لقد صار التعليم في هذا العصر حقاً للجميع بل لزاماً لكل فرد حتى الكبار الذين فاتهم التعليم في الصغر لحق بهم في شيخوختهم. وما ذاك إلا لأن العلم نور الحياة وللمسلم نور الحياة وبصيرة الآخرة ولم يعد الجدل في كمية التعليم قائماً نظراً لعموميته في جميع أقطار الأرض وإنما الحاصل في نوعية التعليم ومنهجيته حسب التوجه والاحتياج وحقيقة التربية ومنطلقاتها والأهداف المتوخاة من التعليم والتربية ثم الوسائل والوسائط التي تساعد على إثارة عقلية وتفكير المتعلم وجعله محور العملية التعليمية والتربوية أي جعله المعلم والمتعلم في آن واحد. ولا شك أننا في هذه البلاد الطاهرة جزء من هذا العالم نأخذ منه ونعطي ونتأثر ونؤثر فيه لا سيما في هذا العصر. عصر الانفجار المعرفي الذي جعل العالم في مكتبة واحدة ومعلم واحد في مدرسة واحدة. ومع هذا كله نجد أننا ولله الحمد ما زلنا نمتلك ناصية التحكم من خلال تربيتنا الإسلامية الصحيحة التي أصلتها حكومتنا الرشيدة وسارت عليها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله إلى عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله وذلك عندما بنيت سياسة التعليم في المملكة على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مع الأخذ بالمستجدات النافعة التي لا تتعارض مع عقيدتنا.. من هنا انطلق تعليمنا بتوازن مدروس حقق لهذه البلاد بعد توفيق الله ما قرر له في جميع الخطط الخمسية المتتالية والناظر إلى الفترة الزمنية القصيرة ما بين انطلاقة التعليم النظامي في هذه البلاد إلى يومنا هذا وما تحقق في هذه الفترة من الإنجازات التعليمية ليحمد الله سبحانه على ما تم وما وصلنا إليه مما يعتبر معجزة مقارنة بما أنجزه غيرنا وما وصلوا إليه وسنيهم التعليمية تعد بمئات الأعوام. وحكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة التربية والتعليم وعلى رأسها معالي الوزير الأستاذ الدكتور/ محمد بن أحمد الرشيد قد أخذت على عاتقها الإفادة من معطيات العصر وتسخيره في العملية التعليمية من أجل بناء عقلية الإنسان السعودي وجعله عضواً فاعلاً ونافعاً ومبدعاً. فبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وولي عهده الأمين ومن النائب الثاني أوجِد مشروعان هامان قصد بهما الطالب من أجل تنمية ذهنه وتنشيط عقله وتحفيز تفكيره هما مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين ومشروع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وأبنائه الطلبة للحاسب الآلي (وطني) وهذا دليل وعي قادة هذه البلاد بأهمية العلم والتعليم ثم الأخذ بالتقنيات الحديثة وتسخيرها للطلاب في مدارسهم ودليل على قناعتهم التامة بأن تطور هذه البلاد ورقيها لن يتم إلا بعقول وسواعد أبنائها وأن لهذه البلاد حق إعادة أمجاد الأمة الإسلامية من خلال المبدعين فيها والموهوبين وذوي المساهمة الفاعلة في الإنتاج والتصنيع ولا شك أن ما نشهده من تكريم لأبنائنا الطلاب والمعلمين في جميع مناطق المملكة برعاية ودعم من أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق يعد إسهاماً فاعلاً في خلق روح التنافس والتفوق والإبداع بين المعلمين والمتعلمين في بلادنا ولعل رعاية صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود لجائزة الأمير خالد بن أحمد السديري للمتفوقين من طلاب محافظاتالمجمعة والغاط والزلفي خير شاهد قريب لدعم حكومتنا الرشيدة للتعليم والاهتمام بنوعيته وعنوان صادق للتوجه الحقيقي بالتعليم إلى عقلية الطالب بدلاً من أسلوب التلقين والحفظ والتركيز على الاختبارات وتكريس رهبتها والاهتمام بها فقط. فلصاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الشكر والتقدير من منسوبي التعليم في محافظة المجمعة وطلابها وأولياء أمورهم على رعايته الكريمة لهذه الجائزة وللقائمين عليها أبناء الأمير خالد بن أحمد السديري كل احترام وتقدير وشكر وعرفان على ترسيخ هذه الجائزة والاهتمام بها حيث صار لها تأثير كبير في إيجاد روح التنافس بين الطلاب والطالبات وصار الجميع يترقبها في المحافظات الثلاث المجمعة والغاط والزلفي. وبهذه المناسبة أتوجه إلى زملائي المعلمين وقد صار لهم نصيب منها موضحاً أن المكرم منهم هو ذاك المعلم الذي يتوجه في تدريسه إلى عقلية الطالب فينير تفكيره وينشط ذهنه ويعلمه كيف يفكر ويبدع ويجعل تدريسه مثيراً لتفكير الطالب من خلال طرق التدريس الحديثة المعروفة مع الاهتمام بالوسيلة والتقنيات المساعدة وعلى رأسها الحاسب الآلي وتنشيط المادة العلمية وإضفاء روح المشاركة والتعاون والسرور على طلاب الفصل وإزالة رهبة الاختبار بعدم التهديد به أو التخويف منه ثم جعل ما يتعلمه الطالب سلوكاً له من خلال تعايشه مع المادة بفكره وسلوكه. والله من وراء القصد وبالله التوفيق إبراهيم بن أحمد العمر مدير إدارة التربية والتعليم للبنين المشرف على تعليم البنات بمحافظة المجمعة