الساعة الآن العاشرة صباحاً وهو موعد بداية حصة الرياضيات لعبدالله الذي يدرس في الصف الرابع الابتدائي وهو يعاني من صعوبة المادة وعدم استيعاب شرح المدرس ولمعرفة الأسباب فتح والد عبدالله الكمبيوتر الخاص به المرتبط بشبكة الإنترنت وأدخل عنوان مدرسة عبدالله ثم اتصل بفصل ابنه مباشرة المرتبط بكمرة فيديو تظهر طلاب الفصل بأكملهم مع الصوت وها هو الآن يتابع ابنه على الهواء مباشرة وكأنه احد طلبة الفصل وبإمكانه ان يعرف الآن أين المشكلة!! وبعد انتهاء الحصة قام ابوعبدالله بالدخول على موقع الشركة المصنعة لسيارته حيث يرغب في الحصول على قطعة غيار لم يوفرها له الوكيل لعدم وجودها لديهم وقد طلبوها من الشركة منذ عدة اسابيع ولم ترسلها الشركة حتى الآن وبعد ان دخل على عنوان الشركة قام بتعبئة النماذج المطلوبة وأدخل رقم بطاقة الائتمان ليتم حسم المبلغ وارسال القطعة المطلوبة له خلال ايام!! وبعد عودة أبي عبدالله لمنزله وفي المساء كان على موعد مع حوار مع مجموعة اشخاص من مختلف انحاء العالم حيث يميل أبو عبدالله لمعرفة المزيد عن تقنيات الكمبيوتر فهو يدخل على مجموعات الدردشة التي تهتم بهذا الجانب وخلال مدة وجيزة كان لديه حصيله هائلة من المعلومات لا تتوفر للكثير من الأشخاص المهتمين بهذا المجال الحيوي. ما ذكرت هنا بعض من الجوانب المضيئة للإنترنت والتي يمكن اعتبارها بلا جدال اعظم اختراع في هذا القرن.ولكن لكل شيء في هذه الحياة سلبيات كما له ايجابيات والمطلوب من كل واحد منا استغلال هذه الإيجابيات والتحذير من السلبيات. وأعتقد ان من أهم الأمور التي يمكن بها تلافي السلبيات هي التوعية ولتكن هذه التوعية على مستوى عال ومدروس بحيث تصل الرسالة الى الجميع وتكون مقنعة لا كلاماً إنشائياً أو وعظياً بدون ان يلامس حاجات الشباب ويرشدهم للبديل وهذا برأيي من أهم جوانب التوعية طرح البديل المناسب وهذه هي مهمة المختصين في هذا المجال الذين لا أظنهم يبخلون به على ابنائهم. [email protected]