لأنه أصبح الهاجس الأكبر والأكثر تأثيراً على كل سياسات وسلوكيات الإدارة الامريكية فقد انشأت «بنك للإرهاب» مهمته جمع كل البيانات والتفاصيل عن الاشخاص المطلوبين والذين يمثلون عائقاً استراتيجياً لتحقيق اهدافها وتنفيذ مخططاتها. والارهاب اصبح صفة تطلق يميناً ويساراً لكل من يعارض سياسات الولاياتالمتحدة في الهيمنة على العالم واحتلال الدول وتهديدها، كما حدث مع العراق وايران وسوريا.. والقائمة التي تنتظر دورها في التهديد والاحتلال طويلة.. تريد الولاياتالمتحدة قضم دول منطقة الشرق الاوسط دولة تلو الاخرى بذريعة للبحث عن اسلحة الدمار الشامل المزعومة التي لن تجدها بعد بحث مضنٍ في ربوع كثير من دول الشرق الاوسط الا في اركان الولاياتالمتحدة نفسها بعد أن تكون قد احتلت ودمرت العديد من الدول ومقدراتها لحظتها يقف الرئيس الامريكي ليعلن في خطاب ثوري انه بعد ان أضنانا البحث وأجهدنا التنقيب عن اسلحة الدمار الشامل في دول منطقة الشرق الاوسط دمرنا خلالها جيوشاً كثيرة وأجهزنا على اقتصاديات دول عديدة ثم وجدنا الاسلحة في بيتنا الامريكي وتحت مخادعنا.. لذلك خرجت عليكم لأعلن هذا الاكتشاف الامريكي العظيم!! هذا هو السيناريو المتوقع للسياسات الامريكية التي بدأت تتكشف خفاياها من اجل ان تكون لاسرائيل اليد الطولى والهيمنة على دول المنطقة لتتزعمها وتقودها حسب توجهاتها ومخططاتها وتعيش شعوب المنطقة رهن اطماعهم وقيد مصالحهم لذلك لا نستغرب من أن تنشئ امريكا بنك الارهاب يكون فيه العميل كل من يمارس سياسة او يتبنى توجهاً ضد توجهات الولاياتالمتحدة وسياستها الاحتلالية لدول المنطقة. ومن خلال تلك السياسة اطلقت على المقاومة العراقية صفة الارهاب رغم انها دولة محتلة، كما اطلقت على تنظيمي «حماس» و «الجهاد الاسلامي» صفة الارهاب وتجميد اموالهما في البنوك الامريكية إن كان لهما أصلاً رصيد فيها. واستخدمت الفيتو ضد المشروع العربي في مجلس الامن الذي يفرض على اسرائيل عدم طرد عرفات وتطبيق خريطة الطريق.. حتى ترضى عنها اسرائيل. فهما الآن في «الهم» سواء.. امريكا تحتل العراق ومقاومة العراقيين اصبحت عمليات ارهابية.. واسرائيل تحتل فلسطين ومقاومة «حماس والجهاد وكتائب الاقصى» في مفهومهم ارهابية.. والمرحلة القادمة ستطلق على عرفات صفة الارهابي لانه كما تزعم امريكا - يقف ضد السلام - ولا يريد القضاء على المقاومين الفلسطينيين للمشروع الصهيوني.. مفاهيم مغلوطة أصبحت تروج على الساحة الآن، وتريد الآلة الاعلامية الغربية ترسيخها واستقرارها في الاذهان العربية على انها مسلمات يجب الاخذ بها. لكن هل نحن الى هذه الدرجة قد فقدنا عقولنا وطاش صوابنا حتى تنطلي على كثير منا هذه المصطلحات ولتصبح مسلمات في كتاباتهم باطلاق صفة الارهاب على المقاومة العراقيةوالفلسطينية؟! وهل تقديم الارهاب على الاحتلال، هي سياسة ممكن ان تجد صدى لدى شعوب المنطقة بدلاً من تقديم الاحتلال على الارهاب، باعتبار ان المقاومة نتيجة طبيعية للاحتلال؟! وهل وصف الرئيس الامريكي في خطاب له ان حملته على العراق «من أكثر الحملات انسانية في التاريخ» هذه حقيقة أم كذب وخداع لا يمكن تمريره؟!. هذه السياسات التي تحاول الادارة الامريكية والمحافظون الجدد تمريرها وترسيخها في عقول شعوب المنطقة لم تنطل على شعوبهم نفسها، فقد رفضوها واستهجنوها وسخروا منها، فهذا مايكل ميتشر وزير البيئة البريطاني السابق يكتب في صحيفة الجارديان «يبدو ان الحرب المزعومة على الارهاب استخدمت بصورة كبيرة كغطاء كاذب لتحقيق اهداف امريكية استراتيجية وجيوسياسية اوسع». ويعلن رمزي كلارك وزير العدل الامريكي الاسبق.. ان المزاعم الامريكية هناك «العراق» لم تكن صحيحة!! وترى صحيفة.. بيبولز ديلي «الصينية» انه لا يجوز الانحطاط بمكافحة الارهاب الى ان تصبح ذريعة صريحة لتحقيق اهداف سرية»!! فالحملة الكاذبة التي تروجها الادارة الامريكية وآلتها الاعلامية ستذهب ادراج الرياح لانها لم تقنع ابناء جلدتهم، فكيف يمكن أن تنطلي على من يلامس الجمر بيديه ويكابد الأمرّين من السياسات والممارسات الاجرامية التي ترتكبها اسرائيل وكذلك تفعلها القوات المحتلةالامريكية والبريطانية بالشعب العراقي!! وتحاول أن تقلب الحقائق وتتغافل اساس المشكلة وتتعامل معنا بالقطعة، بدلاً من ايجاد حلول شاملة للمشكلة.. فالآن ياسر عرفات واركان نظامه ومعه فصائل المقاومة هم ضد السلام وتحقيقه، واسرائيل المحتلة تقتل كل رموز المقاومة وهي تدافع عن نفسها من اجل تحقيق السلام الاسرائيلي المزعوم.. وايران على موعد مع تاريخ 31 اكتوبر القادم لاثبات عدم امتلاكها برنامجاً نووياً أو الويل والثبور، وسوريا إن لم تتخلص من اسلحة الدمار الشامل فالمقاطعة الاقتصادية في انتظارها.. والقادم اسوأ.. طالما أن الادارة الامريكية ماضية في طريقها لتنفيذ مخططها للسيطرة على المنطقة ومقدراتها. كلهم اصبحوا بالمفهوم الامريكي إرهابيين يجب مواجهتهم بالقوة العسكرية والحصار الاقتصادي، واختلط الحابل بالنابل، فالمحتل يدافع عن نفسه، وصاحب الارض اصبح إرهابياً.. والدول العربية والاسلامية باتت مطالبة بالحصول على شهادة حسن سيرة وسلوك وصك امريكي بأنها لا تمتلك اسلحة دمار شامل ووثيقة تعترف بأنها لا تضمر ميولاً عدوانية نحو اسرائيل!! أي هوانٍ هذا، أن يروج المعتدي علينا بأفكار مغلوطة ومفاهيم مقلوبة ويتعامل معها اعلامنا بكل هذه السهولة واليسر؟! ويفرض علينا ان نبتلع الشوكة التي وضعت في حلقونا ونقول: إن طعمها لذيذ..!!