شجار حصل بين طرفين وطال أمده واستحكم الخلاف الشديد بين الطرفين وكانا بمنطقة القصيم، وعندما خرج القاضي الى موقع النزاع وقام بنفسه يقيس الامتار اكتشف سر الخصومة ومدخلها وضبط التداخل فبهت الذي ظلم صاحبه ومكث قرابة سبعة عشر عاماً يخاصمه ويتعبه ويشاحنه ولم يستشعر قول النبي صلى الله عليه وسلم:« من ظلم أخاه قيد شبر من الارض طوقه من سبع أراضين». ولم يدرك خطورة الأمر أيضاً أن الخصومات تعاد يوم القيامة وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« انكم تختصمون إلي ولعل بعضكم يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق أخيه فإنما هي قطعة من نار فإن شاء أن يأخذ وإن شاء أن يدع». فلما نظر القاضي في إزائه وخرج اليه فأخذ يقيس بنفسه الامتار وبيده مع المهندسين والمساحين واكتشف سر الخصومة وكان من قبل قد استوثق من الخصمين بأن يقنع بما يظهر له من الحق فأنقطع النزاع في تلك الوقفة المباركة، ووأد القاضي بخروجه سبعة عشر عاماً من النزاع المتواصل فكان القضاء الذي تنعم به المملكة العربية السعودية القضاء الشرعي المحمدي والمتأسي بسنة النبي صلى الله عليه وسلم اكبر نعمة في قطع التشاحن والتدابر والظلم والبغضاء وهو اكبر نعمة ايضاً في نشر الأمن والأمان والطمأنينة والاطمئنان وهو كرامة من الله عز وجل ينال به الولاة والقضاة اجراً عظيماً عند الله سبحانه وتعالى، فلله الحمد بكل لسان وبكل حال.