عندما تحدثنا عن مستشفى الملك سعود بعنيزة قبل شهور اتهمنا بالمجاملة والمحاباة رغم أننا أوردنا بعض الملاحظات.. وفي كل الأحوال لم يكن وجود شيء من القصور في الخدمة التي يقدمها المستشفى يعني سوء حال المستشفى بالكامل. واليوم نعود لنثبت - بل ليثبت المستشفى - بأن تحت أروقته طاقماً طبياً على أعلى درجات التأهيل سيما في قسم جراحة المخ والأعصاب تحت الاستشاري الدكتور شندرا مون والاستشاري الدكتورعبد العزيز أبوالعلا أجريا مؤخراً أربع عمليات جراحية دقيقة لأربعة مصابين بكسور في الظهر بعد إصابات في حوادث متفرقة.. هذا فضلا عن عمليات ما يسمى «بالانزلاق الغضروفي» التي أصبحت عمليات سهلة ومألوفة لدى هذين الطبيبين. قصة المعاناة الجزيرة قامت بجولة على هؤلاء المصابين بمستشفى الملك سعود في محافظة عنيزة واستمعت لمعاناتهم مع هذه الإصابة واطمأنت على حالتهم بعد إجراء هذه العمليات الصعبة. حيث يقص لنا يوسف عبدالله صالح السلامة الحادثة التي تعرض لها فيقول: كنت أُجري صيانة لخزان الماء العلوي في منزلي وحاولت سحب أحد الأنابيب بشدة فوقعت من سطح المنزل على ظهري ثم نقلت إلى المستشفى. ويثني يوسف السلامة على الأسلوب الذي تعامل به الطبيبان إذ لم يبلغاه عن حقيقة إصابته دفعة واحدة بل أبلغاه ذلك تدريجياً لئلا تتأثر حالته النفسية. وعلى الرغم من أن المستشفى حديث عهد بهذا النوع من العمليات إلا أن السلامة لم يتردد كثيراً في إجراء العملية على يد هذين الطبيبين لما لمسه منهما من عناية وحرص على سلامة المرضى. ويقول يوسف السلامة (23) عاماً أن الاستشاريين شندرا مون وعبدالعزيز أبوالعلا منحاه فرصة الاختيار بين أسلوبين علاجيين يتمثل الأول في الرقود على السرير مستلفياً على لوح خشبي عدة شهور أو إجراء عملية جراحية يتم فيها تثبيت الفقرتين أعلى وأسفل الفقرة المصابة بمسامير من معدن «التتانيوم». آلام لا تطاق كما التقت الجزيرة بالشاب مشاري خلف المطيري (19) عاماً والذي تعرض لحادث مروري مروع إثر انقلاب سيارته.. وقد نقل للمستشفى. وهو يعاني من آلام لا تطاق في الظهر إذ لم يذق طعم النوم والراحة إلى أن أجريت له عملية التثبيت. ويصف مشاري حالته بعد العملية حيث يقول: منذ أن انتهت العملية والألم في زوال ولم يبق سوى آلام موضع الجراحة التي أراها تزول هي الأخرى تدريجياً ولله الحمد. إحساس بالتفاؤل وقامت الجزيرة بزيارة للمريض الثالث وهو المقيم المصري محمد السيد بكري (35) عاماً والذي أصيب بكسر في إحدى فقرات الظهر إثر سقوطه من سيارة كبيرة نقل بعدها إلى أحد مستشفيات القصيم. وفي حديث بكري للجزيرة أوضح أنه فقد الإحساس بأطرافه السفلية حتى إنه لايستطيع تحريك قدميه ولم يتفاءل الأطباء بشأن علاجه إلي أن تم تحويله لمستشفى الملك سعود بعنيزة. ويقول محمد السيد أنه منذ اللحظة الأولى التي قابل فيها استشاريي جراحة المخ والأعصاب شندرا مون وعبدالعزيز أبو العلا غمره إحساس بالتفاؤل في عودة الحركة إلى قدميه وزوال الآلام المضنية التي كان يعيشها في كل لحظة. وبين أنه وبعد 20 يوماً من إجراء العملية بات يحس بتحسن ملحوظ حيث أضحت قدماه تتحركان شيئاً فشيئا.. أما الدكتور عبدالعزيز أبو العلا فهو واثق من قدرة محمد السيد على الاستعانة بعكازين للمشي خلال فترة قصيرة كما لايخفي تفاؤله في الاستغناء عنهما نهائياً ولكنه يرى أن ذلك يحتاج إلى بعض الوقت. دموع حراقة المريض الرابع هو امتياز أحمد (39) عاماً هندي الجنسية والذي أصيب بكسر في إحدى فقرات ظهره إثر سقوطه من صهريج ماء. وعندما سألناه عن الصورة التي كانت تتراءى أمام عينيه وهو في الطريق إلى غرفة العمليات لم يستطع إخفاء دمعة حراقة عبرت عنها إجابته الحزينة: كنت أرى أطفالي الأربعة. وفي سؤالنا له عن حالته في الوقت الراهن وقف على قدميه وراح يمشي الهويني ليثبت لنا أن حالته تشهد تحسناً كبيراً وأنه أصبح قادراً على السير. شكر وتقدير ولأننا تطرقنا في حواراتنا مع ضيوفنا إلى إصابة الانزلاق الغضروفي أردنا أن نلتقي بأحد المصابين بهذا النوع من الإصابة فكان ذلك هو المقيم المصري عبدالمنعم أبوزيد (25) عاماً والذي أعرب عن شكره وتقديره الكبيرين للدكتور عبدالعزيز أبو العلا.. وأضاف: كنت أحس بآلام شديدة في عظام الفخذ وكانت تزداد يوماً بعد يوم من خلال عملي الذي يتطلب الوقوف على قدمي لساعات طويلة.. وقد راجعت العديد من الأطباء بعضهم في المملكة وبعضهم الآخر في مصر ولكن التشخيص يختلف من طبيب لآخر. وحال كشف الطبيب عبدالعزيز أبو العلا علي أكد أنني أعاني من انزلاق غضروفي في الفقرات السفلية من الظهر وقرر إجراء عملية جراحية ولم أتردد في ذلك.. والآن زالت الآلام بالكلية ولله الحمد. تكاملية العناصر الجزيرة وبعد هذه الجولة التقت استشاري جراحة المخ والأعصاب سعادة الدكتور عبدالعزيز أبو العلا حيث أشار إلي أن هذا النوع من العمليات الدقيقة يحتاج إلى تكامل ثلاثة عناصر.. أولها توفر الأجهزة والمستحضرات اللازمة وثانيها وجود الكفاءات الطبية وثالثها القدرة على تقديم أداء جيد يضمن سلامة المريض ونجاح العملية. وإجابة على سؤال الجزيرة أوضح الدكتور أبو العلا أن الحاجة إلى تدخل جراحي سريع وعاجل يدعوه وجود ضغط على الحبل الشوكي أو تأثره الجزئي وذلك من أجل الحفاظ على الوظيفة المتبقية للأعصاب. بطاقات شخصية الطبيبان اللذان أجريا هذه العمليات هما: * الدكتور شندرا مون استشاري ورئيس قيم جراحة المخ والأعصاب بمستشفى الملك سعود في عنيزة. - حاصل على زمالة كلية الجراحين الملكية البريطانية. - يعمل في المستشفى منذ حوالي 13 عاماً. - الدكتور عبدالعزيز أبو العلا استشاري جراحة المخ والأعصاب بمستشفى الملك سعود في محافظة عنيزة. - حاصل على زمالة الكلية الملكية البريطانية. - يعمل بالمستشفى منذ 9 سنوات. من الجولة * كان في استقبال الجزيرة خلال هذه الجولة الطبيبان شندرا مون وعبدالعزيزأبو العلا. * فضلا عن الدور الكبير الذي قدمه الطبيبان للمرضى قبل وبعد العملية والذي أثنى عليه المرضى أنفسهم فهناك رعاية طبية متميزة ومتابعة مستمرة يحظى بها هؤلاء المرضى. * تعد هذه العمليات هي الأولى من نوعها على مستوى منطقة القصيم. * نجاح هذه العمليات وغيرها رغم صعوبتها يؤكد قدرة وكفاءة هذين الطبيبين ويمنحنا التفاؤل بتقدم مستوى الأداء في بقية أقسام المستشفى.