المتابع لما يحدث في العالم من أحداث غريبة سريعة الإيقاع الفترة الزمنية الأخيرة سيخرج بشيء واحد هو: لا منطق على الإطلاق يحكم تفكير البشر بشكل عام، شئت أم أبيت عزيزي القارئ هذه هي الحقيقة، ولا أقبل أن تختلف معي ! ، تحملني بعض الوقت، فأنا ألهث وراء الحقائق والعلة من الأحداث.. بينما أنت تقرأني ولا تبالي. كان آخر هذه الأحداث موضوع «السوبر الأوروبي» حيث أكبر 20 مؤسسة رياضية في أكثر من ثلاث دول أوروبية اجتمعوا خلف فكرة واحدة.. لم أتوقف إلا عند «الفوضى» و»الأناركية».. التي ساقت الأحداث منذ ميلاد الفكرة والترتيب لها وطريقة تنفيذها والإعلان عنها، ثم ردود الأفعال عليها.. من الإعلام والمدربين واللاعبين والجماهير. الأندية تخسر المال بطريقة مفزعة على مدى سنة، مليارات، الأمر أن بعض هذه المؤسسات معتادة كل سنة مالية على «الربح».. فما بالك ب»الخسارة».. البعض لا يقبل.. وهناك من يقول «ما لا يحل بالعقل يجب أن يحل بالجنون» ..، كان فلورنتينو بيريز أول من رفع راية تقول «أنا مجنون». بيريز رئيس دولة ريال مدريد التي تساوي على الأقل 5 مليار دولار قيم الأصول غير قيم اللاعبين التي تساوي 500 مليون دولار على الأقل أيضاً، الرجل سيفعل أي شيء ليبقى في منصبه.. وهو منصب حكومي.. والاستمرارية في المنصب لا معنى لها إذا كانت بلا أرباح تتدفق على خزينة الدولة من حين لآخر.. وقبل كل ذلك: خزينة الرجل نفسه لأنه لا يفعل كل هذا من واجب وطني أو معاني ساذجة شاعرية كالتضحية وما إلى ذلك. خلف كل مأساة إبحث عن «البنك».. البطل الخارق المستعد لطباعة الأوراق بآخر قطره من دمه الذكي الشريف من أجل إسعاد البشرية وتسديد ديونها، هذه المرة هو بنك جي بي مورجان، المنشأ قبل 20 عاماً بواسطة الآباء المؤسسين : Chase Bank ، و شركة «مانهاتن»للأوراق المالية، المتواجدتان في وول ستريت.. نيويورك.. البنك هو الممول والراعي، البعض تحدث عن 4 مليار يورو، و 350 مليون يورو لكل نادي بمجرد قبوله الفكرة والمشاركة فيها. مع بيريز كان هناك أندريا أنييللي رئيس نادي يوفنتوس الإيطالي قبل أنباء عن استقالته بعدها بساعات وتجميد هذا المشروع، وجويل جليزر في رئاسة مانشستر يونايتد، ستان كرونيكي مالك أرسنال، جون هنري مالك ليفربول، عارضت الفكرة 7 جهات أهمها فيفا ويويفا ورابطة البريمرليج الإنجليزي والليجا الإسبانية والكالتشيو الإيطالي، والجماهير بالطبع، حتى بعض المدربين مثل يورجن كلوب الذي انتقد شركة فينواي -جون هنري- المالكة لليفربول في موقف شجاع.. كان بداية لسلسلة من ردود الأفعال الأخرى من بعض المدربين واللاعبين، ليدخل هذا المشروع في دوامة من عدم الاتزان.. ومستقبل غير واضح. Elite .. النخبة البعض من الطيبين ذهبوا لتفسير تفكك المشروع «حتى الآن» : عدالة هبطت استجابة للجماهير وباقي الأندية غير الغنية التي لا تتوافق مع وصف بيريز «الأندية العملاقة الكبيرة تستحق شيئاً يجمعها معاً» بعيداً عن «العمال والفلاحين» ، لكن الأمر أن الفيفا واليويفا وباقي الاتحادات الكبرى لا تقبل أن «يخرج أحد عليها بفكرة ما خارج «الأجندة» الخاصة بها»، ولا ننسى أن أنييللي هو رئيس رابطة الأندية الأوروبية ECA وعضو اللجنة التنفيذية بالاتحاد الأوروبي.. UEFA! +90 : العدالة الإلهية ليست انتقائية.. عدالة عندما تهبط ستكون أخبار البعض في فيفا ويويفا وغيرها من المنظمات: لها الأولوية عن باقي الأخبار.