فتاة بلغ عمرها اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة سنة ومرَّ عليها شهر رمضان المبارك ولم تصمه فهل عليها شيء أو على أهلها؟ وهل تصوم وإذا ما صامت فهل عليها شيء؟ المرأة تكون مُكلَّفة بشروط، وهي: الإسلام والعقل والبلوغ. ويحصل البلوغ: بالحيض، وإنزال المني بشهوة، وبالاحتلام إذا رأت المني أو نبات شعر خشن حول القُبُل، أو بعد بلوغ خمسة عشر عاما. فهذه الفتاة إذا كانت قد توفَّرت فيها شروط التكليف، فالصيام واجب عليها، ويجب عليها قضاء ما تركته من صيام في وقت تكليفها، وإذا اختل شرط من الشروط، فليست بمُكلَّفة ولا شيء عليها.. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء *** 2- ما حكم المسلم الذي أهمل أداء فريضة الصوم بدون عذر شرعي لعدة سنوات، مع التزامه بأداء الفرائض الأخرى، هل يكون عليه قضاء أو كفارة، وكيف يقضي كل هذه الشهور إن كان عليه قضاء؟ حكم من ترك صوم رمضان وهو مُكلَّف من الرجال والنساء أنه قد عصى الله ورسوله، وأتى كبيرة من كبائر الذنوب، وعليه التوبة إلى الله من ذلك، وعليه القضاء لكل ما ترك مع إطعام مسكين عن كل يوم إن كان قادراً على الإطعام، وإن كان فقيراً لا يستطيع الإطعام كفاه القضاء والتوبة، لأن صوم رمضان فرض عظيم، قد كَتبه الله على المسلمين المكلفين، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه أحد أركان الإسلام الخمسة. والواجب تعزيره على ذلك، وتأديبه بما يردعه إذا رُفع أمره إلى ولي الأمر أو إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. هذا إذا كان لا يجحد وجوب صيام رمضان، أما إن جحد وجوب صوم رمضان، فإنه يكون بذلك كافراً مُكذِّباً لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، يستتاب من جهة ولي الأمر بواسطة المحاكم الشرعية، فإن تاب وإلا وجب قتله لأجل الردة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من بدَّل دينه فاقتلوه»، خرَّجه البخاري في «صحيحه». أما إن ترك الصوم من أجل المرض أو السفر فلا حرج عليه في ذلك. والواجب عليه القضاء إذا صَحَّ من مرضه أو قدم من سفره، لقول الله عز وجل: {وّمّن كّانّ مّرٌيضْا أّّوً عّلّى" سّفّرُ فّعٌدَّةِ مٌَنً أّّيَّامُ أٍخّرّ} {البقرة: 185}، والله ولي التوفيق. فتاوى الشيخ ابن باز «رحمه الله» 3- هل يعتبر تارك الصيام تهاوناً وتكاسلاً، مثل تارك الصلاة من حيث أنه كافر؟ تارك الصيام تهاوناً وتكاسلاً ليس بكافر، وذلك لأن الأصل بقاء الإنسان على إسلامه حتى يقوم دليل على أنه خارج من الإسلام، ولم يقم دليل على أن تارك الصيام خارج من الإسلام، إذا كان تركه إياه تكاسلاً وتهاوناً. وذلك بخلاف الصلاة، فإن الصلاة قد جاءت النصوص من كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة رضي الله عنهم على أن تاركها أي الصلاة تهاونا وتكاسلاً كافر، فقد قال عبدالله بن شقيق: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كُفر غير الصلاة». ولكن يجب أن يُدعى هذا الرجل إلى ترك الصيام تكاسلاً وتهاوناً إلى الصوم فإن أبى فإنه يُعزَّر حتى يصوم. الفتاوى لفضيلة الشيخ ابن عثيمين