رحل أحد روَّاد الصحافة السعودية الأستاذ محمد الوعيل هذا الأسبوع -رحمه الله رحمة واسعة-. وقبل الراحل الوعيل غادر هذه الدنيا إلى المثوى الأخير عدد من رواد الإعلام، أبرزهم أحد رواد وذاكرة الصحافة الأستاذ تركي السديري -تغمده الله بواسع رحمته-. في هذا الوداع طويت صفحات أو أجزاء من تاريخ الصحافة مع الراحلَين، وأرشيف وتاريخ عمل دفن مع من رحل عنا من المؤسسين للعمل الصحفي، وفقدنا إرثًا من معلومات صحفية مهنية، وخزائن من الذاكرة الثقافية والاجتماعية، انتهت برحيل رواد الصحافة، ممن عملوا في مجال الإعلام المكتوب في وقت مبكر من تاريخنا الحضاري؛ إذ تحوّلت المملكة التحوُّل التنموي الذي استمر إلى الآن دون توقف مع جيل من رواد التجارة والصناعة والاقتصاد والثقافة والإعلام. وشكلت الستينيات الميلادية 1960م الموافقة الثمانينيات الهجرية 1380 بداية المؤسسات الصحفية؛ إذ تغير وجه مدننا العمرانية وأسلوب حياتنا، وانتقلت مدننا من الأحياء الشعبية المتلاصقة من معمار الحجر والطين والأزقة الضيقة والبناء على ضفاف الأودية إلى مخططات جديدة وطرقات واسعة، قامت على جنباتها المباني والعمائر الرخامية والزجاجية في تطور متواصل لأكثر من نصف قرن. زملاء وأصدقاء جيل محمد الوعيل -رحمه الله- هم مَن تولى مسؤولية توثيق هذه المرحلة، وما تلاها من تغطيات صحفية، وتدوين الأحداث والتحقيقات والأخبار المتتالية، ثم حفظها وأرشفتها، حتى أصبح أرشيف الصحافة هو تاريخ المدن والحياة الاجتماعية، بل تاريخ المملكة السياسي والحضاري. لذا يقع على الجهات الإعلامية السعودية الحكومية، والقطاع الخاص الإعلامي، مسؤولية حفظ الذاكرة السعودية عبر: - توثيق سيرة رواد الصحافة الراحلين في عمل ممنهج، والاستعانة بعائلات وأصدقاء وزملاء الراحلين. - تكليف الرواد ممن هم على رأس العمل أو تقاعدوا بكتابة مذكراهم، وتدوينها في كتب وأفلام فيديو وتلفزيونية، وربطها بالتطور الحضاري وما عاشته بلادنا من زمن زاهر.