عمليات فصل توائم نادرة تمت بنجاح في المملكة ومن عدة دول

كم هو بهيج أن يُرزق الشخص بتوأم!
إنه حدث يحيل الكون بهاء.. ويجعل للحياة الأسرية مذاقاً لايعرفه إلا أولئك الذين عايشوا التجربة.
صحيح أن التوائم -بعون الله- يولدون ويعيشون كبقية الخلق، وصحيح ان مخاطر ولادة التوائم قد تلاشت بعد تقدم العلم، حيث يمكن متابعة حالتهم منذ الساعات الأولى لتشكلهم في الرحم، كما يمكن تشخيص وعلاج الكثير مما قد يهدد صحتهم حتى وهم في أرحام أمهاتهم.
لكن تبقى دائما الاستثناءات!
والاستثناءات تبدو - في أكثر صورها إيلاما - ان يأتي التوأم سيامياً.
إنها حالة نادرة.. لكنها مزلزلة حالة تجعل الابتسامة تذبل في الوجوه وتفسح المجال لدموع حرى تسيل على الخدود.
الاحصاءات تقول إن «السيامية» تبقى دائماً في حدود «النادر» لكنها للأسف تظل احتمالا قائماً بكل ما تحمله الاحتمالية من أثر فاجع على النفوس.
التجربة الإنسانية لم تقف مكتوفة الأيدي.. فالحالة لابد من التعامل معها..
هكذا بدأ البشر يطرقون أبواب ما أتيح لهم من علم..
وفي البداية بدت الطّرْقات خجولة ومترددة.. لكن النتائج كانت - بحول الله ثم بالإرادة الصلبة- مشجعة على الاستمرار.
هكذا بدأت التجربة تأخذ طريق التكريس.. وهكذا اشرأبت منارات متفرقات في بقاع مختلفة من العالم تضيء الأمل في دروب لم تعرف سوى العتمة! وكانت المملكة إحدى تلك المنارات!
انفتحت الأبواب هنا في أرض الحرمين لتستقبل حالات استعصت.. حيث كانت ثمار العلم قد أتت أكلها.. وأضحى بالإمكان تسخير القدرة والإمكانات السعودية ليس لخدمة المواطن فحسب، بل لأداء دور إنساني شامل .. دور يحكي تفاعل المملكة بقيمها وحضارتها وعقيدتها مع المجتمع العالمي الذي تعيش فيه وتتفاعل معه تأثيراً وتأثراً.
إنها التجربة الفخر لهذه الأرض.. التجربة التي تنضم إلى منظومة الإنجازات التي يعتز بها كل من ينتمي إلى هذه البقعة الكريمة.
شكراً لسمو ولي العهد الأمين الذي جعل من الحرس الوطني جهازاً حضارياً ينضح بالعطاء في كل جانب..
شكراً لسمو ولي العهد وقد قاد الحرس ليكون شعاعاً مضيئاً في عالم اليوم.. شعاعاً يعيد الآمال ب«الحياة» لأنفس بريئة.. وشعاعاً يعيد إشراقة الابتسام لوجوه عصفت بها فواجع «السيامية» وآلامها.
أما فخرنا الأكبر فيظل دوماً منصباً على ابن الوطن.. الساعد الذي اشتد بما أتيح له من علم وتأهيل وتدريب فأصبح اليوم في خدمة بلاده.. بل وأصبح قادراً أن يمتد بلسماً وعطاءً للآخرين.. من كل بقاع المعمورة.
المحرر
التوأم السِّيامي
يسمى كذلك التوأم الملتصق، لأنهما يلتصقان عند نقطة ما بين جسديهما. وفي الغالب يلتصق مثل هذا التوأم في مفصل الورك أو الصدر أو البطن أو الارداف أو الرأس. ويشترك بعضهما كذلك في عضو داخلي مثل القلب او الكبد. إن التوأم السيامي توأم متطابق تماما بمعنى ان لديهما نفس التكوين الجيني. ويحدث التوأم السيامي مرة في كل 000 ،50 مولود. وقد بلغ ما تم الاعلان عنه على مستوى العالم 500 حالة، ومع ذلك يحتمل حدوث حالات أكثر.
تشانج وإنج كانا أشهر توأم سيامي التصاقا عند القفص الضلعي وترجع تسمية التوأم السيامي اليهما وقد ولد الاخوان في سيام «تايلاند حاليا» في 1811م وتوفيا في 1874م.
يعتقد ان التوأم السيامي نشأ من بيضة واحدة مخصبة فشلت خليتها في الانشطار تماما. ولا يعرف الاطباء سبب عدم الاكتمال في انقسام التوأم السيامي.
يمكن للاطباء ان يقرروا اذا ما كانت المرأة تحمل توأما سياميا بوساطة الاشعة السينية، والأشعة فوق الصوتية «الموجات الصوتية عالية التردد» وطرق التشخيص الاخرى.
وفي بعض الحالات يمكن ان تحدث الولادة الطبيعية عن طريق الولادة المهبلية ومع ذلك ففي معظم الحالات يجري الطبيب عملية قيصرية لإخراج التوأم السيامي.
والجراحة التي تجرى لفصل التوأم السيامي عملية معقدة ويجب تقييم كل حالة قبل اجراء العملية بوساطة فريق من المتخصصين. وفي الغالب تؤدي الجراحة الى وفاة احد التوأمين أو كليهما.
ويرجع مصطلح التوأم السيامي الى إنج وتشانح - وهما توأم ملتصق من سيام «تايلاند الحالية» اللذين عرضا في المعارض المتنقلة واصبحا مشهورين عالميا في اوائل القرن التاسع عشر.
ولادة التوائم
مولد اكثر من مولود في بطن واحد. والتوائم الثنائية والثلاثية والرباعية والخماسية كلها امثلة لتعدد المواليد. تلد اغلب الحيوانات اكثر من مولود في المرة الواحدة اما البشر فينجبون - عادة - مولودا واحدا في كل مرة هذه المقالة تناقش تعدد المواليد عن الآدميين.
أنواع ولادة التوائم
وتشمل اغلب حالات ولادة التوائم عند البشر التوائم الثنائية وتحدث ولادة التوائم مرة من بين كل 89 حالة ولادة. ويتكرر ظهور التوائم الثلاثية مرة من بين كل 7900 حالة، والتوائم الرباعية مرة من بين كل 000 ،705 حالة ولادة.
ويعد التوأمان المتطابقان والتوأمان غير المتطابقين من اكثر حالات التوائم شيوعا. فالتوأمان المتطابقان يكونان من جنس واحد غير ان التركيب الوراثي والتفريق بينهما من الناحية الجسمانية يكون صعبا. اما التوأمان غير المتطابقين فقد يكونان من جنس واحد او كل منهما من جنس، لكن لكل منهما تركيب وراثي مختلف.
وجد الباحثون ان معدل ظهور التوائم المتطابقة «حوالي 4 من بين كل الف حالة ولادة» ثابت الى حد كبير. ولكن معدل ولادة التوائم غير المتطابقة متغير الى حد بعيد. فعلى سبيل المثال، تظهر التوائم المتطابقة بين السود، خصوصا الأفارقة السود، بمعدل يفوق ما يحدث لدى اناس من اصل اوروبي. والتوائم المتطابقة اقل ظهورا بين الاجناس الآسيوية ولا يعلم العلماء سببا لمثل هذا التباين وترجع بعض النظريات اسباب هذا الى التنوع الهرموني الكائن بين الاجناس المختلفة واختلاف الطبقات الاجتماعية.
كيف تحدث ولادة التوائم: في حالة الحمل التي ينتج عنها مولود واحد يطلق احد مبيضي الام بيضة تتحد مع نطفة من الاب. وتنمو البيضة المخصبة التي تسمى اللاقحة «الزيجوت» حتى تصبح جنينا. وفي حالة ولادة التوائم تختلف عملية النمو الى حد ما. ففي حالة الحمل الذي ينتج عنه توأمان شقيقان «غير متطابقين» على سبيل المثال، ينتج مبيضا الام بيضتين في الوقت نفسه تقريبا، وتخصب كل بيضة بنطفة مستقلة، وينتج عنهما لاقحتان لكل منهما خصائص وراثية فيما بينها اكثر من التشابه بين الاخوة غير التوائم وتنتج التوائم المتطابقة التي تسمى ايضا التوائم احادية اللاقحة عن لاقحة واحدة. تنقسم خلية اللاقحة في بداية حمل الام الى جزءين ثم ينمو الجزءان ويكونان فردين منفصلين لهما التكوين الوراثي نفسه. ويعتقد العلماء ان التوائم السيامية التي تعرف ايضا باسم التوائم المتلاصقة تنتج عن لاقحة فشلت في الانقسام بصورة كلية.
أنواع الصاق التوائم
1- التصاق بالجمجمة وهي تشكل 2% من كل التوائم المتلاصقة .
2- التصاق بالظهر وتشكل 19% من الحالات.
3- التصاق بالبطن وتشكل نسبة 35% من الحالات.
4- التصاق نصف الجسم الأعلى مع وجود وجهين وأحياناً التصاق القلب وتمثل 34% من الحالات.
5- التصاق الجزء السفلي ونسبته 5% من الحالات .
6- التصاق بحيث يكون أحد التوأمين كبيراً والآخر صغيراً يعتمد على أخيه إعتماداً كلياً.
7 - جنين داخل جنين وهي حالات نادرة جداً.
أدوية الخصوبة
يصاحب استخدام ادوية الخصوبة معدل اعلى من الطبيعي لولادة التوائم وتساعد ادوية الخصوبة بعض النساء اللائي يعانين من العقم على الحمل. وتجعل الادوية مبيض المرأة يفرز بيضة واحدة كل شهر تقريبا. وفي بعض الحالات، تتسبب ادوية الخصوبة في جعل مبيض المرأة يطلق عدة بيضات في وقت واحد مما يزيد من احتمال ولادة التوائم ويؤدي استخدام سترات الكلوميفين - وهو احد أكثر ادوية الخصوبة استخداما الى ولادة توأمين مرة من بين كل 12 حالة ولادة تقريبا.
أنامل الخير
قصة تاليا وتالين التوأم السيامي المصري
ولما تحظى به المملكة من سمعة في التقدم الطبي وخصوصا مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني التي شكلت مكانة عالمية في عدة مجالات وعلى رأسها فصل التوائم السيامية، كانت رغبة الوالدين اجراء هذه العملية بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني تحت اشراف د. عبد الله بن عبد العزيز الربيعة الذي قام باجراء ست عمليات فصل توائم بنجاح ولله الحمد وتم الاتصال عن طريق خال التوأم الذي يعيش بمدينة الرياض بالدكتور عبد الله الربيعة حيث كان خارج المملكة ولكن لم تطل مدة الانتظار وبعد ايام قليلة علم صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بحالة تاليا وتالين وأمر سموه بسرعة نقلهما وعلاجهما وتحمل كافة تكاليف ذلك على حسابه امتدادا للمساته الكريمة للمحتاجين من ابناء هذا الوطن وللأمة العربية والاسلامية.
ولقد كلف سموه حفظه الله مكتب الحرس الوطني وسفارة المملكة العربية السعودية بالقاهرة بتسهيل سفرهما الى الرياض حيث كانت جهودهم حثيثة.
وبتاريخ 26/7/1424ه «23/9/2003م» وصل التوأم المصري تاليا وتالين الى مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض وبدأت مرحلة العلاج، حيث ادخل التوأم الى جناح الاطفال وتم تشكيل فريق طبي برئاسة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة لعمل الفحوصات الطبية اللازمة لتقييم حالة التوأم ومدى امكانية فصلهما.
ولقد قرر الفريق الطبي عمل الفحوصات التالية:
- فحوصات مخبرية للدم ووظائف الكلى والكبد.
- فحوصات للبول.
- فحوصات جرثومية للجلد والفم والأنف.
- أشعة صوتية للكبد والكلى والجهاز التناسلي والشرايين والاوردة بالبطن.
- أشعة صوتية وتخطيط للقلب.
- أشعة لكامل الجسم.
- اشعة مقطعية للصدر والبطن.
ولقد كان اول اجتماع للفريق الطبي يوم الاربعاء 27/7/1424ه «24/9/2003م» الساعة الرابعة مساء، واتضح من الفحوصات الاولية ان التوأم تشتركان بمنطقة اسفل الصدر والبطن وهناك عيب خلقي في قلب تالين وتمثل في ثقب بين البطينين وربما وجود اتصال بسيط بين اغشية القلب مع اشتراك التوأم بأسفل عظام الصدر وكذلك تشتركان بالكبد وأغشية البطن ولهما حبل سري واحد ولكل منهما حوض واطراف سفلية مستقلة.
ولقد اكتملت الفحوصات الطبية يوم الاحد 2/8/1424ه «28/9/2003م» وعقد الفريق الطبي عدة اجتماعات اتضح منها امكانية فصل التوأم السيامي المصري تاليا وتالين ان شاء الله وقرر الفريق الطبي ما يلي:
1- امكانية فصل التوأم بإذن الله.
2- العملية التجريبية الوهمية للفصل يوم الثلاثاء 4/8/1424ه «30/9/2003م».
3- عملية فصل التوأم السيامي المصري تاليا وتالين يوم السبت 8/8/1424ه «4/10/2003م» ان شاء الله الساعة 5 ،7 صباحا.
4- سوف تبث العملية عن طريق شبكة التلفزيون الداخلية لقاعة المحاضرات وكذلك شبكة الانترنت حية على الهواء.
عند وصول التوأم المصري الى مطار الملك خالد الدولي بالرياض كان عدد من مسؤولي الشؤون الصحية بالحرس الوطني في استقبالهما.
كانت الاستعدادات قد اكتملت لهذا الاستقبال حيث تم تجهيز سيارة اسعاف بشكل كامل لنقل التوأم الى مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض .
وقد تم ذلك حيث كان في استقبالهما هناك د. عبد الله الربيعة رئيس الفريق الطبي المسؤول عن اجراء العملية والذي يبلغ عدد افراده 15 طبيبا وقد سبق ان تم تجهيز غرفة خاصة للتوأم الملتصق بقسم الاطفال بالمدينة الطبية.
وتعتبر مدينة الملك عبد العزيز الطبية التابعة للحرس الوطني بالرياض احدى اكبر المدن الطبية بالشرق الاوسط.. وهي من المدن الطبية الرائدة باجراء مثل هذا النوع من العمليات المعقدة.
عمليات بمدينة الملك عبد العزيز الطبية
العملية تعتبر الرابعة التي تجرى في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض.. والسابعة التي يجريها الدكتور عبد الله الربيعة.
* أجريت ثلاث عمليات جراحية لفصل توائم من جنسيات مختلفة وقد كانت العملية الاولى في العام 1998م لتوأم سعودي هما حسين وحسن لفصلهما من منطقة الالتصاق في البطن والحوض لاشتراكهما في حوض واحد وجهاز تناسلي واحد وامعاء غليظة ومثانة بولية متصلة ولكل منهما طرف سفلي واحد ويشتركان بطرف سفلي آخر يحمل تشوهات وعيوب خلقية.. كما ان كبد كل منهما متصل بالآخر.. اما الاعضاء المستقلة فان لكل منهما رأساً واطرافاً علوية سليمة ورئتين مستقلتين وقلباً مستقلاً.
وقد استغرقت عملية فصلهما ثماني عشرة ساعة.
اما العملية الثانية فقد كانت لتوأم سيامي من السودان هما نجلاء ونسيبة واللتان كان لهما رأسان مستقلان سليمان، وكذلك اطراف علوية وسفلية مستقلة وسليمة ولكل منهما حوض وجهاز تناسلي مستقل، ومشتركتان في الكبد وكذلك كانت ملتصقتان في منطقة القلب.. حيث كان هناك ثقب بين البطين في القلب والتصاق في الجهاز الهضمي.
واستمرت هذه العملية عشر ساعات متواصلة.. وكانت منقولة على الهواء مباشرة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.. تابع خلالها الاعلاميون مجريات هذه العملية.
اما العملية الثالثة فقد تمت قبل عام تقريبا لتوأم ماليزي هما محمد واحمد حيث كانا ملتصقين في مناطق الصدر والبطن والحوض.. وكانت عمليتهما صعبة للغاية بسبب التصاقهما بهذه المناطق.. وكذلك وجود عملية سابقة تم اجراؤها لهما في ماليزيا.
وقد استمرت عملية الفصل اربعا وعشرين ساعة متواصلة.. وقد حظيت هذه العملية بمتابعة اعلامية عالمية واسعة النطاق تابعها الملايين من خلال نقلها عبر الشبكة العنكبوتية.
وقد كان الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة حين اجرى تلك العمليات النادرة يشغل منصب نائب المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية للحرس الوطني.
عملية فصل تاليا وتالين
* بعد وصول التوأم المصري من المطار الى المستشفى سيتم نقلهم الى جناح الاطفال تم تهيئة غرفة خاصة للتوأمتين هناك.
* ويتضمن الفريق الطبي الذي سيقوم باجراء العملية كلا من الاقسام التالية:
1- جراحة الاطفال.
2- التخدير.
3- قسم الاشعة.
4- التأهيل الطبي.
5- جراحة التجميل.
6- المختبر.
7- قسم الاطفال.
8- قسم العناية المركزية للاطفال.
بالاضافة الى اقسام مساندة اخرى مثل الطب.. وقسم الخدمات الاجتماعية وقسم علاقات المرضى.. وغيرها.
* منطقة الاتصال.. تتصل الطفلتان ببعضهما تحديدا اسفل الصدر والبطن واحتمال اشتراكهما بالكبد.. ولم تتضح هذه الامور بدقة الا بعد الفحوصات الاولية التي ستجرى بمدينة الملك عبد العزيز الطبية.
* وحول تكلفة العملية ستكون بحدود المليون ريال سعودي.. قد تزيد او تنقص حسب ما يظهر خلال الفحوصات الاولية.
* وقد تستغرق العملية مبدئيا بحدود خمس عشرة ساعة.. ونسبة نجاحها 90%.
أطباء ينجحون في فصل توأم ملتصقي القلب والكبد
نجح الأطباء في فصل توأم من البنات ولدتا مشتركتين في قلب وكبد وحجاب حاجز وذلك بعد عملية جراحية استغرقت اكثر من 12 ساعة وقال فريق بالمركز الطبي بجامعة ماريلاند في بالتيمور ان الطفلتين اللتين ولدتا في اوغندا في اكتوبر تشرين الاول تتحسنان وتبدوان بصحة جيدة. وقال الاطباء انه لو لم يكن قد تم فصلهما فان وفاتهما كانت امرا محتما.
وقال الدكتور ارديك شتراوخ، وهو متخصص في طب الأطفال ساعد في اجراء العملية، إن التوائم الملتصقة أو ما تعرف بالتوائم السيامية تحدث مرة كل 200 ألف حالة ولادة معظمها لا يمكن فصلها، وغالباً ما يموت أحد التوائم حسب كيفية الالتصاق، ولا يبقى على قيد الحياة من التوائم الملتصقة سوى 25% أو أقل، وغالباً ما يتعين التضحية بأحدهما لإنقاذ الآخر وفقاً لما هية الأعضاء التي يشتركون فيها. ولا تجري مثل هذه العمليات في الولايات المتحدة إلا مرة واحدة سنوياً.
وقد ولدت الطفلتان لويس وكرستين اونزيجا متواجهتين للاخرى وملتصقتين من قمة عظام الصدر حتى الحبل السري، وكانتا مشتركتين في القلب والكبد والحجاب الحاجز.
واجريت العملية في 19 ابريل / نيسان في العاصمة الاوغندية كمبالا وشارك فيها فريق طبي ضم 35 عضوا، ومن بين الأطباء فريق من اطباء الاطفال بكلية الطب في ماريلاند، في اطار برنامج لتبادل الخبرات، منهم الدكتورة سيندي هوارد التي تصادف وجودها في اوغندا.
وقام جراح القلب الدكتور مارسيلو كارداريلي بفصل قلبي الطفلتين. وقال «كان قلباهما ملتفين احدهما حول الآخر في وضع غير طبيعي ومغلفين في غشاء مشترك» ولم تظهر صور الاشعة للاطباء وقال كارداريلي لم نعلم ان الطفلتين تشتركان في وريد كبير الا بعد شق صدرهما.
وكان الفريق الطبي يقف على اهبة الاستعداد بجهازين لتنظيم ضربات القلب ومعدات لعمل تحويل قلبية رئوية كاملة لاستخدامها في حالة الضرورة.
وقال كارداريلي ان فريق العمل كان قد اعد ثلاث خطط للعمل لاستخدامها عند الضرورة.
وقال شتراوخ ان الفريق جزأ العملية الى خطوة واحدة في كل مرة، وذلك بإحداث شق في جانبي الطفلتين وهما مستلقيتان على جنبهما ومتواجهتان.
وبدأ الاطباء العمل من اعلى الى اسفل بفصل الكبد ثم القلب ثم الحجاب الحاجز ثم فصلهما من الجانب الآخر. ثم وضعت الطفلتان على سريرين منفصلين واستخدمت انسجة صناعية لرأب الشق الكبير ورقعت اعضاؤهما الداخلية.