ومناقشات تتم دون ضوابط.. حوارات تبدأ وتنتهي إلى لا شيء.. ووجهات نظر لا تستقر عند توافق على قرار أو اتفاق على رأي.. ** هكذا هي منتدياتنا مع شديد الأسف.. والمناقشات المتواصلة بين أفراد كُثرٌ في مجتمعنا.. وهكذا هي الأجواء في مجالسنا ولقاءاتنا.. وبين العامة والخاصة في مجتمعنا.. *** وهذا ما أبعدنا عن التلمس الصحيح لمواقع خطانا.. والتعرُّف على ما ينبغي أن نهيئه لمستقبلنا ونوفِّره لأجيالنا في حوار مشروع.. بعيداً عن التشنج والإصرار على فرض الوصاية من شريحة صغيرة على الأكثرية منَّا.. أو التمسك بما لا قناعة به من آراء لدى السواد الأعظم من مجتمعنا.. *** ومن المؤسف أن كلاً منَّا يريد أن يمرر قناعاته الشخصية على الآخرين مهما كان فيها من شطط.. ولا بأس في هذا لولا أنه يرفض من جانبه مبدأ الاختلاف في وجهات النظر ويريد أن يصادر حق الآخرين في إبداء الرأي.. وهو الأسلوب والتوجُّه والممارسة التي لا تقودنا أبداً إلى الهدف النبيل والجميل الذي نتمناه لمجتمعنا ووطننا.. فهل من (نقطة نظام) نستحضرها ولو أحياناً ضمن تقاليدنا في الحوار الإصلاحي الأمثل؟.. *** إن مثل هذه الفوضى في المناقشات.. وعدم الانضباط في طرح الرؤى.. لا تقودنا إلى الخير.. وتكون أولاً وأخيراً في غير صالحنا ووبالاً علينا.. وتصبُّ بداية ونهاية في حقل مليئ بالألغام يساهم في نمو قوة العدو ليس إلاّ.. *** ولأجل هذا.. ومن مصلحتنا.. وحق الوطن علينا.. ينبغي علينا جميعاً أن نصون وحدتنا الوطنية بالكلمة الطيِّبة والدفاع عن مكتسبات الوطن.. مع متابعة وتفعيل لمسيرة الإصلاح الذي ننشده بعقل ووعي وتصرُّف مسؤول.. *** وعلينا وقبل أن تغرق السفينة بنا لا سمح الله.. وقبل أن يصل الطوفان إلينا.. أن نحتكم إلى عقولنا وإلى ضمائرنا، مشدودين بحب هذا الوطن الغالي.. وأن نتدبر أمورنا الحاضرة والمستقبلية بكل ما يستلزمه ذلك منَّا من حكمة وتصرف عاقل.. *** إنه بعض خوفي.. وشيء من حبٍّ لكم وللوطن.. وما أشقانا إن لم نفعل ذلك!.. إن مارسنا ما قد يصيب وطننا الغالي في مقتل!!.