ما زالت المواد الدوائية ذات المنشأ الطبيعي تحتل مكان الصدارة بين المستحضرات الدوائية المستخدمة في الوقاية والعلاج، والقسم الأعظم من هذه المواد مستمد من النباتات. ان استخلاص العناصر الفعالة لا يعطي ضمانة بأن النتيجة ستكون واحدة من حيث التأثير في جسم المريض كما لو استخدمت الخلاصة نفسها، ذلك لأن الخلاصة النباتية التي تحتوي على جملة من العناصر غالبا ما تؤثر بشكل مغاير لتأثير عناصر فردية مفصولة من الخلاصة نفسها، كما أن فعالية المستحضرات النباتية ليست مشروطة بتأثير واحد من العناصر الفعالة التي يحتويها النبات. لقد جذب الانسان منذ بداية وجوده على الأرض أمور عديدة، وكانت الصحة والجمال من الأمور التي اهتم بها وبحث عن السبل التي تؤدي لهما في كل ما حوله. فقد ربط الانسان الأول بين النباتات البرية التي تعيش حوله وبين الأمراض التي يصاب بها، فاستعمل هذه الأعشاب أو أجزاء منها في التداوي من هذه الأمراض، كما انتقى من النباتات المفيد له من النواحي الغذائية والدوائية، وعرف النباتات السامة والضارة. يذكر من الأدوية التي استخدمت قديما في العلاج، جذور الداولغيا الذي تستخلص منه مواد تفيد في علاج بعض حالات ارتفاع ضغط الدم، وكذلك حبوب الهيل التي تعتبر مطهرة للفم ومادة معطرة وكذلك استخدم الصينيون نبات الجنسنغ المنشط للعملية العصبية. جدير بالذكر بأن الصينيين من اقدم الشعوب التي استخدمت التداوي بالأعشاب، فالطب الصيني يعتبر طبا أصيلا سواء في تصوراته الفلسفية أو في مجاميعه الدوائية. والطب المصري فقد بلغ المصريون القدماء درجة عالية من المهارة في الطب والعلاج كما جاء في البرديات التي عثر عليها مكتوبة من آلاف السنين أما العرب فقد استخدموا العديد من النباتات الطبية كالزنجبيل والصبر والمر والحنظل، وبرز منهم عديد من العلماء يذكر منهم: جابر بن حيان، وأبوبكر الرازي، وابن سينا وابن البيطار. تنقسم مكونات النباتات الطبية الى قسمين رئيسيين وهما: 1ْ المكونات غير الفعالة: مثل الخشب واللحاء. 2ْ المكونات الفعالة: وقد قسمت حسب طبيعتها الكيميائية: أْ الزيوت الطيارة. ب ْ الغليكونديرات. جْ ْ الصلبونينات. دْ القلويدات. هْ ْ العفصيات. وْ الراتنجات. زْ الستيرولات. وتختلف طبيعة المكونات السابق ذكرها عن بعض من ناحية التأثير العلاجي فالزيوت الطيارة أو الزيوت العطرية هي الزيوت التي تتبخر أو تتطاير دون تحلل، ومثال ذلك زيت النعناع وزيت الورد وتستخدم هذه الزيوت طبيا، فبعضها يطرد الغازات المعوية، أو يكون فاتحا للشهية أو معطرا لبعض الأدوية. أما الغليكوزيدات فتشكل مجموعة هامة من المجموعات الدوائية وتلعب أدوارا عدة في جسم الانسان، فمثلا بعض الغليكوزيدات ملين مثل غليكوزيدات فإن السنامكي وبعضها مقوٍ للقلب. وتأتي القلويدات كأكثر المواد الطبية استخداما في مجال الدواء فاستخداماتها الطبية تشمل أجزاء كبيرة من جسم الانسان وأمثلتها كثيرة: كالمورفين، والأتروبين، والكولشيسين. وأما العفصيات فهي مواد تستخدم في دبغ الجلود وذلك لقدرتها على ترسيب البروتينات في الأنسجة. صيدلي/ عامر الخير الله