء المخاطي للجلد بنسبة (60 -70%) من المرضى وقد يكون الغشاء المخاطي هو المكان الوحيد المصاب بالمرض (أي بدون أن يكونه هناك مرض جلدي وذلك في حوالي20% من المرضى ) وقد يصاب المريض بداية في الغشاء المخاطي ثم ينتشر إلى الأجزاء الأخرى كالجلد والأظافر والشعر. وغالباً ما تكون إصابة الأغشية المخاطية بدون ألم إلا في حالات خاصة كأن يكون هناك تآكل في جدار الغشاء المخاطي الذي يؤدي إلى ألم شديد، ويتميز الحزاز المسطح في حالة اصابته للغشاء المخاطي المبطن للفم بإصابته لمنطقة الخد الداخلية وقد يصيب أية منطقة في الفم كالشفاه واللسان والحنك ويصيب الحزاز المسطح مناطق الشعر وقد يؤدي إلى الصلع الدائم إذا ترك المريض نتوءات في فروة الرأس. ويتم تشخيص مرض الحزاز المسطح عن طريق الفحص السريري للمريض أما الفحوصات المخبرية فينصح بإجراء بعضها لكل المرضى المصابين بالحزاز المسطح وذلك ليس للتأكد من تشخيص المريض بل لاستبعاد الأمراض الأخرى المصاحبة لهذا المرض، فقد وجد ان حوالي (25%) من مرضى الحزاز المسطح يكون لديهم إصابة بفيروس الكبد الوبائي(ج). وبعد ان تم استعراض المرض وعلاماته السريرية فإنه يجدر التطرق لطرق العلاج المتوافرة لهذا المرض التي يمكن تقسيمها إلى موضعية في الحالات الخفيفة والتي يكون فيها المرض محدودا وفي مناطق معينة من الجسم وعلاجات جهازية في الحالات الشديدة والمنتشرة، ومن العلاجات الموضعية: أ- الكورتزون الموضعي كالمراهم والابر والبخاخات وهذا العلاج هو الأمثل في الحالات الخفيفة. ب- المطهرات الموضعية للفم وذلك في حالة إصابة الغشاء المخاطي للفم. أما العلاجات الجهازية فإنها تشمل: أ- الكورتزون عن طريق الفم. ب- الأشعة فوق البنفسجية. ج- أدوية الريتينود (Retinoid). د- أدوية السيكلوسبورين. ه- الأدوية الخاصة بالملاريا. وأخيراً فإن الكثير من المرضى يتساءل بعد تشخيص المرض عن مسار المرض وإمكانية الشفاء منه واحتمال عودته ومضاعفاته؟ والجواب على ذلك ان مرض الحزاز المسطح من الأمراض الجلدية الحميدة التي قد يكون علاجها صعبا ولكن وجد ان70% من المرضى تكون مدة اصابتهم بالمرض أقل من سنة إلا في حالات إصابة الغشاء المخاطي الذي قد يأخذ زواله وقتاً أطول اما احتمالية الإصابة مرة أخرى بالمرض بعد الشفاء منه فتقدر بنسبة50%، وعند زوال المرض فإنه قد يترك لونا بنيا غامقا يزول مع الوقت أو باستعمال الكريمات المبيضة وقد يصاحب المرض إصابة بفيروس الكبد الوبائي ج في 25% من المرضى كما ذكر سابقاً. ( * ) استشاري أمراض طب وجراحة الجلد