كلماتنا غالية وفي نفس الوقت خطيرة، لأنها قد تنفعنا في الدنيا وترفعنا في الآخرة، ولكن أيضا قد تهلكنا في الدنيا، وفي الآخرة تسقطنا في دركات جهنم، لهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم». رواه البخاري احفظ لسانك أيها الإنسان لايلدغنك إنه ثعبان كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الشجعان هذا اللسان قد يكون عملة ثمينة نشتري بها الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من يضمن لي مابين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة» متفق عليه، وقد ينزلق بصاحبه ليسقطه في نار جهنم «وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم» رواه الترمذي، وكم هو مؤسف أنه رغم هذه الخطورة للسان لا يراقب الناس ألسنتهم ولا يعتنون بتهذيبها. لهذا يجب على كل مسلم أن يراعي الطريقة الصحيحة في التعامل مع لسانه والتي تقوم على الآتي: 1- عليه أن يشدد الرقابة على لسانه ويعلم أنه «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» . قال ابن مسعود رضي الله عنه: (والله مامن شيء أحق بطول سجن من هذا اللسان ) . 2- إذا أراد أن يتكلم بالكلمة يجب عليه أن يفكر فيها فإن كانت خيرا نطق بها وإن كانت شرا سكت عنها لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» متفق عليه، وفي الأثر أيضا: قل خيرا تغنم أو اسكت تسلم، وإلا فاعلم أنك ستندم . 3- إذا تكلمت بكلمة وتبين لك أنها خاطئة حاول إصلاح الخطأ، وتعلّم أن تحاسب لسانك على كل ما ينطق به، فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحاسب لسانه كل يوم يقول له: لم قلت كذا ولم تقل كذا . 4- اشغل لسانك دائما بذكر الله تعالى، فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية .