نبتهج كثيراً حينما نتابع بين حين وآخر مسلسل سقوط المشعوذين والدجالين الذين ابتلينا بهم وعلى ألاعيبهم وحيلهم في ابتزاز الناس، ولا شك أن بعضهم استطاع أن يحطم شيئاً من الأفراد والجماعات ممن ضعف لديهم الوازع الديني، واستضلوا بتفاهة المشعوذين والدجالين تحت ستار الدين، ناهيك عن الكم الكبير الذين استهوتهم أعمال السحرة المشينة. والإنسان العاقل والمتأمل لما يحدث، يندهش من هذا الانسياق العجيب خلفهم، ليس إلاّ لأنهم فقدوا الإحساس الديني والعقدي الذي بدوره أثر على سلوكياتهم، مما أدى بهم إلى الاقتناع بهذا الوهم. فهل يعقل أن يقوم مشعوذ أو دجال بجلب المعجزات واضفاء السعادة على الآخرين، باستطلاع مستتقبلهم واستشفائهم من أمراض يتوهمون بها بالرغم من أنها ليست موجودة فيهم أصلاً؟! والأدهى من ذلك أنهم الدجالين يقدمون خدمات عدة لضعاف العقول، كحل مشكلاتهم العاطفية وتقوية طاقاتهم الجنسية، والجمع والتفريق بين القلوب واستشراف المستقبل وادعاءات باطلة لمعرفة الأحداث المستقبلية، وادعائهم بالقدرة على جلب المال للآخرين دون عناء وجعلهم أغنياء لا أعتقد . ومع بالغ الأسف أكثر الشرائح تأثراً لهذه السذاجات، هن النساء وخاصة الفتيات اللواتي يمررن بسن الثورة العاطفية بهدف الايقاع بالطرف الآخر. إن فاقد الشيء لا يعطيه، فلو قدر لأي منا ان يشاهد أحد الدجالين والمشعوذين لوجدهم قبيحي الوجوه، ظلام الكفر يسود وجوههم، وأشكالهم الرثة تدل على دناءة مقاصدهم وعدم قدرتهم على نفع أنفسهم، فكيف اذاً نصدقهم أو نقتنع بما يقولون ويدعون؟! حبل الدجل قصير ولابد أن يقع المشعوذ يوماً ما في شر أعماله من أقرب الناس إليه, فكم من ساحر ودجال سقط فريسة سهلة وصيداً ذليلاً أمام السلطات الأمنية،جنى على نفسه حينما أبلغت عنه زوجته نتيجة اختلافه معها في تقسيم النصيب من أموال السفهاء والجهلاء الذين تراجع عندهم الاحساس الديني وما زالوا يترددون على هؤلاء التعساء، وهكذا انقلب الدجل على صاحبه، حيث أن هذا الدجال لم يتأكد من حساباته الدموية التي تضمن له دخلاً هنيئاً من عقول تافهة. ولعلنا نطلق همسة في آذان المتوهمين. من لم يشفه الله فليس له شفاء، ومن أراد الكيد بالآخرين، فالمكر السيء لا يحيق إلا بأهله .