تقتضي المناسبة أن أكتب عنه.. أن أكتب عن العيد خاطرة عنه، فرحة به وألماً لحالنا اليوم. أهلا بك في رحابنا.. أهلا بك ضيفاً يطل في كل عام.. أهلا بك يا عيد يا «سعيد».. أيها العيد المبارك في كل عام تطل علينا ترى أن في جسدنا جرحاً يسيل.. وفي جسمنا ألماً جليلاً، أيها العيد.. نراك تأتي لتسكب علينا زخات الحب والوئام.. فتفاجئك أنهار الفجيعة والكارثة فتقفل وقد أنهكك ما رأيت وأهمَّك ما شاهدت.. جئت أيها العيد.. والطفل في العراق يسكب دموعه.. جئت والحُرّة في فلسطين تصرخ وتنادي.. جئت والثكلى في أفغانستان تئن وتزفر.. جئت وأرض الحرمين يطالها السوس النخر. جئت والامة منهكة في آلامها.. غارفة في دمائها.. عفواً أيها العيد! أعلم بأني أثقلت عليك في الكلام.. لكنها الفاجعة.. لكنه الألم. لكنها المصيبة.. لكنه الضيم.. هو من جعلني لا أستبين.. فأطلق الكلام.. وأحرر الحروف.. كيف عيدي! وأناس بين أظهرنا خرجوا للناس بأطمار بالية! كيف عيدي.. وفقراء لا يسألون الناس إلحافاً! كيف عيدي!.. وطفل أشعث أغبر.. فارقته البسمة.. وغادرته الفرحة.. فلبس حينها ثوب الترحة.. كيف عيدي! وشيخ دق عظم، وابيضَّت لحيته، وضعف عظمه.. يقول: الغوث الغوث واألماه.. واحزناه.. واحر قلباه.. أرى أطفالنا بلباسهم الجديد.. وبراءتهم المعهودة.. وضحكاتهم العفوية.. فأضحك.. وأكشّر.. لكن سرعان ما يتبدل الحال.. ويتغير المسار. حينما أذكر أخاه في البوسنة.. وأخته في القدس.. وصديقه في كابل.. إن كان عيدهم مفرقعات تشرح صدورهم.. فهناك قنابل.. تقطع قلوبهم. إن كانوا لبسوا الثياب البيض.. فهناك كفنوا بالبياض.. إن كانوا لبسوا الأحذية الجديدة.. فهناك يمشون على الالغام التي تطير بأجسادهم البريئة.. وأنفسهم الطاهرة. عذراً أيها العيد.. كفكف دموعك.. احبس عبراتك. أوقف أنينك. فسأبتسهم رغما عني وسأقول لك.. كل عام وأنت بخير.. عذراً أيها العيد.. لا تحسبن هذا شيئاً جديداً.. بل غابراً تليداً سبقنا به أبو الطيب المتنبي.. أيها العيد سلاماً.. أيها العيد تصبَّر.. أيها العيد.. اعلم أن لك من اسمك نصيب فأنت «عيد» اعتدنا فيه ما حل بالأمة.. فأسأل الله أن يعيد العيد .. بأحسن حال.. «يا رب العالمين». سليمان بن فهد المطلق بريدة - ص.ب 5802 *** تعقيباً على البواردي أسئلة حول «طاش» قرأت ما كتبه الأخ سعد البواردي في عزيزتي الجزيرة الأربعاء 17 رمضان 1424ه العدد 11367 تحت عنوان «طاش والسهم الطائش». حيث يرد الكاتب على مقالة الأستاذ عبدالرحمن السماري الذي ابدى فيها مرئياته المشكورة على هذا المسلسل. وإنني لست من المهتمين بهذا المسلسل ولكن أحببت الحديث عما قيل ويقال من مشاهد معروضة فيه. وهنا استوقفتني الجملة الأخيرة من مقالة سعد البواردي في حديثه للأستاذ السماري «أما اقدامنا نحو عمل إعلامي مجتمعي من أجل التواصل والتكافل بين أبنائه فلا شر فيه». وعليه مع خالص احترامي للأخ البواردي أود فقط توجيه هذه الأسئلة القصيرة حول هذا المسلسل لتتضح الرؤية لديه ولدى الكثيرين ومنها: 1 كيف يكون اقدامنا لا شر فيه..؟! وهذا العمل يدعو صراحة إلى الاستهتار بقيمنا وعاداتنا في أكثر من موضوع وإبراز صورة غير صادقة عن مجتمعنا ولعل حلقة «بدون محرم» خير شاهد على ذلك. 2 كيف يكون إقدامنا نحو عمل إعلامي مجتمعي لا شر فيه..؟! وهذا العمل رسخ في عقول اطفالنا الأفكار البالية، والمعاني الخيالية، والمشاهد الخرافية، التي لا تزيدهم معرفة وثقة بأنفسهم سوى شرود وأسئلة تظل تدور في مخيلتهم لا يجدون لها جوابا. ولعل في حلقة «سوبر طاش» هذا العام خير شاهد على ذلك، فضلا عن مشاهد كثيرة في الأعوام السابقة مثل «طريقة الانتحار والسحر وغيرها». يقوم فريق العمل بعرضها بعلم أو بدون علم بأنها تشوِّش على أفكارهم وتتعارض كلياً مع أهداف التربية الفكرية السليمة التي نسعى إليها جميعا؟!! 3 كيف يكون اقدامنا نحو عمل إعلامي مجتمعي لا شر فيه؟! وهذا العمل في كل عام يوجه إلى شبابنا مظاهر سلوكية خاطئة وممارسات سلبية يرفضها المجتمع.. مثل «التفحيط» الذي تتكاتف الحملات الأمنية تحت إشراف وزارة الداخلية إلى الحد منه.. فيأتينا هذا المسلسل بعرضه للقطات التفحيط، وما يسمى بحركات الموت المهلكة التي تستهوي الشباب في كل مشهد دون تحذير منها ودون خوف على شبابنا من تقليد هذه المشاهد. ولعل في حلقة «امبراطور الطارة» خير شاهد على ذلك حتى لقد سمعت انه بعد هذه الحلقة بيوم أو يومين توفي أحد الشباب المراهقين وهو يمارس التفحيط بسيارة من نوع جيب مقلداً نفس الحركات التي عرضها هذا المسلسل في هذه الحلقة! أليس هذا بِشَرٍّ يا سعادة الكاتب؟! ونحن نلعب بعقول الشباب ونسوقهم إلى الممارسات الخاطئة وإلى حتفهم على حساب التسلية والترفيه ونحن لا نعلم..!!؟ 4 كيف يكون إقدامنا نحو عمل إعلامي مجتمعي لا شر فيه..؟! وهذا المسلسل يعرض كثيرا لأمور يسعى المجتمع بكل فئاته إلى محاربتها ألا وهي المخدرات. فيقوم بعرض مشاهدها وأفكارها وأبطالها وهم يقومون بالتخطيط والتفكير لأعمالهم سعداء بذلك ولا يقوم المسلسل بعرض حلول لهذه المشكلة!! او ايضاح النهاية المؤلمة لمن يقوم بالاتجار أو باستخدام هذه المواد؟!! بل على العكس من ذلك أدى عرضه لأبطالها وهم يتبادلون الهدايا والميداليات الفضية والجوائز -أدى ذلك إلى خطأ تربوي كبير تسعى كل مؤسسات المجتمع إلى محاربته؟ «فهل يعقل فريق العمل ذلك»؟ إنني هنا أحيي الأستاذ عبدالرحمن السماري وغيره على مرئياتهم الواضحة تجاه هذا المسلسل. موجهاً هذه الأسئلة إلى الكاتب سعد البواردي مع احترامي لوجهة نظره تجاه هذا العمل لكننا فعلا بحاجة ماسة إلى ان نحكم على الأشياء بكل تفاصيلها، وما تخلفه هذه التفاصيل من ايجابيات أو سلبيات لدى مجتمعنا وكياننا الوطني الكبير. أ. عبدالله زبن البدراني معلِّم اللغة العربية بإدارة التربية والتعليم بمحافظة الرس