شنت اسرائيل أمس هجومين على مدينة غزة كانت حصيلتهما قتيلان و22 جريحا، وبينما استهدف الهجوم الأول منزلا في غزة فان الهجوم الثاني، وكان بطائرة مروحية دمر سيارة كان فيها عنصران من الجناح العسكري لحركة حماس وقد استشهدا على الفور. وأكدت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين ان الغارة الاسرائيلية الأولى على منزل في شرق مدينة غزة عدوان يشكل دليلا على مواصلة اسرائيل للجرائم. وأعلنت انها لن تتخلى عن مواصلة المقاومة. وأعلنت مصادر طبية وامنية فلسطينية ان 12 فلسطينيا على الأقل بينهم طفلان احدهما رضيع لم يتجاوز العام الواحد وامرأة جرحوا في صاروخ أطلقته طائرة حربية اسرائيلية من طراز «إف 16» على منزل لعائلة مشتهى في منطقة الشجاعية شرق غزة. وقال شهود عيان إن مروحيات هجومية من طراز أباتشي وطائرة إف- 16 حلقت على مستوى منخفض في سماء المنطقة وأطلقت الأخيرة صاروخا على الأقل على منزل قيد الانشاء يعود لفلسطيني يدعى رياض مشتهى ويبعد حوالي 50 مترا عن منزل الشيخ عبد الله الشامي، أحد قيادي الجهاد الاسلامي، وهو بخير ولم يصب بأذى». وأشاروا إلى أن طواقم الدفاع المدني والاسعاف هرعت إلى مكان الحادث في حين تصاعدت سحابة دخان كثيفة في السماء. وأدى القصف كذلك إلى تضرر عدد كبير من المنازل المجاورة بما فيها منزل الشامي حيث تهشمت زجاج شرفاته ونوافذه. يذكر أن منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة من أكثر المناطق ازدحاما بالسكان حيث البيوت متلاصقة ولا تفصلها عن بعضها سوى ممرات ضيقة. وقال أحد قادة الجهاد الاسلامي خالد البطش عند وصوله الى الموقع الذي استهدفه القصف الاسرائيلي في منطقة الشجاعية شرق غزة، لوكالة فرانس برس ان الغارة «دليل جديد على مواصة الاحتلال للجرائم والعدوان». وأضاف ان «شعبنا لن ينحني أمام شراسة العدوان ولن نتنحى عن مواصلة المقاومة». وقالت روضة الجمال التي أصيب احد أطفالها في الهجوم «فجأة سمعناصوت انفجار مدو كان مثل الزلزال وبدأ كل شيء يتساقط علينا من زجاج وقطع حجارة». ودمر الصاروخ مبنى غير مأهول من طابقين مجاور لمنزل الشامي . وزعم الجيش الاسرائيلي ان حركة المقاومة الاسلامية «حماس» كانت تستخدم المبنى كمصنع لتصنيع صواريخ القسام وأسلحة أخرى تستخدم ضد اسرائيل في الانتفاضة الفلسطينية المندلعة ضد الاحتلال الاسرائيلي منذ ثلاثة أعوام. وتقول مصادر فلسطينية ان المبنى كان مملوكا لعائلة على صلة بحركة حماس. وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان الهجوم يأتي بعد اطلاق صواريخ القسام على بلدة سديروت الاسرائيلية يوم الاحد والتي لم تسفر عن اصابات. وتأتي الغارة الجوية بعد مقتل ثلاثة جنود اسرائيليين في كمين بالضفة الغربية مساء الاحد الذي أعلنت كتائب شهداء الأقصى مسؤوليتها عنه. وفيما يتصل بالاعتداء الثاني الذي جاء بعد ساعتين من الأول فقد أفادت مصادر طبية ان فلسطينيين قتلا وجرح عشرة آخرون إثر القصف العدواني من الطائرات الحربية الاسرائيلية في شارع الجلاء شمال مدينة غزة. واستهدف القصف سيارة مدنية دمرت بالكامل بعدما اشتعل فيها حريق هائل مما الحق أضرارا جسيمة في عدد من السيارات الأخرى التي كانت تسير على الطريق نفسه. وقالت مصادر في حماس ان أحد القتيلين يدعى خالد المصري وهو في العشرينات من عمره . وذكرت مصادر طبية أن عشرة أشخاص آخرين على الأقل تصادف وجودهم في المكان أصيبوا بجروح في الهجوم الاسرائيلي على السيارة وهي من نوع «بيجو تندر». وقبل الغارة الثانية كانت ا لسلطة الفلسطينية دانت الغارة الأولى محذرة من ان العنف يولد المزيد من العنف. وقال الوزير في الحكومة الفلسطينية صائب عريقات لوكالة فرانس برس ان السلطة الفلسطينية «تدين بشدة هذا التصعيد الاسرائيلي الخطير». وأضاف ان «كسر دائرة العنف لا يمكن ان يتم عبر المزيد من الاغتيالات وبناء الجدران العنصرية أو الاستيطان بل فقط عبر عملية السلام والمفاوضات»، مؤكدا ان «العنف لا يولد إلا المزيد من العنف والرصاص لا يولد إلا مزيدا من الرصاص».