حنانيكِ.. هذا القلبُ بالحب يَعْمُرُ ويورق من بين الضلوع.. ويزهرُ ويستعجل الأيامَ.. شوقاً «ويثربٌ» بعينيه حسناء.. لها الحبُّ يكبرُ حنانيكِ.. ما ملَّت حديثك أمةٌ تطيب لها ذكراكِ.. أَنَّى تَذَكَّرُ تطيب لها ذكرى الحبيب «محمدٍ» وأيامُ في بال الأناسيِّ حضَّرُ وفي منتداك الرحب يعبق رَوْحُهُ من الوحى قرآن.. وذكر معطرُ ألستِ.. مثابَ المتقين وحرزَهم ومأرزَ إيْمَانٍ لها القلب يُؤْثر وعصرك فجر الدهر يطوى ظلامه وأرضك روض للهدى فيه يثمرُ إليك ومن بين «الثنِيَّات» أقبلت به الناقة «القصواء» تزهووتخطرُ «أبوبكرٍ الصديق» يحدو ركابَها لهم من نصير الرعب جيش مؤزَّرُ فساروا وعين الله ترعى ركابهم وفي «طيبة» ألقى عصا السير خَيِّرُ لهم «طيبة» الفيحاء دار وهجرة وأَهْلٌ بذكر الله تُمسي وتُبْكِرُ تنادوا إلى «القصواء» غُرٌّ وجوههم ومدوا يداً للركب تهفو وتُبْدِرُ دَعُوْها.. فأمر الله يهدي سبيلها إلى حيث تلْقي رحلها حيث تؤمر «فألقت عصاها واستقر بها النوى» إلى حيث قامت دولة.. شِيْدَ مِنْبَرُ فكانت فتوحاتُ البلاد.. وأمرُها تدار.. ومن هذا المقام تُسَيَّرُ أقام لها المعصوم بالحق دولة لها من كتاب الله شرع مطهَّرُ وأشرف فيها الراشدون بعدلهم فما رِيْعَ مظلومٌ ولا قام مُنْكَرُ وسارت جيوش الفتح شرقاً ومغرباً لها من سنا القرآن هادٍ.. يُبَصِّرُ ودانت شعوب للخلافة أسرفت على نفسها.. في غَيِّها الدهر تَسْدُرُ وعاشوا بعدل الله.. مهما تَفَرَّقَتْ بلادٌ بهم.. أو ضاق بالعيش مُقْترُ وأشرق وجه الأرض واخْضَرَّ موسمُ من العمر فيه الدهر.. زاهٍ ونَيِّرُ وعاشت بنا الأيام مَجْدَ زمانها وحتى طوت عصر المسرات أعصرُ فدانت على أمجادنا.. شهواتنا وبأسٌ تولى كِبْرَهُ.. اليوم معشرُ وأذهب منا ريحنا.. واستباحنا عَدُوٌّ له في كل قطر.. مَُنَصِّرُ وألقى علينا الجهل كل غشاوة فلا العقل ينهانا ولا القلبُ يَبْصُرُ وجاءِت سنون.. نحصد الآن إثمها نسام بهذا الإثم خسفاً ونُحشر وألبسنا الأرهابَ ثوباً.. عدوُّنا وأجْلبَ.. حتى ظَنَّ بالله مُخْسِرُ ومالأ أهلُ الأرض بالظلم قيصراً فلا حكم.. إلا ما سيُمْضيه قيصر وأنَّ له الحولََ الطويل.. ومن يَزِغْ ففي تهمة الإرهاب.. يٌرْديه مٌخْبِرُ أحبتنا.. ليل الفجاءات.. مُوْجع ونحن على ليل الملذات.. نسهرُ ونحن نُغَنِّي للهوى.. وحياتنا بها ألف خَتَّارٍ بنا صار يمكرُ أحبتنا.. يأتي مع العسر يسرنا وما استحكمت إلا ولليسر تُسْفرُ بأي حديث الحب.. يا طيبة الهدى نلامس جرحاً راعفاً.. صار يقطرُ نعانق أياما يطيب نديُّها ونفح شذا أمجادها الغُرّ عنبرُ نعانق آيات من الذكر أحْكمت وعصراً به غُرُّ الفتوحات تزخر زمان لنا في نفح ذكراه دعوةٌ تلامس قلباً بالأسى يتفجرُ تمس هموم الناس تحيي مَوَاتَهم وتٌغْطشُ ليلاً بالمِضلاَّت يُنْذِرُ يكون لنا القرآن.. نور صدورنا إماماً لنا.. عن حكمه السمح نصدرُ أحبتنا.. جرح الهوى.. عمْر عاشقٍ وعمر جراح المسلمين.. يٌحَيِّر