في مساء يوم الاربعاء الماضي فجع الجميع في محافظة شقراء بوفاة احد ابنائها البررة، إنه الشيخ محمد العبدالله الجميح الذي ولد ونشأ في مدينة شقراء وكانت بدايته منها ولم ينسَها طوال حياته، رحمه الله. لقد وقف الجميع في تلك الليلة في حزن عميق في محافظة شقراء عامة وفي صالة المحاضرات في نادي الوشم خاصة، حيث كان وقت وصول الخبر تقام ندوة علمية ينظمها النادي الادبي بالرياض، اقامها في نادي الوشم بشقراء، ومن ضيوفها الاستاذ سعد البواردي والاستاذ عبدالرحمن العبيد ود. محمد سعد الشويعر ويقوم بادارتها د. محمد بن خالد الفاضل واثناء الندوة دعا له الجميع بالرحمة والمغفرة، وكان الحزن بادياً على وجوه الجميع لما له رحمه الله من مكانة خاصة في القلوب. ولن اذكر ما قدمه وما قدمته أسرة آل جميح من مساهمات وتبرعات خيرية في شتى المجالات داخل المملكة وخارجها لانني لا استطيع حصرها، فهي كثيرة، شملت جوانب العمل الخيري بمختلف انواعه. ولكن سأذكر جزءاً مما أعرفه عن المساهمات في محافظة شقراء، حيث كان - رحمه الله - مع ابناء اخيه لهم جهود كبيرة في المساهمة في البذل والعطاء في كل ميادين الخير في مدينة شقراء ومنها: * مشروع تفطير الصائمين الذي ينفذ منذ اكثر من 65 عاماً بتكاليف تصل الى حوالي مليوني ريال خلال شهر رمضان المبارك، بما في ذلك كسوة العيد في العشر الأواخر من رمضان. * مشروع السقيا لمدينة شقراء حيث يقوم المشروع المسمى (مشروع الجميح للسقيا) بتزويد المواطنين في منازلهم بمياه الشرب عبر شبكة من المشروع الى منازل المواطنين منذ حوالي 40 عاماً. * مساهماته في الجمعية الخيرية بمبنى شقراء بمبلغ مليون ريال عند التأسيس وتبرعات سنوية. * المساهمة في مجال تحفيظ القرآن الكريم ومن اهمها (دار الجميح) لتعليم البنات لتحفيظ القرآن الكريم ومساهمات مختلفة في هذا المجال اضافة الى التبرعات السخية على مدار العام. * إنشاء عدد من المساجد في مختلف الاحياء. * تزويد مستشفى شقراء بالأجهزة والمعدات والسيارات وتبرعات أخرى نقدية. * مبنى للأيتام، وضع حجر الاساس له وزير العمل والشؤون الاجتماعية العام الماضي بتكلفة تقدر بأكثر من سبعة ملايين ريال. * مساعدات أسر ومساعدة الشباب على الزواج وغيرها من المساهمات في هذا المجال. * كان - رحمه الله - الرئيس الفخري لنادي الوشم وكان من أبرز الداعمين للنادي مادياً ومعنوياً. * مساهماته في ادارة التربية والتعليم ومدارسها ببعض المساهمات المادية والتبرعات. * جائزة الجميح التي بدأت من العام الماضي وتقدر قيمتها ب300 ألف ريال وتشمل اكثر من 70 طالباً وطالبة كل عام. وهذا جزء من مساهماته - رحمه الله - في مدينة شقراء، وهناك مساهمات اخرى مختلفة لدعم دوائر حكومية ومدارس وجمعيات وأسر محتاجة وكل ما فيه خير لهذه المدينة واهلها كما ان هناك مساعدات لم يتم ذكرها او ربما لم يعلن عنها وكانت طي الكتمان... رحم الله الفقيد وعزاؤنا انه من اهل الخير ان شاء الله، وكثرة الدعاة له بالرحمة والمغفرة يثلج صدورنا ويخفف من مصيبتنا التي هي مصيبة الجميع، ولقد تذكرت حديثه لي في حفل تكريمي في مدينة شقراء عندما امسك بيدي وقال: (هل تحتاجون شيئاً في الجزيرة) ثم قال: (أشكرك على جهودك في إبراز مدينة شقراء عبر صفحات الجزيرة بنقل اخبارها). لقد كان محباً لشقراء - رحمه الله - يفرح بكل مشروع يعرض عليه وتكون فائدة لهم ويساهم في انجاحه ودعمه اضافة الى مساهماته المعنوية في السعي مع أبنائها الآخرين في كل ماهو مفيد ونافع لهذه المدينة واهلها من مشاريع الخير والنماء، بما يحقق الرفاهية للمواطنين جميعاً. رحم الله الشيخ محمد العبدالله الجميح وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }