من حجاب بن عبدالله بن نحيت إلى معالي وزير المياه - سلمه الله - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا معالي الوزير عندما تتبع تسربات المياه الموجودة بأحد شوارع المدن الكبرى والصغرى فإنك قد تحتاج إلى وقت طويل لكي تصل إلى مصدر هذا التسرب وذلك بعد أن تخرج من شارع إلى شارع وقد يكون من حي إلى حي بعد عدة شوارع، وإذا وقفت على مصدر التسرب وجدته إما من فيلا مقفولة أو فيلا توها مغسولة أو أن يكون المصدر بيارة أحد المساكن حتى ولو كان أهل ذلك المسكن قليلي العدد لأن الفرق ليس بالكثرة، الفرق بطريقة استعمال المياه المؤمنة للمواطنين على حدٍ سواء بقيمة لا تذكر لذلك تجد من لا يخاف الله ولا يحس بالمسؤولية يكون مثل من يرمي العصفور بمدفع هاون ولا يرميه ببندقية صيد هوائية، فمثلاً يتوضاً بكمية من الماء تقدر بمتر مكعب يعني ألف لتر وعندما يغسل كاسة الشاي يغلسها بجالون ماء وفي هذه الحالة لا بد أن يكون استحمامه بملء وايت ماء مما يجعل بيارة منزله تطفح على الدوام ويزود مجاوريه بتلك الروائح النتنة المنبعثة من بيارته أكرمكم الله وهذا من أفضل ما يهديه لمجاوريه ومرتادي حارته ولا يخجل مما يقدم لجيرانه بوقت كل لا يقدم لجيرانه إلا أحب ما يحب براً بجيرانه، لذلك فلا بد يا معالي الوزير أن تسيروا دوريات على جميع الحارات لتتبع المخالفات وإصدار أشد العقوبات في حق المخالفين والمخالفات مهما كانت المبررات حتى لا يعودوا لمثل هذه الممارسات ألا يعلم أولئك أن قيمة لتر الماء أغلى من لتر البنزين الذي هو أغلى من جميع أنواع أو مشتقات البترول إذا كان نصف لتر الماء وهو العبوة الصغيرة التي تباع بالبقالات سعرها ريال واحد وما يماثلها بالحجم من البنزين هو بأقل من نصف ريال فبالله عليكم لو رأى أحد أحداً يسكب لتراً من البنزين ماذا يقول عن هذا الشخص المبذر، فما بالكم بما هو أثمن من هذه المادة الثمينة وحيث إن من يمارسون هذه العادات يسيئون إلى مجتمعهم ويقيضون جهود الحكومة في هذا المجال، لذلك ألا ترون يا معالي الوزير أن قطع الماء بشكل كامل عن المدن ولو لمدة شهر كان له ما يبرره حتى ولو أدى ذلك إلى خروج الأهالي بشكل جماعي رجالاً ونساء لإحضار الماء من أي مصدر وكل يحمل فوق رأسه قدراً كما كنا قبل خمسين عاماً ومن لايحمل قدراً يحمل قربة ولم لم يجد يشتري له جالوناً من البلاستيك المتوفر بالأسواق حتى يلعن الصالح الطالح ويتأدب الطالح بعد ذلك من لا يتأدب يقوم الصالح بتأديبه خوفاً مما يحصل من انقطاع الماء ويكون هناك كما ذكر زياد بن أبيه نهاة تمنع الغواة عندما لا يعلم بعض الناس ما أعده الله سبحانه وتعالى من الأجر العظيم لأهل طاعته والعذاب الأليم لأهل معصيته.