** كنا نتوقع.. أن قضية (البث المباشر) الذي كانوا يتحدثون عنه قبل سنوات سيتوقف عند مجرد وجود قنوات فيها شيء بسيط من التجاوزات.. وأن تأثيرها سيكون محدوداً.. وكنا نتوقع ألا يتوسع البث المباشر إلى تلك الدرجة التي وصلها اليوم.. فيما كنا نتوقع.. أن بوسعنا أن نجعل بيننا وبين البث المباشر.. أبواباً وحواجز وجدراً.. وأن بوسعنا.. أن نغلق على أنفسنا داخل منازلنا ونقول للبث المباشر:بث كما شئت.. فنحن مختبئون.. ** واليوم.. لم تقف شرور البث المباشر عند برامج معينة أو تجاوز معين.. أو فساد بسيط.. بل تجاوز ذلك إلى محطات بأكملها.. تعلِّم أولادنا وبناتنا.. الفساد والانحراف والضياع وترك قيمهم والانسياق نحو الغريزة البهيمية.. وتؤجج مسألة مرفوضة وتقودهم إلى مسالك لم نكن نتوقعها.. ** هناك اليوم محطات للرقص والغناء.. تعلمك الرقص والغناء.. ** وهناك محطات (تعليمية) ولكن لتعليم شيء لا يمكن أن تصدقه.. ** مجموعة بنات وأولاد داخل المعهد أو المركز.. يتعلمون (فنوناً) وأشياء أيضاً.. لا تصدقها.. ** والمشكلة.. أننا كنا نتوقع أن عشاق هذه (البلاوي) قلة ولكن.. صارت مع الأسف.. حديث المجالس.. ** المشكلة.. أنه يتسمر أمام هذه المحطات.. العديد من الأولاد والبنات.. ويتعلمون سلوكيات.. ويأخذون استرشادات ومعلومات ومفاسد بالجملة.. ** البث (24) ساعة.. والبث على الهواء حتى ساعات النوم.. تبث على الهواء والطلبة نائمون.. والناس تراقبهم وتتابع أحوالهم وهم نائمون أيضاً.. ** إن البعض يعتقد وإلى وقت قريب.. أن ضياع الأوقات.. منحصر في مباراة تشاهدها على التلفاز أو تحضرها في الملعب.. وكان الناس يحذرون من ضياع الأوقات في هذه الأمور.. ولكن.. ماذا نقول لمن يُضيِّع (24) ساعة من يومه في مشاهدة هذه المحطات بكل ما يُبث فيها من (بلاوي) ومصائب لا يمكن أن يتصورها عقل؟ ** إن مشاهدة مباراة أو حضورها.. لا نقول إنه لا يُعد ضياعاً للوقت.. ولكننا نقول.. إنه أفضل من أن يُضيَّع الوقت فيما هو أسوأ.. ذلك أن المباراة إذا لم تلهك عن العبادة.. ولم تفوِّت عليك وقت الصلاة أو تشغلك عن الفرائض.. وما دامت لا تتخللها مخالفات شرعية.. فلا مشكلة.. ** أما هذه المحطات.. فكلها مخالفات شرعية.. وكلها فساد.. وكلها ضياع.. وكلها دمار.. سواء محطات التعليم المزعوم أو محطات التزويج على الهواء.. أو المحطات المشابهة.. كلها مصائب جذبت بناتنا وأولادنا هكذا.. وصارت تشكل قناعاتهم.. وتطبع تفكيرهم وتربيتهم مثلما تريد.. ** مشكلة هذه القنوات.. أنها جذبت الجميع ببرامجها.. وصارت هناك حالة إدمان لمتابعتها.. بل صارت حديث مجالس بعض (الشباب) مع الأسف.. ماذا عمل أحمد؟ وماذا عملت صوفيا.. وماذا عملت لولا ورولا.. وماذا عملت ريام.. وماذا عمل فلان.. وماذا عملت مدرسة الموسيقى ومدرسة الرياضة ومدرسة الفن والتمثيل.. ومدرسة الأكل والشرب.. ومدرسة النوم؟ ** تفاهات لا تكاد تصدق الكثير منها.. ولو قال البعض.. إن ذلك علم وفن وتطور لا تستوعبه عقولنا..! ** نحن لا نريد من عقولنا.. أن تستوعب هذا الفساد.. ونحمد الله.. أن بين عقولنا وبينها.. وحشة وكرهاً.. ** هذه المحطات.. تتفنن في جر شبابنا وبناتنا إلى مهاوي الردى.. وتسعى للإجهاز على ما لديهم وما يملكون من ركائز نفاخر بها.. هي البقية الباقية من الأدب والذوق والأخلاق.. النابعة من ذلك الدين العظيم.. الذي هو عصمة أمرنا.. والذي نحن بدونه.. لا نساوي أي شيء.. ** هل يصدق أحد.. أن يتحول شبابنا وبعض (شيَّابنا) إلى مدمنين أمام هذه المحطات.. ليل نهار؟ يتعلمون منها.. ويتأثرون بها.. وتشكل تفكيرهم.. وتكون هي.. بكل طروحاتها المسوقة قدوتهم؟ ** إن المسألة.. ليست مسألة وقت ضائع.. فيما لا يفيد.. ولا مشكلة إهدار الوقت فيما هو مدمر وضار وقاتل.. ** إنه الفساد والإفساد والدمار بعينه.. ** كيف قبل شبابنا وشاباتنا بهذا الداء الخطير؟ ** وكيف وقعوا في هذا الفخ؟ ** هل يُعقل.. أن يجلس شخص ويرتشف سموماً.. أو يقبل.. أن يشرب أو يأكل أوبئة وجراثيم؟ ** إن تسميم العقول.. أخطر من تسميم الجسم.. ولأن يموت شخص بسم بدني.. أهون من أن يعيش أسوأ من البهيمة في سلوكياته وأخلاقياته.. ** لا بد من توعية شبابنا بضرر هذه المحطات.. ولا بد من تحذيرهم من سمومها.. ولا بد من التنبيه إلى أشكال أضرارها ومخاطرها.. فليتنبه من يتنبه.. ويصح من يصحو.. ** أما.. من يصر على الضياع والفساد والدمار.. ويصر على تدمير سلوكياته بنفسه.. فهذا.. من زين له سوء عمله فرآه حسنا.. نسأل الله العافية