في الأسبوع الماضي فقدنا بكل الحزن وبكل الإيمان بقضاء الله وسنته بالحياة، شيخ المحبة وكبير التواضع صاحب الابتسامة الدائمة على محياه لكل من يبدأه بالسلام هو الشيخ سعد بن عبدالعزيز الشثري رحمه الله بعد معاناة صحية ألزمته الفراش.. جعلها الله تكفيراً وطهوراً له بالدنيا والآخرة. وكل التعازي لأبناء الفقيد وإخوانه وللأسرة الكريمة طيبة الذكر. وعزاؤنا الأكبر لشقيق الفقيد معالي الشيخ ناصر فقد كان كظله لا يفترقان خلال حياتهما اليومية. كان معاليه يجد فيه الأخ المخلص والابن البار والصديق الوفي والمستشار الناصح، الذي يلازمه دائماً وأبداً، الكل يحزن على فراق الأحبة، ولكن فقيدنا أحبه مثل أسرته، كل من عرفه ومن عمل معه ولأمره، ولتعرف مكانة فقيدنا وطيبة قلبه عندما ترى دموع كل من كان حوله! الفقيد رحمه الله كان يستيقظ لصلاة الفجر وبها يبدأ حياته اليومية، كان شغله الشاغل هو الاطلاع على برنامج معالي الشيخ ناصر لهذا اليوم وترتيب كل ما يلزم، خصوصاً إذا كان هناك أي مناسبة أو وليمة، واعتاد رحمه الله على التواجد بعد صلاة المغرب في منزل أخيه سعادة اللواء عبدالله وذلك للإشراف على استقبال الزائرين وأصحاب الحاجة واستلام طلباتهم لتقديمها لمعالي الشيخ ناصر لما عرف عن معاليه من حب للخير ومد يد المساعدة لكل من له مسألة أو معاملة لدى بعض الدوائر الحكومية تحتاج إلى توصية أو استفسار. وعودة إلى ذكريات أحد أبناء معالي الشيخ وهو الأستاذ فهد بن ناصر، فقد كان يحدثني يومياً أن العم سعد رحمه الله كان يتفقدهم في الصباح الباكر في أثناء مراحلهم الدراسية بالابتدائية ويتأكد بنفسه ان الجميع قد ذهب إلى المدرسة وذلك لارتباط معالي الشيخ ناصر مع جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه .كان من حسن الحظ تواجدي في ألمانيا خلال رحلة الفقيد لإجراء الفحوصات الطبية هناك، وعندما اقتربت منه لتوديعه، رفض ذلك وقال الوقت متأخر الآن بعد منتصف الليل وبودي ان تبقى معنا للغد وتشاركنا الافطار مع معالي الشيخ ناصر والاخوة جميعاً، وبعد ذلك لا مانع من السفر، وشعرت في هذه اللحظات من حديثه معي حبه ووفاءه لوالدي رحمهم الله جميعاً .هذه مجرد مقتطفات بسيطة جداً في سيرة هذا الرجل الصالح الذي أبكانا جميعاً وحقائق قليلة من الثواني التي عشتها معه ولكن الرضا بقضاء الله وقدره هون علينا حزننا في هذا الحدث الجلل، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.