مر طب الجلد بمراحل مختلفة، فقد انصب الاهتمام قديماً بالأمراض الجلدية الحقيقية «مثل البهاق، الصدفية، الأورام السرطانية الجلدية، الأكزيما والأمراض التناسلية وغيرها» أما المراحل الحديثة فقد أضيف إليها الجراحات التجميلية وتطبيقات الليزر. وأنا كطبيب جلدية فخور جدا بهذه القفزة الهائلة في طب وجراحة الجلد حيث الاهتمام بالأمور التجميلية، ولكن أراقب هذا التطور بحذر حيث إن الاهتمام بطب الجلد الحقيقي بدأ يقل وهناك عدة مؤشرات اعتبرها خطيرة جدا في طب الجلدية ومنها أن كثيراً من الأطباء حديثي التخرج إذا ما سألته عن رغبته المستقبلية في أي تخصص دقيق يجيبك بانه يرغب في جراحة الجلد والليزر وإذا ما ذهبت إلى أي مؤتمر عالمي وأردت التسجيل في محاضرات الجراحة الجلدية والتجميل أو الليزر فانك تحتاج إلى حجز مسبق من قبل وإلا قالوا لك: إن العدد قد اكتمل ولا يمكنك التسجيل أما إذا رغبت في حضور غيرها من محاضرات سرطانات الجلد أو الصدفية فان عدد الحضور دائماً قليل جدا في السنوات الأخيرة. وكثيرا ما نشاهد أسماء أطباء جلدية لامعين ولكن في الحقيقة فان تركيزهم لا ينصب على الأمراض الجلدية الشائعة بشكل أساسي. وهذا يشكل خطراً على نوعية العلاج المقدمة من أطباء الجلدية أو مراكز الجلدية المتخصصة. وأنا أدعو جميع أطباء الجلدية الذين انشغلوا في تخصصاتهم الدقيقة من جراحة التجميل أو الليزر أو غيرها ألاَّ ينسوا انهم أطباء جلدية أولاً وأخيراً ولن يحمي النوعية الجيدة لهذا الطب إلا هم، والجمع بين هذه التخصصات ممكن إذا رغب الطبيب. ومع علمي أن الجدوى المادية من إجراء عملية ليزر أو جراحة جلدية أكبر من تلك الناتجة عن معاينة مرضى الأكزيما المزمنة أو غيرها من الأمراض الجلدية ولكن حاجة الناس لأطباء جلدية مهرة لمعالجة الأمراض الجلدية أهم من تقشير الليزر. ومن هذه الزاوية أدعو الزملاء أطباء الجلدية لمواصلة اهتمامهم بتخصصاتهم الدقيقة مع عدم نسيان أنهم أطباء جلدية في المقام الأول. (*)استشاري طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر