قال الأستاذ محمد بن أحمد الشدي رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عقب افتتاح النشاط المسرحي بالمهرجان الوطني الثامن عشر للتراث والثقافة إن جمعية الثقافة والفنون شاركت في مهرجان الجنادرية المسرحي منذ انطلاقته الأولى عام 1405ه وحتى الآن بعدد من المسرحيات وأكد دعم الجمعية للمهرجان المسرحي، مشيراً الى أن عدد المسرحيات المشاركة في المهرجان ينقص أو يزيد في بعض دوراتها السنوية إلا أن التواصل مع المهرجان لم ينقطع في أي عام. وأبان الشدي أن السبب في نقصان مستوى المشاركة في المهرجان في بضعة الأعوام يعود إلى طبيعة العمل المسرحي الذي يحتاج إلي أيدٍ سعودية وطاقات مبدعة موضحاً أن مشاركة الجمعية لهذا العام في المهرجان المسرحي بلغت ثماني مسرحيات وأن الأعمال المسرحية المشاركة في المهرجان سوف يتم عرضها مرة أخرى في مناطق المملكة كافة من خلال عرض كل فرع مشارك لمسرحيته في الجهة القادم منها. وعن مسرحية «سنة الرحمة» التي كتب روايتها والتي عرضت في حفل افتتاح المهرجان المسرحي بالجنادرية الأسبوع الماضي قال: المسرحية تقدم رؤية تاريخية من خلال شريحة اجتماعية أنهكها مرض غامض عرف فيما بعد باسم الحمى الإسبانية موضحاً أن العرض يظهر التكافل الاجتماعي السائد في بلادنا الغالية ويلفت نظر الشباب لكثير من الأطر التاريخية التي مرت بها المملكة في بداياتها فيما يتعلق بالتوحيد وتضامن الناس وكان المرض رمزاً مسرحياً لهذا الشيء. وأبان الشدي أن العرض أخذ اسمه من تلك السنة التي ظهر فيها المرض حيث إن الناس سموها بسنة الرحمة نظراً لدعاء الناس فيها بأن يرحمهم الله فلا يصيبهم المرض وأن يتوفاهم قبل اصابتهم به. وعن المعاناة التي تواجه الجمعية في مجال المسرح أشار الشدي إلى أن الجمعية والجهات المعنية بالمسرح في المملكة تنطلق من سياسات محددة ومرسومة من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في سمو الرئيس العام وسمو نائبه. وقال الشدي إن أبرز الصعوبات التي تواجه المسرح محلياً تكمن في عدم توافر القاعات المسرحية المتخصصة بالعروض فيما أشار إلى صدور توجيهات سمو الرئيس العام لرعاية الشباب إلى البدء في عملية اعتماد إنشاء مجمع خاص بالجمعية يضم بين جنباته قاعة متخصصة في العروض المسرحية وتم الاتفاق عليها وأن العمل بدأ بالفعل في إنشاء تلك القاعة ومقرها جنوب مؤسسة الجزيرة الصحفية في حي الصحافة موضحاً أن العمل في هذا المشروع سيكون منتهياً بعد عام واحد من الآن. وأشار الشدي إلى توفر عدد من القاعات المسرحية المتخصصة مثل: قاعات مركز الملك فهد الثقافي بالرياض والمعدة بأعلى المواصفات التقنية والفنية وكذلك قاعة مسرح مركز الأمير فيصل بن فهد الثقافي بحديقة الفوطة التي تعد إحدى قاعات العروض المسرحية المعدة بشكل لا بأس به. وقال: إن مشكلة مدينة الرياض في قلة عدد القاعات المسرحية المتخصصة ولكن هذه المشكلة ستزول بعد الانتهاء من مبنى الجمعية. وعن وجود هذه المشكلة في المناطق الأخرى قال الشدي: بعض المناطق مثل الدماموجدة تغلبت على تلك المشكلة من خلال إقامة قاعات مسرحية بديلة مبينا أن الجمعية لا تستطيع حل مشكلات جميع الفروع الاثني عشر للجمعية بالمناطق في يوم وليلة ولكنه أشار إلى أن الدراسات جارية لحل تلك المشكلة حسب الإمكانات المتوفرة للجمعية في الوقت الراهن. وعن المشروعات القادمة للجمعية في مجال المسرح أبان الشدي أن الجمعية في الوقت الحاضر تعد دراسة مستفيضة لإقامة عدد من الدورات الدراسية المتخصصة في مجال الفنون المسرحية مشيراً إلى تطلع الجمعية لتكون تلك الدورات الدراسية نواة لإنشاء معهد للفنون المسرحية في القريب العاجل بإذن الله. وأكد الشدي أن تلك الدراسات تقوم بها الجمعية وفق توجيهات سمو الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه وبمتابعة مستمرة منهما حفظهما الله. وحول قضية تأخر إقامة المهرجان المسرحي السعودي الرابع قال: إن العمل على إقامة المهرجان جارٍ على قدم وساق موضحاً أن موعد إقامة ذلك المهرجان سوف يتحدد بعد عيد الأضحي القادم بإذن الله. وأشار الشدي إلى أن التأخر في إقامة ذلك المهرجان في موعده السابق الذي كان في ربيع الأول من العام الحالي 1423ه يعود إلى تزاحم الأعمال على الجمعية حيث إن الجمعية تعد العدة لإقامة عدد من المهرجانات الثقافية الخارجية والمحلية والتي سوف يعلن عنها في حينها، وقال الشدي إن الموعد التقريبي للمهرجان المحدد حتى الآن هو نهاية شهر صفر أو في بداية شهر ربيع الأول، مؤكداً أن تلك توجيهات سمو الرئيس العام والتي جاءت بناءً على متابعة سموه لأعمال الجمعية، وأوضح الشدي أن طبيعة المهرجان المسرحي السعودي الرابع تحتاج إلى عدد من الدراسات والتحضيرات الأولية ليظهر المهرجان بالصورة المطلوبة. وفي ختام حديثه شكر الأستاذ محمد بن أحمد الشدي رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون جريدة الجزيرة على متابعتها المستمرة للحركة المسرحية المحلية على وجه العموم ولأنشطة الجمعية على وجه الخصوص.