افتتحت دار الكتب والوثائق القومية بجمهورية مصر العربية موسمها الثقافي الثالث لعام 2003 2004م، تحت عنوان «شوامخ المحققين» مطلع الأسبوع الماضي.. الثلاثاء 19/7/1424ه بندوة علمية عن علاَّمة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، أقيمت بالقاعة الكبرى في دار الكتب والوثائق القومية شارك فيها كل من: الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع، وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي ورئيس النادي الأدبي بالرياض وعضو مجمع اللغة العربية المراسل.. والأستاذ عصام الشنطي خبير بمعهد المخطوطات العربية.. والدكتور أحمد فؤاد باشا أستاذ الفيزياء بكلية العلوم جامعة القاهرة، نائب رئيس جامعة القاهرة سابقاً.. وأدارها الدكتور حسين محمد نصار.. وحضرها جمع غفير من المثقفين والباحثين المهتمين بالشأن العلمي بمصر.. وحضرها من السعودية الأستاذ معن بن حمد الجاسر الأمين العام لمؤسسة حمد الجاسر الخيرية والأستاذ محمد العقيل الملحق الثقافي السعودي بالقاهرة والدكتور عبدالعزيز الهلابي أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض والدكتور عبدالعزيز المانع والأستاذ سهم بن ضاوي الدعجاني مدير مركز حمد الجاسر الثقافي.الدكتور أحمد مرسي رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، افتتح اللقاء بكلمة ضافية أوضح فيها هدف دار الكتب من الاحتفاء بشوامخ المحققين للتراث العربي، محاولة من الدار للتعريف بجهودهم العظيمة سواء من العرب أو المستشرقين. وأضاف: أن افتتاح هذا الموسم بالاحتفاء بشيخ المحققين الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، يأتي دلالة على مكانته ودوره الكبير في خدمة تراثنا العربي وما له من مكانة في نفوس علماء مصر ومثقفيها. وشكر مؤسسة حمد الجاسر الخيرية على ما بذلته من جهود كبيرة في إنجاح هذا الاحتفال. الدكتور الربيع افتتح ورقته بقوله: «عندما حدثني الأستاذ الدكتور حسين نصار عن فكرة هذه المحاضرة أثناء الدورة الماضية للهيئة المشتركة للتراث بمعهد المخطوطات العربية التابعة لجامعة الدول العربية ورشحني لإلقاء المحاضرة شكرت له هذا الصنيع وحمدت لمركز تحقيق التراث بدار الكتب والوثائق القومية المصرية هذه العناية والتكريم لعمالقة المحققين من العرب والمستشرقين الذين خدموا تراثنا الخالد بتحقيق روائعه ونفائسه ومنهم علاَّمة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله. وقد بدأ الربيع حديثه بترجمة موجزة للشيخ حمد الجاسر وعدد جهوده في خدمة التراث عبر محاور عدة منها: التنقيب عن المخطوطات وجمعها والتعريف بها وتصحيح المعلومات والفهارس ونقد الكتب المنشورة المختلفة وتلخيص الكتب التراثية وعرض محتوياتها والإشراف على طباعة الكتب التراثية للغير وتحقيق المواضع وخاصة في الجزيرة العربية وتحقيق الكتب التراثية. أخيراً وقف الدكتور الربيع بشيء من التفصيل عند قضية وصفها بالمهمة واعتبرها مثالاً عملياً على «غيرة» الشيخ الجاسر على التراث وحرصه عليه ومدى ما يبذله من جهد متواصل دؤوب في سبيل خدمته والذود عنه وحمايته من عبث العابثين وأورد للحضور قصة علاَّمة الجزيرة مع كتاب «التعليقات والنوادر» وقصة الباحث العراقي حمود عبدالأمير الحمادي بخصوص مخطوطة «التعليقات والنوادر». بعد ذلك تحدث الأستاذ الباحث عصام الشنطي الخبير المعروف بالمخطوطات العربية عن رحلات حمد الجاسر للبحث عن التراث ووصف رحلاته بأنها متنوعة الأهداف ومختلفة الدواعي والمقاصد، فهي إما إلى بلاد عربية أو إسلامية أو أجنبية، أوروبية أو أمريكية بقصد الاطلاع على التراث العربي متمثلاً في مخطوطاته، يصف ما يتخيره منها، ويصوّر ما يستطيع.. أو رحلات داخل بلاده من الجزيرة العربية ليحقق مواضع تاريخية أو أصول قبائل أو رحلات للعلاج والاستشفاء. بعد ذلك تحدث الدكتور أحمد فؤاد باشا عن حمد الجاسر محققاً للتراث العلمي، حيث افتتح حديثه قائلاً: سأكتفي هنا بالحديث عن واحد فقط من تحقيقات الشيخ حمد الجاسر، لعله أهم ما حقق من كتب التراث العلمي العربي إن لم يكن أهمها على الإطلاق، ذلكم هو كتاب (الجوهرتين العتيقتين المائعتين من الصفراء والبيضاء» تأليف لسان اليمن الحسن بن أحمد الهمداني (280-345) الطبعة الأولى، وتناول الباحث منهج الجاسر في التحقيق وختم محاضرته بذكر بعض الملاحظات التي يراها بالغة الأهمية. حول تحقيق الشيخ للكتاب.بعد ذلك ألقى الأستاذ معن الجاسر الأمين العام لمؤسسة حمد الجاسر الخيرية كلمة بهذه المناسبة شكر فيها دار الكتب والوثائق القومية باسمه واسم أسرة آل جاسر وتلاميذ وأصدقاء ومحبي الشيخ حمد الجاسر في السعودية.. شكر فيها الدار على ما بذلته من جهد رائع في هذا الاحتفال بوالده، رحمه الله. ثم تحدث بعد ذلك الأستاذ محمد العقيل الملحق الثقافي السعودي بالقاهرة وشكر دار الكتب والوثائق القومية بمصر على هذا الاهتمام بشوامخ المحققين واختيارهم للشيخ حمد الجاسر ليكون باكورة هذا الموسم ثم شارك الدكتور أيمن فؤاد السيد بمداخلة أوضح فيها علاقة والده بالشيخ الجاسر وما بينهما من تواصل تراثي. الأستاذ سهم الدعجاني مدير مركز حمد الجاسر الثقافي بالرياض شكر دار الكتب والوثائق القومية بمصر ممثلة بمركز التراث على اهتمامها بشوامخ المحققين من خلال تخصيص موسم كامل لتكريمهم ورصد نتاجهم الفكري. وأضاف: لا شك أن هذه الخطوة تعيد هؤلاء العظماء إلى ذاكرة الأجيال المعاصرة، وكم سرنا افتتاح هذا الموسم بعلامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله.