التهاب الجيوب الأنفية من أكثر الأمراض شيوعاً، التي تحدث بفعل التقلبات المناخية، أو التلوث البيئي بعوادم السيارات، لكن كيف تحدث هذه الالتهابات؟ وما هي أسبابها؟ وكيفية الوقاية منها؟ ووسائل علاجها؟ وغيرها من الأسئلة التي يجيب عليها د. بدر ولد علي استشاري الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الحمادي بالرياض، والحاصل على البورد الأردني والبورد اليوغسلافي، والزمالة الأمريكية في الأنف والأذن والحنجرة، من خلال هذا الحوار: * بداية نسأل عن كيفية حدوث التهاب الجيوب الأنفية؟ - يجب أولاً أن نعرف ما هي الجيوب الأنفية؟ هي فراغات، أو تجاويف توجد في العظام التي تكون الجمجمة،وعدد ها أربعة في كل جانب، وهي التجاويف الجبهية، والفكية، والأسفينية، والغربالية، وتتصل بالأنف بفتحات وممرات، ولعل البعض يتساءل عن الحكمة من ايجاد الله لهذه الجيوب في هذا المكان، والجواب في هذا المكان يحمل جسم الانسان الرأس، ولكي يكون وزن الرأس خفيفاً، يستطيع الجسم حمله، ينبغي أن تكون العظام التي تكون الجمجمة من أخف ما يكون، وبالتالي كان إلزاماً وجود هذه الفراغات في العظام، حتى تخفف من وزن الرأس، وهذه التجاويف تلعب دوراً مهماً في زيادة رنين صوت الإنسان، وهي عازل ضروري لحماية المخ من تغيرات درجة الحرارة الجوية، ومن الصدمات. والجيوب الأنفية مبطنة بغشاء مخاطي يصل إلى الغشاء المخاطي المبطن للأنف، هكذا فإن اهمال علاج أي اصابة في الأنف، حتى ولو كانت زكاماً عادياً، فإنها تؤدي إلى تضخم غشاء الأنف الذي يسبب بدوره انسداد فتحات الجيوب الأنفية، فلا تحدث التهوية المناسبة في هذه الجيوب، وتكون النتيجة حدوث الالتهاب الذي ربما يصيب جيباً أنفياً واحداً، وفي بعض الأحيان يصيب مجموعة منها أو جميعها. * لكن ما هي أسباب حدوث الالتهابات؟ - هناك أسباب عامة، وأسباب موضعية، ومن الأسباب العامة: البرودة وتقلبات الجو، كذلك العوامل المهيجة للغشاء المخاطي مثل تلوث البيئة، وزيادة الدخان، وعادم السيارات، يضاف إلى ذلك الارهاق العام للجسم، وسوء التغذية، والضعف، وهناك التهابات موضعية، ومنها التهابات الأنف مثل الزكام والانفلونزا، حيث تنتقل العدوى إلى الجيوب الأنفية، إذا أهمل المريض علاجها، وهذا أهم سبب لالتهابات الجيوب الأنفية، أو انسداد فتحتي الأنف كما في حالات اعوجاج الحاجز الأنفي، وحساسية الأنف، وكذلك تضخم القرينات الألفية، أو انسداد فتحة التجاويف لوجود زوائد أو ورم في الأنف، ومن المعروف أن التهاب اللوزتين واللحمية «الناميات» والتهاب الفم والأسنان، من مسببات التهاب الجيوب الأنفية. * وما هي أهم الأعراض المصاحبة للالتهاب الجيوب الأنفية؟ - يشعر المريض بارتفاع درجة الحرارة، مع صداع، وهمود وانسداد في احدى فتحتي الأنف، أو كليهما، وضعف في حاسة الشم، ويحس المريض كأن صوته صادر من أنفه، كما توجد افرازات في الأنف، وبلغم في البلعوم، وتكون صديدية أو مخاطية، ويحس المريض بألم أو صداع في الرأس يختلف مكانه حسب مكان التجويف المصاب، وربما ينتقل إلى أماكن أخرى مثل الأسنان والأذنين، ولهذا يجب أن ننوه إلى أن التهاب التجاويف الأنفية هو أحد الأسباب الشائعة للصداع الذي يعاني منه الكثيرون قد تكون بؤرة صديدية تسبب التهابات في أماكن أخرى من الجسم مثل الرئة والبلغم الكثير النازل من منطقة خلف الأنف. * وما هي أفضل وسائل العلاج؟ - بعد أن يقوم الطبيب المختص بتشخيص المرض، ينبغي أن يتم العلاج سريعاً، حتى نتجنب حدوث المضاعفات التي قد تكون خطيرة في بعض الأحيان، خاصة إذا وصلت إلى المخ، والأغشية المحيطة، ومن هنا كانت الوقاية من المرض مهمة، وتكمن فيما يلي: ينصح المرضى بالراحة، واستخدام المضاد الحيوي المناسب، بعد الفحص ومعاينة التجويف الأنفي، كما يعطوا المسكنات اللازمة للألم الذي يكون شديداً في بعض الأحيان، ثم استعمال الأدوية المزيلة للاحتقان، حتى تساعد على فتح تجاويف الأنف لطرد المواد الصديدية، منها: استخدام جهاز الموجات القصيرة، واستنشاق البخار الساخن، وغسل الجيوب الأنفية، ويمكن تكرارها من 3 إلى 4 مرات، وذلك في حالة التهاب الجيوب الفكية الحادة، والتدخل الجراحي، وذلك في الحالات المزمنة التي لها أعراض مثل الصداع، والبلغم،وانسداد الأنف، وذلك بواسطة المناظير الجراحية، والأهم أن نبحث عن المسببات وعلاجها، وعدم اهمال أي اصابة مثل الزكام، والانلفونزا، أو أخذ العلاج اللازم لها، ويحذر من تقلبات الجو المفاجئة واعطاء الجسم حقه من الغذاء والراحة وأغذية المناعة، ومراجعة الطبيب فور حدوث الأعراض السابق ذكرها.