إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقكم يا شهداء الوطن لمحزونون.. لا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وإنا لله وإنا إليه راجعون. يقول عز من قائل في محكم التنزيل {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} ويقول عز وجل: فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} ويقول جل جلاله: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْت}. إلى كل أم وأب فقدا ابنهما وفلذة كبدهما، إلى كل زوجة فقدت زوجها وأبا أطفالها وشريك حياتها، إلى كل ولد فقد والده وقرة عينه، اصبروا واحتسبوا الأجر والثواب عند الله، وتذكروا ان الله سبحانه وتعالى قد اختارهم ليكونوا من شهدائه، نعم ان المصيبة كبيرة وان الفاجعة أكبر لكن لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا الله على هؤلاء المجرمين الخائنين الغادرين الفاسقين المنحرفين الشاذين الساقطين.. حسبنا الله على من رمّلوا النساء ويتّموا الأطفال وأدخلوا الحزن والرعب في قلوب المسلمين المؤمنين. سبحان الله العظيم، ما أشبه اليوم بالبارحة، ما أقرب الشبه بين شارون إسرائيل وأشباهه ممن انتسبوا للدين فما تشهده بالأمس فلسطين من قتل الأبرياء نشهده اليوم على يد فئة ضالة خارجة عن الدين ومتجردة من الإنسانية، سبحان الله العظيم.. كيف يصل الإنسان إلى مرحلة يحل فيها دم أخيه المسلم وكيف يصل إلى مرحلة لا يفرّق فيها بين رجل وامرأة وطفل وعجوز.. سبحان الله العظيم أي بشر هؤلاء، هل أصبح الإنسان عندهم مثل الحيوان بل النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالرفق بالحيوان، وكلنا يعلم عن المرأة التي دخلت النار في هرة لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.إن ما يقوم بفعله شوارين من انتسبوا للدين لن يزيد أبناء الوطن إلا عزيمة وقوة في مواجهة أفعالهم الخسيسة قبّحهم الله. إن دماء الأبرياء لن تذهب هدراً فصبراً يا أبناء الشهداء صبراً فموعدكم الوعد الذي يقول (وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين) بإذن الله، هذا موعدكم طالما ان هناك من يقف معكم قلباً وقالباً صبراً، طالما ان هذا البلد يقف وراءه رجال يشهد لهم التاريخ بالقضاء على كل فاسق ومفسد إلى يوم الدين. ونقول لكل من قاموا بهذه الأفعال الخبيثة، ان نهايتكم قد حلّت وما هي ببعيدة وان أرواح المسلمين الأبرياء لن تذهب هدراً.. ونقول لكم إننا قيادة وشعباً في خندق واحد في مواجهتكم بأرواحنا ودمائنا دفاعاً عن الدين والوطن والأهل فليس بعد هذا شيء نعيش لأجله.