في مساء يوم الاربعاء الثاني عشر من شهر محرم لعام 1425ه تاقت نفسي لزيارة المكتبة العامة في عنيزة التابعة لوزارة التربية والتعليم حيث زيارتي لها بين الفينة والأخرى لقراءة ما تجود بها رفوفها العامرة بما لذ وطاب من الكتب والمجلدات الفاخرة التي قام على تأليفها كبار الكتاب والأدباء المرموقون من كلا الجنسين في بلادنا خاصة والوطن العربي عامة ممن عرفوا بسلاسة كتاباتهم ومؤلفاتهم الفضفاضة الواسعة الانتشار. دخلت مستعيناً بالله متجهاً صوب صالتها الفسيحة فتجولت بداخلها هنا وهناك, فوقعت عيناي على اصدارات الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية. أخذت كتاباً من هذه الإصدارات الجميلة فكان يحكي عن قصة التعليم في عهد المؤسس (الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه) وامتطيت راحلة الاطلاع والتبحر في التعرف على مسيرة التعليم في عهد المؤسس - رحمه الله- وأثناء تصفحي صفحات الكتاب يمنة ويسرة دهشت أيما دهشة وأنا أقرأ هذا الكتاب, الذي لم يترك مؤلفه الدكتور محمد بن عبدالله السلمان لها شاردة ولا واردة الا وتحدث عنها.جلست في المكان المخصص للقراءة.. أسعد كثيراً.. وأبكي كثيراً...أسعد كثيراً وأنا اقرأ هذا الكتاب الشيق والكتب الأخرى التي تتحدث عن المسيرات والإنجازات في شتى المجالات التنموية المباركة منذ عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله- حتى عهد باني نهضتنا المباركة رائد التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه -, وما يتعلق بالثقافة الإسلامية والصحية والاجتماعية.معللاً على ذلك قصص سير الأبطال الفاتحين الذين قاموا بالفتوحات الإسلامية في شتى بقاع المعمورة ممن سطر لهم التاريخ في صفحاته الذهبية قوة وبسالة شجاعتهم التي لا يشك فيها أحد.وبكيت كثيراً.. لقلة رواد المكتبة, حيث لم تر عيناي سوى عدد قليل لا يتجاوز عدد أصابع اليد رغم ما تزخر به المكتبة العامة من الكتب والمراجع والموسوعات المتنوعة والصحف والمجلات اليومية والدورية التي تصدرها بعض من المؤسسات الحكومية والجامعات السعودية...فسألت نفسي أين رواد المكتبات في هذا الزمان؟ هل لعزوفهم عنها سبب ليبطل العجب؟! هل سنقول ان القنوات الفضائية والإنترنت وكذا الاستراحات سحبت بساط الرواد من تحت أقدام المكتبات العامة ،أم أن الكتب فيها لا تفي بالغرض المطلوب الذي يبحث عنه القارئ في مصادر المعلومات السابقة الذكر, أو أنها لا تسمن ولا تغني من جوع في نظر مرتادي هذه المكتبات. أخيراً وليس آخراً, أتمنى في المستقبل القريب أن نشاهد كثرة الرواد داخل المكتبات العامة ممن يبحثون عن الثقافة النيرة التي لا تشوش على عقول وأفكار النشء من كلا الجنسين.