نسمع احياناً بجريمة اعتداء جنسي حدثت لفتاة أو لطفل، ويكثر ذلك في المجتمعات الغربية البعيدة عن قيم الإسلام الخالدة، لكن هذا لايعني ألا تكون موجودة في عالمنا العربي، فلقد سمعنا كثيراً عن حوادث الاغتصاب والاعتداء كما حدث مع فتاة المعادي في مصر التي اغتصبت أمام أعين الناس وعلى مرأى من البشر وحوادث أخرى غير معلنة، والحديث عن الاعتداءات الجنسية متشعب متعدد الجوانب، فقد يتم الاعتداء على فتاة من قبل رجل من مبدأ وازع الشهوة غير المقننة التي يتم التعبير عنها بهذا الشكل المخزي، لكن هنا الاعتداء المستنكر واللا أخلاقي الذي يعتبر افتراساً حيوانياً إنه الاعتداء الجنسي على الأطفال، فأين ينتشر ذلك وماهي أسبابه وهل العامل (السائق الأجنبي في المنزل خطر يحدق بالأسرة وأطفالها، هل وهل جملة من الاستفهامات التي تحتاج إلى إجابات متعددة وشافية، فما هي حقيقة الاعتداء على الأطفال..)؟ أثبتت الدراسات الاجتماعية والنفسية ان الاعتداء على الأطفال ينتشر في الأسر المفككة، التي لايوجد فيها اشراف على الأطفال وتركهم لجليسي السوء ذوي الأخلاق السيئة، أو تركهم في المدرسة، أو الحضانة لفترات طويلة، بعد انتهاء اليوم الدراسي. كما كشفت هذه الدراسات أن الاعتداء الجنسي قد يكون من المحارم ولا سيما في الأسر التي يكون بها حالة من المدمنين أو مرضى اكتئاب وعدم اتزان نفسي، وتكون البنت أو الولد بعيدين عن أعين الرقابة وتحيط بهما العزلة والوحدة عن المجتمع الخارجي.. وهذه المجموعة تسمى المجموعة الهشة للاعتداء. أما بالنسبة للشخص الذي يقوم بعملية الاعتداء، فهناك عدة عوامل تدفعه لهذا التصرف، كأن يكون مدمناً، أو يعاني من اضطرابات نفسية أو من حالة كبت أو هياج جنسي جامح. وحالة هؤلاء المعتدين يوجد بها جزئية خطيرة، وهي أن الأشخاص الذين يقومون بعملية الاعتداء الجنسي يكونون قد تعرضوا للعملية نفسها في الصغر فيبدو هذا الفعل القبيح وكأنه عملية ثأر وانتقام ضد المجتمع قبل كونه ضد الضحية. كذلك هناك شخصيات مريضة لا تجد المتعة الجنسية إلا في ممارستها مع طفل، وقد يحدث هذا من شخص لديه مرض عقلي، كمرض الفصام. وتطرقت عدة دراسات إلى الأعراض التي تبدو على الطفل الذي تم الاعتداء عليه التي تتمثل في أنه غالباً مايكون متعرضاً للتهديد من قبل المعتدي، ومن ثم يظهر عليه رغبة في الانعزال ويبكي وحده، ويصاب بحالة من الاكتئاب، وذلك يحدث - في الغالب- عندما يكون الطفل في المرحلة الابتدائية، فوق الخمس سنوات. وفي كثير من الأحيان يصاب الطفل بحالة من الهلع والذعر أو المرض عندما يحين موعد الذهاب للمدرسة، أو يصاب بفزع في الليل في صورة كوابيس مخيفة، حيث ان الطفل يتذكر ماحدث، وهذا التذكر يعتبر نوعاً من الضغط العنيف والشديد على الذاكرة، يصاحبه قلق وغم مستفحل، ومن ثم فمعظم أحلامه تدور حول هذا الموقف، بالإضافة إلى خوف ورهبة من المكان الذي تم الاعتداء عليه فيه. وللحديث بقية.