سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في محافظة القنفذة أدباء وشعراء ومبدعون.. فأين الأندية والجمعيات التي تحتضنهم وتنمي مواهبهم..؟! الأمير إبراهيم بن عبدالعزيز آل إبراهيم.. سيرة عطرة تعبق بها سماء القنفذة
حلقة كتبها وصورها : حمّاد بن حامد السالمي وفي ختام هذه الحلقات من حدود الوطن، التي كتبناها وقدمناها لكم من محافظة القنفذة، نتوقف عند الوجه الآخر لهذه المحافظة الكبيرة، الوجه الذي يعكس علاقتها الحميمة بأمرائها القدامى ومن جاء بعدهم، والوجه الذي يعكس آدابها وفنونها، وروائع ابداعات ابنائها. أمراء في القنفذة * كنا قد أتينا في حلقة سابقة على ذكر «17» أميراً ومحافظاً أداروا جهازها منذ العام 143ه وحتى اليوم، ويذكر ابناء القنفذة بإجلال اسماء هؤلاء الرجال الذين تقلدوا منصب امارتهم في عهد الملك عبدالعزيز، ثم في عهد ابنائه من بعده. أمراء القنفذة هم بالترتيب عبدالله بن حمزه الفعر، محمد بن عجاج، مساعد بن سويلم، صالح العلي السليم، فهد بن زعير، محمد بن سلطان، مسعود المبروك، محمد بن ماضي، عبدالرحمن بن ابراهيم بن مبارك، محمد بن عبدالرحمن السويلم، احمد بن تركي السديري، ابراهيم بن عبدالعزيز البراهيم، عبدالله المحمد البراهيم، محمد بن عبدالعزيز بن الشيخ، حسين بن عبدالله العساف، الذي اصبح فيما بعد اول محافظ لها، ثم محافظها الحالي عبدالله بن مساعد القناوي. الأمير ابراهيم البراهيم ومن ابرز أمراء القنفذة، معالي الأمير ابراهيم بن عبدالعزيز البراهيم، الذي تولى امارتها منذ عام 1370ه حتى عام 1380ه واستطاع بما كان عليه من خلق كريم ووفاء كبير لقيادته ولمواطني القنفذة ان يحفر اسمه في قلوب كافة ابناء القنفذة، حتى ان علاقتهم به ظلت قائمة وهو أمير في عسير وفي الباحة إلى ان مات رحمه الله عام «1406ه. * وقد تواصل حب المجتمع في القنفذة كذلك مع الأمير عبدالله المحمد البراهيم رحمه الله الذي مكث أميراً للقنفذة طيلة 26 عاماً، من العام 1380ه، وحتى العام 1406ه. ابن ابراهيم في عيونهم * وجدت على ارض القنفذة كثيراً من المؤرخين والادباء والاعيان، الذين يذكرون اميرهم الاسبق معالي الشيخ ابراهيم بن عبدالعزيز آل ابراهيم بالخير، ويشيدون بجهوده، ويشكرون له ما بذل من اجلهم من اعمال جليلة. * يقول المؤرخ الثبت الشيخ حسن بن ابراهيم الفقيه: ان الشيخ ابراهيم رحمه عندما وصل القنفذة وتسلم امارتها، اجتمع بالاهالي فوراً وعرض عليهم فكرة انشاء شركة مساهمة لاستيراد البضائع، وتطوير ميناء القنفذة، لكي تعود القنفذة الى سابق عهدها، مركزاً تجارياً يخدم معظم المناطق الجنوبية، ساحلية وداخلية، ولما لم يستجب له احد، عمل على تطوير الميناء، وتنشيط الادارات المختلفة، ثم انه سعى الى انشاء شركة للكهرباء، فلم يجد العون الكافي. * ثم يضيف الفقيه قائلاً: اظهر رحمه الله اهتماماً كبيراً براحة المواطنين وحل مشاكلهم، وكان يتنقل بين اجزاء المنطقة في فترة كانت المواصلات فيها صعبة للغاية، وقد شقت في عهده الطرق، وبنيت مقار للادارات، وكان رحمه الله يحترم القضاء، ويحرص على سرعة انجاز المعاملات وعدم التكليف على المواطنين، كما ظل يشجع طلاب العلم ويكرمهم ويدعو الى الكتابة في الصحف للتعريف بالمنطقة، وكان وفياً مع اصدقائه ومعارفه وله مجلس يجتمع اليه فيه كبار اهل البلد. أمير القنفذة في الكتب * ظل معالي الأمير ابراهيم بن عبدالعزيز آل ابراهيم يقول الاستاذ نجدة صفوة في كتابه ص64 مانصه «ان فترة عمل الأمير رحمه الله محط احترام كبار المسؤولين، واعجاب كل من عرفه، فبعد امارته للقنفذة، صار وكيلاً لامارة منطقة مكةالمكرمة، ثم وكيلاً لامارة عسير، ثم اميراً بعد ذلك في منطقة الباحة، وكنت احرص على لقائه هناك، واجراء الاحاديث الصحافية معه، وقد لمست في شخصه رحمه الله دماثة في الخلق وعناية بخدمة الناس، وفهم عميق بدور الاعلام في المجتمع. * وهذه الشخصية الشاملة، اهتم بها مؤرخون وادباء كثر، فقد الف الاستاذ نجدة فتحي صفوة كتاباً عن سماحته سيرة الشيخ ابراهيم بن عبدالعزيز آل ابراهيم، كما خصه الدكتور عبدالله بن سعيد ابو راس بفصل في كتابه الذي الفه عن والده الأمير عبدالعزيز بن ابراهيم آل ابراهيم. * يقول الاستاذ نجدة صفوة في كتابه ص64 مانصه «إن فترة عمل الأمير ابراهيم بن عبدالعزيز آل ابراهيم في القنفذة، موثقة تاريخياً، من خلال الاعمال التي انجزها في المنطقة، وبقي اهل القنفذة يذكرونه بأعماله الكثيرة، وعلى رأسها، جلب المياه الى المدينة، ومنها المدارس التي فتحت في عهده وبمساعيه، وتطوير المستوصفات، وبناء الادارات الحكومية، وفتح فرع للزراعة. رجل العدل والمساواة وهذا الاستاذ الدكتور ابراهيم بن محمد الزيد الذي عمل مع معاليه مديراً لمكتبه في امارة عسير، ثم وكيلاً لامارة منطقة الباحة مع معاليه حتى وفاته رحمه الله، يحدثنا قائلاً: كان رحمه الله يحرص على التطوير والتحسين، وكان يعامل الناس بالعدل والمساواة، فيزور مرضاهم، ويساعد محتاجيهم، حدث مرة ان احد اهالي القنفذة، انفق ما يملك في تجارة كانت على باخرة قادمة للقنفذة، لكنها غرقت في البحر، فصدم التاجر، ولكن ابن ابراهيم رحمه الله ذهب اليه ودفع كل ماخسر..! * ويضيف الدكتور الزيد قائلاً: لقد احب اهل القنفذة معاليه رحمه الله حباً كبيراً واحبهم كذلك، وحتى عندما نقل عمله الى عسير ثم الى الباحة، لم ينقطع عنهم ولم ينقطعوا عنه، وكانوا يزورونه، ويطلبون نصحه ومساعدته في كثير من الأمور، وكان لا يبخل عليهم في ذلك. مع الأدباء ..وفي زيارتنا لمحافظة القنفذة، التقيت شاعراً وأديباً من ادبائها وشعرائها المشهورين، هو الاستاذ «حمزة بن احمد الشريف»، فكان هذا الحوار.. بوادر * سألته في البداية الى اي عهد تعود بوادر ظهور الابداع الشعري والثقافي في القنفذة؟ قال تعود تلك البوادر الابداعية الى بداية افتتاح المدارس والنهضة التعليمية في المحافظة عام 1350ه وما بعد ذلك. أوائل * قلت من هم اوائل شعراء وادباء القنفذة؟ قال من شعراء ومثقفي القنفذة الاوائل الاستاذ: عبدالرحمن احمد بدوي، اول مثقف من القنفذة يكتب الشعر العربي الفصيح، ويعتبر الاستاذ حسن بن ابراهيم الفقيه هو رائد الجهود النثرية والابداعات الشعرية الى جانب اهتمامه بالنقد الادبي، ويعد الشيخ عيسى بن علي الحازمي من شعراء هذه المحافظة وادبائها نثراً وشعراً، كما يعتبر الشيخ محمد بن احمد عامر الشريف، من الشعراء المتمكنين والنقاد البارعين، ولا نغفل دور الشيخ مصطفى الشنقيطي رحمه الله وما لديه من ملكة الحفظ والنقد الادبي، واليوم كبر واتسع نطاق الثقافة والمثقفين في هذه المحافظة، فبرزت اسماء لها مكانتها مثل: حسن محمد مغربي، وعمر محمد مغربي، وعلي حسين مغربي، وغيرهم. ومن شعراء هذه المحافظة كاتب هذه السطور «حمزة بن احمد الشريف» والاساتذة الشعراء: علي بن محمد باجعفر، احمد محمد حلواني، احمد محمد الفقيه، احمد عبدالرحمن بدوي، احمد علي العتيبي، حسين عبدالرحمن بدوي، شايع جابر الغبيشي، سعود ابو بكر الزيلعي، علي عبدالله الزبيدي، محمد بلغيث الجلبي، محمد بلغيث العلوي، محمد احمد الصبحي، محمد زيلعي الغبيشي، ومن المثقفين الدكاترة: احمد عمر الزيلعي، عوض حمد القوزي، عبدالرحمن عيسى الحازمي، عبدالله محمد السالك، والاساتذة ابراهيم بن علي الفقيه، عطيه بن شامي العقيلي، غازي بن احمد الفقيه، محمد بن عبدالرحمن بامهدي، مدني بن احمد الشريف، محمد بن ابراهيم الزاحمي، بلقاسم بن احمد الشريف، احمد بن محمد بن عامر الشريف، عبدالله بن علي بالبيد، واعتقادي ان الثقافة قد شملت كل بيت في محافظة القنفذة. أول شعر * ثم قلت: وأول شعر قيل في القنفذة، أو جاء على ذكرها..؟ قال: أول شعر قيل في القنفذة كان شعراً شعبياً بعضه لا يعرف قائله ومن ذلك قولهم من قول محمد محمود هداش: اللي بكحل القنفدة قدر أعيان في القنفدة وانظر مرادم عجاره يالقنفذة كنتي محطة ومينا ومن قول احمد باكردة رحمه الله: القنفذة حدانها من دونها.. اهل العوايد في نهار البادي ومن الشعر الفصيح، وهو لشاعر فلسطيني عمل في القنفذة عام 1376ه يقول (يابني القنفذا ان اردتم طريقا للمعالي فذا) اما شعراء اليوم، فقد ذكرت القنفذة في اشعارهم، ومنهم احمد محمد الفقيه واحمد محمد حلواني وحمزة احمد الشريف. حركة * قلت: وماذا عن الحركة الادبية والشعرية في القنفذة..؟ كيف تصفها اليوم..؟ قال هناك حركة شعرية وثقافية متطورة تحتاج الى جهة تشرف عليها وتتبنى المواهب وتنشر ما تجود به قرائحهم كالنادي الادبي مثلاً، وهناك فنون ومواهب شابة تزاول الابداع الفني ولكنها تحبط لعدم وجود الجهة المسؤولة عن هذه الابداعات كجمعية الثقافة والفنون. النادي..؟! * قلت: كيف تفسر عدم وجود ناد ادبي او جمعية للثقافة والفنون حتى اليوم..؟ قال: ان عدم وجود ناد ادبي او جمعية للثقافة والفنون يعود لعدم المطالبة الجادة بهذه المؤسسات، ولعدم تقديم وابراز التقارير والاسماء المبدعة وتقديمها الى تلك الجهات، هذا في ظني. مشاريع * قلت: ماذا ينقص محافظة القنفذة، لكي تنمو اكثر، وتصبح في مصاف المحافظات الكبيرة؟ قال محافظة القنفذة بحاجة الى مشاريع الاستثمار السياحية وابراز اهميتها في وسائل الاعلام وخاصة التلفزيون لتخرج من العزلة الى التعريف الاعلامي فان هذه المحافظة جديرة بذلك التعريف لما فيها من مقومات طبيعية وبشرية. الميناء.. والمطار * قلت: وماذا يشغل بال المواطن العادي هنا..؟ قال ينعم المواطنون ولله الحمد بجميع ما يتطلعون اليه من الامن والمعاش المناسب وتوفر سبل طلب العلم، الا ان هناك مطالب يتطلع اليها المواطنون هنا، منها حل مشكلة الصرف الصحي، واعادة تشغيل الميناء، وانشاء مطار اقليمي، والاستفادة من طبيعة الاراضي الزراعية في المحافظة، واكمال ربط القرى بمدينة القنفذة بواسطة الطرق الممهدة ليتم التواصل بين المدينة والمراكز والقرى، ومحافظة القنفذة حظيت بمشاريع بلدية اظهرت وجهها الحضاري وجعلتها متنزهاً جميلاً كان لجهود رئيس البلدية في ذلك النصيب الاوفر، فقد خطط المدينة من جديد واصلح الشواطئ والشوارع وهيأ منافذ للبحر بطرق هندسية جعلت البحر ينساب الى داخل المدينة بطريقة سهلة وغير ضارة، مما هيأ الفرصة للمتنزهين للجلوس بجوار البحر. إعلام * ثم قلت: مامدى رضاكم كمواطنين، عن وسائل الاعلام، من صحافة وإذاعة وتلفزة..؟ قال تساهم الصحافة في خدمة هذه المحافظة وتنشر عنها بين الحين والحين، اما الاذاعة والتلفاز فلا دور لهما في التغطيات ولا اثر لهما في ابداء ما تتمتع به هذه المحافظة من بيئة خلابة ومواهب شابة ومشاريع هامة، ويسعد الجميع هذه الزيارة الاستطلاعية لوفد جريدة «الجزيرة» الغراء والشكر لأخي الاديب المؤرخ الباحث الاستاذ «حمّاد بن حامد السالمي» على جهوده وما يبذله للتعريف بهذه المحافظة. أين المرأة..؟! * وقلت: لماذا المرأة في القنفذة، هي الضمير الغائب، ثقافياً وأدبياً..؟ هل دورها غائب أم مغيَّب..؟ قال لقد وصلت المرأة إلى أرقى الدرجات العلمية في المجال التعليمي، ولها مشاركات جادة في التربية والتعليم وإعداد البحوث والمحاضرات، إلا ان انتاجها الثقافي الشعري والنثري لا يزال حبيس الاستحياء وعدم الموافقة من قبلها لنشره. وتوجد تجارب شعرية ونثرية نسوية في هذه المحافظة، اطلعت على الكثير منها وهي مبشرة بمواهب وقدرات سيفصح عنها الوقت. ماذا..؟! * قلت: ماذا فعلت أنت، وبقية ادباء القنفذة، حيال كتابة توثيق موسوعي، يحفظ تاريخ وجغرافية وآداب وأعلام ومعالم محافظة القنفذة..؟ قال لقد اهتممت بالشعر الشعبي والموروث وجمعته وقدمت فيه بعض الاصدارات إلا انها كانت جهوداً فردية ولم تدعم من جهة اعلامية، وهناك دراسات عن جغرافية ومعالم المحافظة اعدها الاستاذ احمد محمد الفقيه وهو باحث ومؤرخ وشاعر، اما ما يقدمه الشيخ الاديب العلامة حسن بن ابراهيم الفقيه لهذه المحافظة، فهو شيء جزيل وكبير في تاريخ المحافظة وتراثها وماضيها، وجميع هذه الدراسات والبحوث تحتاج الى جهة تدعمها مادياً ومعنوياً لتتبنى هذه الاعمال وتنجزها. مكتبات ومراكز * قلت: ما نصيب القنفذة من المكتبات العامة، والمراكز الثقافية التي تدعم حركة التنوير لهذا الجيل..؟ قال: يوجد في مدينة القنفذة مكتبة عامة تتبع وزارة المعارف فيها الكثير من المصادر والمراجع والاصدارات الجديدة ينوف محتواها على خمسة عشر الف كتاب في جميع فنون المعرفة وهناك دراسات لافتتاح ثلاث مكتبات في كل من: حلي، المظيلف، العرضية، وتوجد مكتبات شخصية عامرة كمكتبة الشيخ حسن بن ابراهيم الفقيه ومكتبة الشيخ عيسى بن علي الحازمي ومكتبة الشيخ مصطفى الشنقيطي ومكتبة الشيخ محمد بن عامر الشريف وجميع هذه المكتبات تفتح ابوابها للأجيال.ثم أضاف في ختام اللقاء قائلاً: أتقدم في نهاية هذا اللقاء بشكري وتقديري الى جريدة «الجزيرة» الغراء، وإلى سعادة الأستاذ «حمّاد بن حامد السالمي» «رئيس وفدها» ورفاقه راجياً لهم التوفيق دائماً. وحرصت في زيارتي لمحافظة القنفذة، ان انقل وجهات كافة الاطياف فيها، فاللقاء التالي، اجريه مع اديب واعلامي بارز هو الاستاذ عمر بن محمد مغربي الذي يعمل حالياً، مديراً لإدارة الخدمات في بلدية محافظة القنفذة، وله مساهمات ثقافية بناءة معروفة، فقد كان أول مراسل لجريدة «الجزيرة» في القنفذة عام 1400ه، وكتب فيها تحقيقات وتقارير كثيرة عن محافظته الجميلة.وانطلاقاً من هذه الخلفية الاعلامية لضيفي في هذا الحوار، نتناول الجوانب الاعلامية بين الاعلامي والمسؤول والمواطن، الى جانب قضايا ثقافية اخرى. «الجزيرة» أولاً.. * هل كان لجريدة «الجزيرة» وبقية الصحف دور مباشر في نهضة «القنفذة» وتطورها؟ وما هو؟ قبل 23 عاماً لم يكن وصول الصحف الى منطقة القنفذة ومن ضمنها «الجزيرة» في متناول ايدي القراء والمسؤولين في هذه المنطقة فقد كانت الصحف التي تصل عبارة عن اشتراكات لجهات حكومية وبعض الافراد بواسطة البريد فكانت الصحف المحلية تصل بعد ثلاثة او اربعة ايام من صدورها وكان مجموعة من القراء يتلهفون على قراءتها ولذلك كان تأثيرها داخل القنفذة لايكاد يذكر ولكني اعتقد ان تأثير ما كان ينشر عن احتياجاتها لدى المسؤولين في الوزارات والجهات الحكومية المركزية في الرياض والمنطقة الغربية هو الذي ساهم في تحقيق بعض تلك المطالب التي كنا ننادي بتحقيقها.. على انني اود ان اشير هنا الى التعاطي مع اخبار هذه المنطقة وفعالياتها الثقافية والاجتماعية بصفة اكثر انتظاماً وتفاعلاً منذ عام 1403ه عندما بدأت في مراسلة صحيفة المدينة كمندوب لها في القنفذة ثم مديراً لمكتبها الذي عملت على تأسيسه عام 1408ه وكان نواة لبداية صحفية ادارياً وتحريراً نوقشت خلالها الكثير من القضايا الساخنة داخل مدينة القنفذة لا يزال صدى اكثرها يترد حتى يومنا هذا وخضت معارك صحفية ومواجهات ساخنة مع جهات حكومية مختلفة اشهرها مع البلدية وتعليم البنات وشركة الكهرباء والشؤون الصحية والمواصلات، ولكن تلك القضايا التي كنت اطرحها وأناقشها بجرأة لا امتلكها اليوم ساهمت بشكل مباشر في تحقيق كثير من المطالب الضرورية لسكان المنطقة. كلام جرايد..! * كيف يقابل المسؤولون هنا ما تنشره الصحف من نقد يطول اداء اجهزتهم؟ هناك ثلاثة انواع من المسؤولين في تعاملهم مع ما تنشره الصحف تجاه اداء اجهزتهم في هذه المحافظة.. النوع الأول يقابل ما ينشر بعدم الجدية واعتبار ما ينشر مجرد كلام جرايد، والنوع الثاني يقرأ ويتابع ما ينشر ويضع حسابا لكل كلمة تنشر ويحاول تأويل ماينشر حسب مزاجه واعتباره تدخلا غير لائق في اداء جهازه الاداري وقد يضايق الصحفي ويحرض الجهات المختصة لايقافه عند حدوده.. اما النوع الثالث فيتفهم ما ينشر ويتعامل معه بصدر رحب ويعمل على تصحيح الاوضاع السيئة في ادارته وفي رأيي ان هذه الانواع من المسؤولين موجودة في كل زمان ومكان. وعي.. * كيف يقابل المواطنون التعاطي الصحافي مع همومهم وقضاياهم؟ اصبح المواطن اليوم على درجة كبيرة من الوعي وهو يتعاطى ما تنشره الصحف بالنقد سواء كان سلباً او ايجاباً وهناك تفاعل مع ما ينشر وغالباً مايكون هناك طرح ومتابعة من خلال الكتابة التعقيبية للصحف حول ما ينشر فيها عن اخبار واحتياجات المنطقة ولكن ذلك يحتاج الى تفعيل اكثر وغالباً ما اسمع الكثير من اللوم للصحفيين في هذه المحافظة لعدم قدرتهم على مجاراة احتياجات المواطنين من الخدمات وعدم الجرأة في طرح الكثير من القضايا الهامة. إعلاميون * من هم ابرز الاعلاميين الذين انجبتهم محافظة القنفذة؟ تزخر كثير من الصحف المحلية بصحفيين من ابناء محافظة القنفذة وكان من اشهر هؤلاء الصحفيين الكاتب الرياضي الشهير عبدالله علي احمد الذي يبدو انه تقاعد وظيفيا وصحفيا. وهناك ايضا الأخوان منصور علي احمد في جريدة الرياض وصديق علي احمد في جريدة عكاظ، اضافة الى الكاتب الصحفي الرياضي المعروف الاستاذ احمد الشمراني والزملاء عبدالله حسين مغربي والمرحوم ابراهيم الكناني والزميل علي الفقيه. والآن يوجد صحفيون شباب يتبارون في نشر اخبار القنفذة واحتياجاتها اذكر منهم محمد علي مغربي وحامد الشمراني وابراهيم المتحمي وعبدالرحمن الغبيشي ومحمد المجدوعي وخالد الفقيه وعبدالله الفقيه وهادي الفقيه وعبده الناشري وآخرين في بعض القرى والمراكز التابعة للمحافظة لا استطيع تذكر اسمائهم الآن. شتات ثقافي..؟! * ما أهم المطالب الثقافية والاعلامية لابناء القنفذة؟ محافظة القنفذة شاسعة ومترامية الاطراف وهي محاطة في حدودها مع مناطق عسير وجازان جنوبا والباحة شرقا والليث شمالا وهي زاخرة بالتنوع الثقافي والفني ويحتاج الأمر الى لملمة شتات فنونها وآدابها وثقافتها وتراثها وموروثها الشعبي من خلال حاجتها الى اقامة فرع لجمعية الثقافة والفنون الذي نعده من اهم المطالب الثقافية والاعلامية التي يمكن ان تساهم في بلورة فنونها وتجميع ما اندثر من آثارها. الفتاة..؟! * أين المرأة والفتاة في القنفذة من الارهاصات الثقافية والاعلامية هنا؟ ولماذا لم نجد لها ذكراً؟ الفتاة اليوم بلغت شأناً كبيراً في مجال التعليم وتبوأت مراكز متقدمة في مجال الادارة المدرسية والاشرافية وكذلك في مجال التدريس واصبح تعليم الفتاة في محافظة القنفذة يدار بنسبة تتجاوز 90% في مختلف مراحل تعليم البنات في مدنها وقراها ابتداء من المرحلة الابتدائية وانتهاء بكلية التربية. وفتاة القنفذة اليوم على درجة كبيرة من الوعي والتحضر ومجاراة تقنيات العصر إلا ان ما يؤخذ عليها تقصيرها في مساهمتها في المجال الاعلامي بمختلف انواعه وعدم اقدامها على الكتابة الى الصحف ووسائل الاعلام رغم علمي بوجود انتاج ادبي وشعري وثقافي على مستوى راق لكن ربما تحول العادات والتقاليد الاجتماعية دون مبادرة فتاة القنفذة في النشر باسمها ولست ادري فلربما خلال السنوات القادمة نجد من بين هؤلاء الفتيات من تعلق الجرس وتساهم بنتاجها الادبي والثقافي لمجاراة بنات وطنها في مسيرة حركة الثقافة والتنوير. مراكز ثقافية.. أين..؟! * هل تعتقد ان في القنفذة ما يكفي من مراكز ثقافية واعلامية للتنوير.. وماذا تقترح؟ بكل أسف لا يوجد بمحافظة القنفذة اليوم ما يمكن ان نطلق عليه مراكز ثقافية او اعلامية.. صحيح هناك مبادرات فردية لاقامة امسيات ثقافية وادبية من خلال بعض الجهات كنادي التسامح الرياضي وبعض الجمعيات الخيرية او كلية المعلمين وادارة التعليم لكنها تظل محاولات خجولة ليست ذات جدوى ولا تستظل بمظلة رسمية للثقافة والادب والاعلام. وأتطلع كغيري من ابناء هذه المحافظة الى اليوم الذي تقام فيه مراكز ثقافية واعلامية، فالقنفذة تزخر اليوم بآلاف الشباب المتعلمين ومئات الشباب المثقفين وعشرات المواهب الادبية والفنية والاعلامية التي تتطلع الى ايجاد المراكز التي تلم شتات هذا الانتاج الادبي والثقافي المنتشر في ربوع محافظة القنفذة. وأغتنم هذه الفرصة لأخاطب الأندية الأدبية في المناطق المجاورة لها كالأندية الادبية في ابها وجازان والباحةوجدةومكةالمكرمة.. ان القنفذة اليوم محاطة بخمسة اندية ادبية كبيرة لم تبادر يوماً في إحياء امسيات ادبية او ثقافية بها باستثناء امسية يتيمة احياها نادي جدة الادبي قبل عدة سنوات بدعوة من نادي التسامح الرياضي، وأمسية ادبية اخرى احياها نادي مكةالمكرمة الادبي قبل نحو عامين.وهذه دعوة للمثقفين للالتقاء بشباب هذه المحافظة المتعطشين للقاء مثقفي المملكة وآدبائها في حوارات ثقافية متنوعة.