يوم الوطن لقاءُ يتجدد في أول الميزان من كل عام، وهو ذكرى انطلاقة وطننا الغالي ذكرى نعايشها لنعيد إلى الأذهان ونستلهم مجدا تليدا وملحمة قادها الباني المؤسس موحد البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه معلناً بذلك توحيد البلاد بمسمى المملكة العربية السعودية وتحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله» في عام 1351ه، ليحقق بذلك أملاً كانت تحتاج إليه البلاد حاجة الظمآن للماء ولا يخفى على أحد منا الحالة التي كانت عليها قبل ان يقيض المولى عز وجل الملك عبدالعزيز فلقد عاشت بلادنا ماضيا تسوده الفرقة والشتات والنزاعات وكان يتفشى فيها الجهل وتنتشر الأمراض وفوق ذلك كله كان ينعدم الأمن ويكثر السلب وقطع الطرق، وما ان وحّد الملك عبدالعزيز ارجاء البلاد يرافقه رجال أخلصوا ونذروا أنفسهم خدمة لدينهم ووطنهم، عكف هو ورجاله على بناء الوطن ووضع أركانه على أسس متينة قائمة على الكتاب والسنة، حتى ساد الأمن وتبدل الخوف أمنا، وتبدل الشتات بالالتئام والجهل بالعلم حتى وان كان على مستوى بسيط في ظل الإمكانات المتوافرة إلا انها ساهمت بشكل كبير في انتشار العلم بين فئات المجتمع، وباتت بلادنا تنعم برغد العيش وتفرغ بعدها الملك الباني بعد ان لمّ الشمل وأمن السبل والفيافي للحاضر والباد وبدل بذلك صفحة الماضي الغابر وأصبح الراكب يطوي ارجاء البلاد في ظل من الأمن والأمان ورغد العيش عكف على تنظيم الدولة الحديثة الناشئة ووضع اللبنات الأولى كل ذلك بفكر وحنكة وتوازن فأنشئت في عهده العديد من الوزارات والمصالح الحكومية وشُقت الطرق وأنشئت المستشفيات والمدارس النظامية وقفزت البلاد في فترة بسيطة قفزة هائلة بتوفيق الله تعالى أولاً ثم بجهود الملك عبدالعزيز صاحب النهج العقدي الصافي وصاحب القلب الحاني الذي جعل جل اهتمامه بناء الإنسان السعودي وجاء من بعده وسار على خطاه أبناؤه البررة فأكملوا المسيرة وقادوا مسيرة النهضة المباركة، والذي يستطلع ما وصلت إليه بلادنا من تطور ونهضة حريٌّ به ان يشكر الله تعالى أولا ثم يسترجع حجم المعاناة التي قاساها وذاق مرارتها الملك المؤسس في توحيد البلاد وتوحيد أجزائها، ولعله من حسن الطالع ان استعرض بعض ما وصلت إليه بلادنا من تطور باتت تضاهي فيه دول العالم والتي ليست بخافية على أحد ولكن علّنا نستذكر فيها سيرة الرجل العظيم الملك عبدالعزيز فما النهضة التي نعيشها إلا امتداد لغرسه، في جميع المجالات، ففي مجال التعليم تحتضن بلادنا العديد من المدارس والمعاهد والكليات والجامعات وتولي هذا القطاع رعاية خاصة، وبها العديد من المستشفيات على مستوى عالٍ، وبها العديد من المصانع والمراكز التجارية وبها شبكة طرق عالمية، ووسائل نقل حديثة، فالحمد لله الذي وهب بلادنا هذه النعمة وان يديمها، ولا يسعني في الختام إلا أن أرفع لمولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني وكافة الشعب السعودي وان يحفظ بلادنا من كل سوء انه على ذلك قدير والله الهادي إلى سواء السبيل.