اطلعت على ماكتبه الدكتور/ محمد بن عبدالله آل زلفة في كتابه الذي ألفه عن قرية المراغة التابعة لمحافظة احد رفيدة بمنطقة عسير وهو دراسة جغرافية وتاريخية واجتماعية وسكانية سعدت بمطالعتها لسببين الأول أنها تتكلم عن قريتي المراغة وثانياً لأنها من نتاج أحد أبناء القرية، وعند مطالعتي لهذه الدراسة أردت أن أتطرق إلى موضوعين اساسيين في الكتاب ، الأول منها يختص بالأسر الرئيسية في القرية والثاني يختص بأحياء القرية والأماكن الموجودة بها. وحيث ان هذين الموضوعين يهمني فيهما تحري الدقة وجدت أن المؤلف ابتعد كثيراً عن الحقائق، ورغبة في توضيح بعض الحقائق التي غابت على المؤلف أقول: ذكر المؤلف أن الأسر الرئيسية على حد علمه ثلاث أسر هي (آل زاحم وآل كزمان وآل حيان) وهذا من وجهة نظري غير صحيح وغير موثق بل الأصح أن الأسر الرئيسية أسرتان فقط هما أسرة آل (آل حيان وأسرة آل كزمان) التي ذكرها المؤلف وذكر انتماء جدته لأبيه اليها فإنني أوضح للمؤلف أن ابن زاحم ما هو إلا ابن من أبناء أسرة آل حيان. كما ذكر المؤلف أن أسرة آل حيان قد انقرضت ولم تبق منها سوى إحدى بناتهم وحلت مكانهم أسرة آل ظبية التي قدمت من الموطن نفسه، وهنا أود أن أوضح للمؤلف وللقارىء أن أسرة آل ظبية ما هي إلا أسرة آل حيان حيث إن حيان أتى من بلاد آل حيان المعروفة في تهامة قحطان ويعد من الأوائل القادمين إلى القرية ويدل على ذلك بيت آل حيان الواقع في حيهم ولاتزال اثاره شاهدة حتى الآن، وقد أقام حيان في قرية المراغة وحفر البئر المشهورة في القرية وسماها (بئر منية) على اسم زوجته وهذه البئر موجودة حالياً وهي ملك لأسرة ال ظبية ويدخل معهم أسرة المؤلف بنصيب جدتهم لأبيهم من الإرث عن والدها ابن زاحم. كما أود أن أوضح للمؤلف أن هذا الرجل يدعى مسفر بن حيان الملقب (درويش) في بعض الوثائق وأن مسفر خلف ذرية تتمثل في (آسرة آل زاحم واسرة آل نجدي وأسرة آل ظبية)، اسرة آل زاحم التي تنتمي اليها جدة المؤلف الدكتور/ محمد آل زلفة انقرضت وكذلك اسرة آل نجدي ولم تبق منها سوى بنت واحدة تزوجها أحد ابناء أسرة آل ظبية وهي مقيمة معه حالياً في قرية المراغة، أما أسرة آل ظبية الموجودة حالياً فهي نسل أحد أبناء آل حيان المسمى (علي) ويذكر كبار السن أنه كان نائباً للقرية في زمانه وكان يسمى في ذلك الوقت (بالقبيل) وبعد وفاته رحمه الله س خلفه في نيابة القرية ابنه محمد وهو جد كاتب هذه السطور لأبيه ويؤكد صحة ذلك ورود اسميهما في كثير من الوثائق الموقعة بين القبائل في ذلك الوقت فهما يمثلان القرية في ذلك الزمان. عند وفاة جدي محمد رحمه الله فقد أعطيت نوابة القرية لوالد المؤلف الدكتور محمد آل زلفة وبعد وفاته انتقلت نوابة القرية لأسرة آل دويرم ممثلة في والدهم المرحوم سعيد بن دويرم وبعد وفاته رجعت النوابة إلى والدي المرحوم/ ثابت بن محمد بن علي آل ظبية الذي يشهد له الكثير سواء من أبناء القرية أو القرى المجاورة بحبه لعمل الخير وغيرته على أبناء قريته وعلى ممتلكاتهم ومحاجرهم والإصلاح بين الناس وتقديم المساعدة لمن يحتاج إلى المساعدة وغير ذلك من الأعمال الخيرة التي يذكرها القاصي قبل الداني عنه رحمه الله رحمة واسعة وهنا أريد أن أوضح ان اختيار او تكليف بما يسمى (القبيل أو النائب أو العريفة كما يسمى في بعض المناطق الأخرى) يتم عن طريق شيخ القبيلة حيث يكون هذا الشخص مسئولاً أمام الشيخ في الأمور التي تتعلق بأبناء القرية ويلاحظ هنا ان نوابة القرية ليست محصورة في عائلة محددة وانما تخضع حسب اختيار الشيخ حسب مايراه مناسبا لمن يقوم بهذا الدور من الموجودين وهذا ما كان متبع في السابق. وبعد وفاة والدي رحمه الله حضر شيخ شمل القبيلة لتأدية واجب العزاء وقد سأل عن عمر أكبر أبنائه في ذلك الوقت وطلب شيخ الشمل من أهالي القرية اختيار من يرون لنيابة القرية ولم يختر هو النائب كما كان متبعاً وقد تم اختيار النائب الحالي للقرية وهو الأخ الأكبر للمؤلف الدكتور/ محمد آل زلفة. (سئل شيخ الشمل عن سبب ترك اختيار النائب لجماعة القرية هذه المرة حيث انه هو الذي كان يختار في السابق فكان رد الشيخ رحمه الله إن الأشخاص الذين كنت أعتمد عليهم رحلوا إلى رب كريم وإن الباقين فيهم البركة وأترك لهم حرية الاختيار فالخيرة فيما اختاروا). أما فيما يتعلق بموضوع الأماكن المختلفة الموجودة في القرية فقد تطرق المؤلف إلى ذكر مسميات كثيرة من الأماكن كالأودية والأحياء والأراضي الزراعية والسبل والأحمية (المحاجر) فقد ذكرها المؤلف حسب مسمياتها وهي شاهدة حتى الآن ولكن يؤخذ على المؤلف ذكر بعض الأماكن غير الموجودة أو هي بالأصح موجودة ولكن ذكرها بغير مسمياتها المعروفة منذ زمن قديم مثل (مسجد آل زلفة وحي آل زلفة وسبيل آل زلفة) وأنا أقول للمؤلف انه لا يوجد حتى الأن ما يسمى بهذه الأسماء. ولعل المؤلف يريد أن يجعل له موقعاً باسم آل زلفة وكل ما ذكر يطلق عليه من قديم الزمان وحتى الآن (مسجد آل حيان وحي آل حيان وشواهدها باقية حتى الآن ومقبرة آل حيان ومحجر آل حيان (شعبة آل حيان) الذي قام قلة من جماعة القرية بعد وفاة والدي ثابت بن ظبية قبل حوالي ثلاثين سنة بتقسيمها وبيعها مع بقية المحاجر الأخرى التي تخص جماعة قرية المراغة وذلك بمباركة من شقيق المؤلف الأستاذ/ حسين آل زلفة محافظ محافظة بيشة حاليا وأخيه نائب القرية الحالي/ سعد آل زلفة مما أوجد الكثير من الإشكاليات في القرية . وكل صيف نحضر فيه إلى القرية لقضاء جزء من إجازتنا نسمع ونشاهد كثيراً من أبناء الأسر غير راضين عن هذا الوضع لأن أغلب من يشتركون في هذه المحاجر لم يحصلوا على حقوقهم كما ينبغي ولم يقبضوا ثمن بيع هذه المحاجر وفي الوقت نفسه لم يحصلوا على نصيبهم من الأراضي وهذا أدى إلى تغيير معالم القرية مثل التعدي على بعض الجبال والقضاء على ممرات السيول وانحسار الكثير من أراضي الرعي وقد يكون إقدام الكثير من أهالي هذه المنطقة على التعدي على مثل هذه الشعاب والمحاجر له دوره في قلة هطلان الأمطار مما أثر في قلة المياه ومواردها. وأنا هنا أؤكد ان ما قام به المؤلف من جزئيات ودراسة تحتاج إلى توضيح حقيقتها للقارىء الكريم ابتداء من بعير المؤلف الذي كان يرعاه وذكر أنه مات وسبب موته حزناً كبيراً لم تشهد القرية مثله لا من قبل ولا من بعد، وكذلك البيت الذي أطلق عليه قصر النائب وغرف العمال والخدم والخيل والبغال والحمير ومد النائب الذي أصبح يعرف بشهرته في أسواق بلاد رفيدة وشهران وأن مؤسس القصر لم يغفل بناء المسجد وهو مسجد صغير يقع بجوار القصر. أود أن أوضح ان المسجد المذكور قام ببنائه احد ابناء آل حيان في زرعه الخاص به وقد اندثر هذا المسجد واعاد والدي المرحوم/ ثابت بن ظبية بناءه وقد قطع شجرة الأثل (النظارة) الخاصة به وسقف بها سقف المسجد ثم أعيد بناؤه بالأسمنت عن طريق الأخ ناصر احد ابناء المرحوم ثابت بن ظبية. ذكر المؤلف أنه يوجد للقصر محطابة (مكان رص الحطب) تقع في الجهة الغربية للقصر وشمال المسجد وهنا أود أن أوضح للمؤلف والقارئ أن مكان هذه المحطابة ملك لأبناء المرحوم/ ثابت بن ظبية كما ذكر المؤلف أنه يوجد بناءان قائمان حاليا وهما بقايا بيوت قديمة جداً لا تعرف ولا يعرف احد من المعمرين من اقامها من الأجداد وتقع في الجهة الجنوبية لقصر النائب كما أسماه المؤلفوأود هنا توضيح ذلك للمؤلف والقارئ وأقول ان هذه الأبنية أو البناءين كما ذكر المؤلف بأنها بيوت المرحوم/ على بن صمان احد أبناء نجدي بن حيان وتعود ملكيتها حالياً إلى أبناء المرحوم بإذن الله/ ثابت بن ظبية عن طريق الشراء من ورثة علي بن صمان وزوجة شقيقهم محمد. هذا ما أردت توضيحه عن بعض ما ذكره المؤلف في كتابه «المراغة السكان وقصر النائب في طبعته الأولى» ولكني اقتصرت على ما يختص بأسرتنا وموطنها في القرية تاركا لمن قرأ تلك الدراسة من أبناء القرية أن يوضحوا كل ما يتعلق بهم أو يمس عوائلهم مباشرة حتى تكون المعلومات نابعة وصادرة من أصحاب الشأن ونحصل على كثير من المعلومات التي غابت أو غيبها المؤلف الدكتور محمد آل زلفة. المآخذ كثيرة على ما ذكره المؤلف في هذه الدراسة ومن ضمنها كتابة أسماء الأسر في الكتاب ولا أدري ما هي الفائدة من ذلك فأسماء أفراد الأسر تعد من خصوصيات الشخص نفسه.وأود هنا ان أوضح خبر قرأته على احدى صفحات جريدة الرياض في عددها رقم «12530» بتاريخ 8 شعبان لعام 1423ه مفاده «في بادرة نبيلة أبناء الفرعة يكرمون آباءهم كبار السن» حيث يعتزم شباب وأهالي مخططات الفرعة الواقعة شرق محافظة النماص بمنطقة عسير في تجسيد برهم بآبائهم وكبار السن فيهم بإقامة حفل تكريم لهم ويتم خلال هذا الحفل الاجتماع بكبار السن ومعرفة بعض المعلومات التي يعرفونها ومن ثم تدوينها وحفظها». لقد أشرت لهذا الخبر لأنه يعد بادرة جيدة وحبذا لو يطبق في كثير من القرى والهجر ويتم تدوين ما لدى كبار السن من معلومات عن قراهم وهجرهم ومحاجرهم حتى لا يظهر لبس لهم ممن يتخيلون ولو بعد حين وخاصة من بعض الذين كانوا يدرسون في الخارج للحصول على شهادات عليا ويغيب الكثير من الحقائق وعدم انصاف من يستحق الانصاف والإشادة. هذا ما أردت ايضاحه عما كتبه الدكتور محمد آل زلفة ولديّ الكثير ولكني اختصرت على بعض الجزئيات. والله من وراء القصد. عبدالله ثابت بن ظبية