رجلان يحتدم بينهما النزاع حول ملكية مورثهما قبل موته وهو يعيش مرضه المخوف فيترافعان أمام القضاء في شدة وغلظة وقسوة وعتو وعناد، وينسيهما الشيطان اللعين أواصر المحبة والقرابة ويبعدهما عن ذكر الله سبحانه وبحمده وتستعر نار الفرقة ويستمر الشقاق بينهما وحين يموت مورثهما لا يجتمعان في عزائه ويغدوان فوراً على القاضي ليشعراه بأن الأمر اختلف وأنهما وارثان ويبذل القاضي جهده في اصلاح أمرهما ودعوتهما الى الله عزوجل فيوليان الأدبار ويصران على أن يتحاسبا في كل دقيقة وجليلة فتتوالد الخصومات بينهما وتتناثر وتتنافر القلوب مع كل خصومه وتستمر باحة التباعد بينهما ولا يجدان سبيلا الى يقظة القلب لأن للشيطان مدخلاً عليهما ويمضيان ردحاً من عمرهما في خصومات لا تنتهي إلا بالموت، وربما ظن الظان أن ورثتهما من بعدهما سيرثون الخصومات وبئس التركة هي التي يتركها الانسان حين يترك لورثته شقاقاً ونزاعاً وخصومات تهدف الى الالتواء على الحق وما عاذ الله أن يكون المخاصم بحق ليريد اظهاره من جنس هؤلاء وإنما قال الله عزوجل لرسوله - صلى الله عليه وسلم -:{وّلا تّكٍن لٌَلًخّائٌنٌينّ خّصٌيمْا} ويبدأ التفكير الجاد عند ذوي النباهة والعقل من فطاحل العلماء وجهابذة المفكرين في انشاء ما يسمى بمجلس الاصلاح بين الأسر ورعاية مصالحهم وحفظ حقوقهم.