أعطى نادي القادسية نظيره النصر إجازة الى الموسم المقبل بعد اقصائه له أمس من منافسات المربع الذهبي اثر فوزه المستحق عليه بهدف وحيد حمل توقيع صالح السرحاني في الدقيقة 19 لينتقل لملاقاة الأهلي الخميس المقبل في نصف نهائي بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين. وتفوق القادسية في الحصة الأولى وسيطر النصر في الثانية وكان النصر الأكثر حضوراً بيد ان فرصه تساقطت أمام براعة الحارس القدساوي العويض وشجاعة زملائه المدافعين والانضباط الفني الذي كان عليه الفريق بقيادة المدرب المميز أحمد العجلاني، وإلى الفرص المهدرة من جانب النصر فقد أهدر المدافع الحلوي ضربة جزاء في الوقت الضائع من الحصة الأولى وتصدى القائم لتسديدة هائلة من عبده حكمي في الدقيقة 58 من المباراة، وبتلك النتيجة يكون النصر قد ودع الموسم المحلي الخامس خالي الوفاض فيما سجل القادسية أقوى حضور في تاريخه عندما عزز أمس حظوظه في بلوغ النهائي بعد صعوده هذا الموسم للممتاز. فاجأ القادسية اصحاب الضيافة النصر منذ اللمسة الاولى لبداية المباراة بسيطرة ميدانية متدرجة حتى بلغت الذروة مع اكتمال الدقائق العشر الاولى، وساعد الضيوف في فرض سيطرتهم الانضباط التكتيكي الذي كان عليه رجال المدرب العجلاني وبخاصة رباعي وسط الميدان «كريري الرويعي الحكمي الحرندا» الذين قطعوا حبل الصلة بين هجوم النصر ووسطه الغائب في هذه الفترة ورسموا مسلسل حملات سهلة بتبادل الكرات البينية مع الثنائي المتقدم السرحاني والودعاني مما جعل المرمى النصراوي يحاط بالخطورة منذ الدقيقة الثانية التي سدد فيها الكريري ارضية مرت بجوار القائم. وواصل الرويعي تهديدات الضيوف لاصحاب الارض بيسارية مرت بجوار القائم الايسر عند الدقيقة الثامنة، ولم يرصد الحكم المرداس ومساعده على الخط ضربة زاوية بعد ذلك للودعاني اثر ملامسة الكرة لقدم الحلوي قبل خروجها من الميدان مشيراً الى ضربة مرمى!! وبنتيجة المخاشنة مع ماجد الدوسري تلقى الحرندا البطاقة الصفراء في المباراة «د13» في الوقت الذي تزايد تركيز القادسية نحو التقدم بالنتيجة. هدف السبق للسرحاني ومن جملة رائعة بين الحكمي والسرحاني وضع الاخير عند الدقيقة 19 الضيوف في المقدمة على مرأى ومسمع من ثنائي الدفاع النصراوي الحارثي والثقفي الذي «تعازم» على ابعاد الكرة قبل ان تصل للسرحاني فسدد بيمناه قوية وسط ممرمى الشريفي الذي لايسأل عن الهدف الذي جاء ليزيد ارتباك النصر فحصل الخثران والحارثي على البطاقة الصفراء بعده بأربع دقائق. واعطى هدف السبق للقادسية المزيد من الثقة وواصل صاحبه السرحاني خطورته في الدقيقة 29 فسدد برأسه ثم بقدمه مرتين لكنه أخطأ الهدف، وكان زميله ماركوس قد «لف» ثابتة باتجاه الزاوية النصراوية اليمنى امسكها الشريفي، ورغم التحسن الذي طرأ على الاداء النصراوي الا ان كرة وسطه ظلت عشوائية وبطيئة وبخاصة الجنوبي الذي حل به غضب انصار النصر غير مرة جراء التأخر والدقة في التسليم. وحصل حارس القادسية العويض على بطاقة صفراء «د39» بداعي اضاعة الوقت في حين جاءت اولى المحاولات النصراوية الجادة في المباراة من قدم تينيوريو الذي سدد ثابتة «د44» اعتلت العارضة. ضربة جزاء ضائعة!! وكاد النصر ان يعدل اوضاعه قبل ثوان من انهاء الفترة الاولى عندما احتسب له الحكم ممدوح المرداس ضربة جزاء «مشكوك» في صحتها اثر سقوط الكونجولي روك امام البرازيلي اليكس بيد ان الحلوي بدد الفرحة بذلك القرار عندما سدد خارج المرمى لينتهي الشوط قدساوياً بهدف دون مقابل وبأداء متفوق على أصحاب الأرض. الشوط الثاني وبعد الاستراحة دفع دانيال مدرب النصر بورقته الاحتياطية الاولى خوليو سيزار بديلاً للجنوبي الذي لم يكن موفقاً في الفترة الاولى، وساهم الاجراء النصراوي في تحسن اداء الفريق حتى بلغ مستوى السيطرة في حين واصل القادسية الذي استعان مدربه العجلاني في الربع الاول من هذه الفترة بسلمان العميري واديلتون على حساب بشير السويدي والحرندا لزيادة الحيوية في الوسط والقوة للدفاع باعادة القائد الرويعي الى مركز الظهير الايسر بهدف وقف اندفاعات ماجد الدوسري الذي كان يكرر غير مرة الخطورة في تلك المنطقة. وكاد المدافع القدساوي زكريا الهداف يوفر العناء على النصر عندما حول مسار عرضية بوسكاب بيد ان الكرة مرت بجوار مرماه ضربة ركنية للنصر. وزادت حالة الاستنفار النصراوي في الدقيقة 55 عندما اهدى سيزار عرضية ليتينيوريو بيد ان هذا الاخير سدد الى خارج المرمى ومثله فعل الثقفي مع عرضية مماثلة من نفس اللاعب بعد دقيقة من تلك المناسبة. وظهرت من جديد «د57» البطاقة الصفراء بحق قائد القادسية الرويعي وبعدها بدقيقة كاد عبده الحكمي يزيد حرج النصر عندما اطلق قذيفة تصدى لها القائم الايمن للحارس الشريفي. ومرت اخرى عاد النصر لاعلان خطورته «د63» من قدم تينيوريو الذي تلقى تمريرة من الحلوي واستدار مسدداً بيمناه بيد ان العويض كان يقظاً وحول الكرة الى ضربة ركنية نصراوية. وحاول بوسكاب «د68» مخادعة حارس القادسية لكن كرته اعتلت العارضة القدساوية. هدف تسلل! واوقفت راية الحكم المساعد «د69» فرحة صفراء كان قد اطلقها صالح الداود برأسية هزت شباك العويض بيد ان موقفه المتسلل اوقف تلك الاحتفالية وابقى اللقاء يدور في دائرة بحث النصر عن العودة للمباراة وحفاظ القادسية الدفاعي والاعتماد على الحملات المضادة على مرمى مضيفه الذي واصل نواياه الجادة بدخول بندر تميم بديلاً للمدافع الثقفي بحثاً عن زيادة الفعالية الهجومية التي اعلنها نفس اللاعب «د76» بتسديدة من قدمه اليمنى حولها العويض الى زاوية جديدة. وفي تطور فني جديد اكمل المدربان الاستفادة من التغيير فدفع دانيال بالبيشي بديلاً للحلوي ودفع العجلاني بالمهاجم صالح القنبر بديلاً للسرحاني. وفي لقطة نصراوية جديدة حاول بوسكاب اختبار قدراته التهديفية من خارج الصندوق لكن تسديدته مرت بجوار القائم الايمن لمرمى القادسية «د78». تينيوريو يهدرها وبعد جهد مثير للبديل النصر اوي البيشي اكمله بندر تميم فوت تينيوريو المنفرد تماماً بمرمى القادسية تمريرة تميم قبل ان يعود الحكم ويعاقب زكريا الهداف ببطاقة صفراء رداً على اعاقته المتعمدة للبيشي الذي قاد الحملة السابقة. وحصل قائد النصر صالح الداود «د82» على بطاقة صفراء جراء اعاقته لخطوات ماركوس الذي اكتسب ثابتة سدد اديلتون فوق المرمى. ورفض عبده حكمي «د87» وضع زميله اديلتون في مواجهة الشريفي فسدد حملة مرتدة عالياً وسط احتجاج مدربه العجلاني الذي ظل واقفاً طوال الدقائق العشر الاخيرة، واحيا البيشي في الدقيقة الاصلية الاخيرة بتوغل شجاع داخل الصندوق بيد ان النهاية جاءت على غير المنتظر عندما اعتلت كرته المرمى القدساوي. واهدر اديلتون هدفاً قاصماً في الدقيقة الرابعة من الوقت الضائع عندما سدد بيسراه انقذها الشريفي وكان قبلها المرداسي قد اعطى ماركوس بطاقة صفراء. وضاع الأخير وقبل ثوان من النهاية فاتت اخر فرص النصر من رأس تينيوريو ليطلق بعدها الحكم المرداس صافرة النهاية بفوز قدساوي مستحق نظير اداء الفريق الواقعي في حين ودع النصر الموسم المحلي الخامس كما بدأه فيما القادسية واصل مغامراته بقيادة مدربه العجلاني الى نصف نهائي البطولة امام الاهلي الخميس المقبل.