مع دخول وقت الإجازة الصيفية تبدأ تباشير الأفراح والليالي الملاح بالتعبير عن ذاتها، ففي هذه الأيام نرى الأفراح معدة والجداول الزمنية لهذه الأفراح ترى النور بين ليلة وأخرى، وإنها لبشرى لمن أقدم على هذا المشروع المبارك ليكمل نصف دينه ويحصن نفسه، وإنها لمناسبة ان نقدم لكل عروسين مقدمين على بناء أسرة مسلمة سعيدة بإذن الله نصائح الناصحين وتوجيهات الموجهين، وباعثاً إليهما باقة ورد فواحة وداعياً لهما من أعماق قلبي ان يبارك لهما ويبارك عليهما ويجمع بينهما في خير. والاستفادة من نصح الناصحين وتوجيه الموجهين هو دأب أولي الألباب لذا إلى كل عروسين أهدي هذه الكوكبة من النصائح وهذه اللآلىء من التوجيهات التي طالما رددها الناصحون استعرضها رجاء الاستفادة منها، مبتدئاً بأن عليه ان يبدأها بالسلام إذا دخل عليها.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكن سلامك بركة عليك وعلى أهل بيتك» رواه الترمذي، وان يأخذ بناصيتها ويقول: «اللهم اني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه» حسن صحيح رواه ابن ماجة، وعليه ان يكون في خطابه معها عذباً وفي مناداته لها لطيفاً بحيث يناديها بأحب أسمائها مع شيء من التدليل وذلك إشباعاً لمشاعرها وأحاسيسها وكذلك أيضاً عليها ذلك ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة فقد كان عليه الصلاة والسلام ينادي عائشة رضي الله عنها بقوله: «يا عائش»، وعليه أن يؤنسها ويسليها بالترويح والمزاح والملاعبة فقد سابق رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها مرتين سبقته في الأولى وسبقها في الأخرى حيث ضحك عليه الصلاة والسلام وهو يقول: «هذه بتلك» رواه الإمام أحمد وأبو داود، وعليه ان يساعدها للقيام بالأعمال المنزلية فقد كان عليه الصلاة والسلام في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة قام إليها وترك مهنة أهله. وعليه ان يشاورها فيما له علاقة بحياتهما الزوجية وفيما لها معرفة به وكذلك أيضاً هي عليها ذلك، وعليه ان يكون عوناً لها لزيارة أهلها وأقاربها وأهل ودها، وكذلك هي أيضاً عليها ذلك، وعليه عند السفر لوحده ان يودعها وان يعطيها من المال ما لا تحتاج بوجوده ان تسأل أحداً ولو كانت والدتها، وعليه ألا يكثر من السفر وان كان مسافراً ولا بد فليسرع بالعودة إليها بحيث لا يطيل السفر وان يتصل بها عبر الهاتف والبريد ألا تتفاجأ بعودته وان يحرص قدر المستطاع على اهدائها هدية من سفره، وعليه ان يصحبها معه في أسفاره بين حين وآخر، وعليه ان ينفق عليها من ماله ولو كانت تملك مالاً يفوق ماله بحيث لا يبخل عليها به سواء في نفقاتها الواجبة والضرورية أو فيما تشتريه من هدايا لبنات جنسها اللاتي منهن المتزوجة حديثاً والتي رزقت بمولود والتي نزلت منزلاً جديداً وما إلى ذلك من المناسبات الاجتماعية الأخرى فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك» رواه مسلم، وعليه ان يتزين لها ويتطيب لها فها هو ابن عباس رضي الله عنهما يقول: «إني أحب ان أتزين لامرأتي كما أحب ان تتزين لي»، وكذلك أيضاً هي عليها ذلك من باب أولى، وعليه اشباع رغبتها الجنسية مع التزام آداب ذلك وضوابطه وكذلك أيضاً عليها ذلك بل عليها ان تلبي حاجته في هذا الشأن ولا تضجر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح» متفق عليه، وللحديث بقية إن شاء الله. (*)مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر