بعد غياب عام يعود إلينا شهر الصيام فأنعم به من شهر عظيم وضيف كريم فحري بنا جميعاً أن نحسن استقباله ونسعد بلقائه ونشكر الله على نعمائه أن بلغنا اياه وأن يجعلنا ممن عرفوا قدر هذا الشهر وشرف زمانه ورفعة مكانه فهو خير الشهور واجلها عند الله العزيز الغفور. ان الناظر في حال كثير من الناس يرى العجب العجاب في الاستعداد لهذا الشهر الاستعداد الجسدي لا الاستعداد الروحي فالبعض همه تغذية جسده وتعبئة بطنه بما لذ وطاب من المأكل والمشرب فتجده قد اعد العدة لمقاضي شهر رمضان وعبأ مستودع بيته التعبئة الشاملة وكأنه مقبل على مفازة فأنواع العصيرات والشوربات والمعجنات قد ملأت الرفارف وربما هذه التجهيزات الغذائية تكفي لعشرات المنازل لو وزعها على بعض المحتاجين والمعوزين لكان خيراً له وكسب الاجر والدعاء. ان اللوم والعتاب ليس على الجميع ولكن نعاتب من تناسى الاستعداد الروحي لاستقبال هذا الشهر بالتوبة النصوح والعزم الأكيد على استغلال ايام وليالي هذا الشهر المبارك في الاعمال الصالحة وفي بذل القربات والاقلاع عن المعاصي والسيئات فصار شهر رمضان عنده سواء كغيره من الشهور فلم يعرف قدر هذا الشهر ولم يعطه حقه بل فرط فيه وسيندم بعد ذلك حين لا ينفع الندم {أّن تّقٍولّ نّفًسِ يّا حّسًرّتّى" عّلّى" مّا فّرَّطتٍ فٌي جّنبٌ پلَّهٌ $ّإن كٍنتٍ لّمٌنّ پسَّاخٌرٌينّ} فكفى غفلةً وكفى اضاعةً للاوقات فهاهو شهر الخيرات والبركات يحط رحاله فأحسنوا وفادته واعرفوا عظم مكانته واعمروا ايامه ولياليه بالطاعات فانما هو {أّيَّامْا مَّعًدٍودّاتُ} جعلنا الله وإياكم من صوامه وقوامه آمين. والله يرعاكم سلمان عبدالعزيز المعيلي /عرقة