تدفقت الحمم الملتهبة من أعلى جبل اتنا لتغمر مباني صغيرة وتهدد نزلا للاستجمام عند سفح الجبل بعد ان ايقظت زلازل صغيرة ثورة البركان الذي يعد أعلى القمم البركانية في أوروبا وأكثرها نشاطا. وقال شهود ان أشجار الصنوبر احترقت في الحال عندما غمرتها الحمم البركانية فيما عبقت رائحة الكبريت الاجواء المحيطة وظهرت الشقوق في الارض. واستخدم مسؤولو الحماية المدنية في كاتانيا ثانية كبرى مدن صقلية التي تقع على مقربة من جبل اتنا طائرة هليكوبتر لمراقبة البركان وقرروا ارسال طائرات محملة بالمياه لمكافحة الحرائق. وأغلق مطار كاتانيا لأسباب امنية بعد ان تراكمت طبقة سميكة من الرماد البركاني على أرض الممر وانتقل رئيس بلدية المدينة للاطمئنان على ان سكان المدينة البالغ عددهم 330 ألف نسمة غير معرضين للخطر. وقال اومبرتو سكاباجيني رئيس بلدية المدينة «الموقف في كاتانيا تحت السيطرة تماما ومدينتنا ليست مهددة بأي حال». وبدأت ثورة البركان في الساعات الأولى من يوم الاحد بعد ان هزت سلسلة من الزلازل الصغيرة الحافة الشرقية من صقلية واجزاء من ايطاليا. وقال المعهد الوطني الايطالي للجيوفيزياء والنشاط البركاني ان اكثر من مئة زلزال تتراوح شدتها بين 1 ،1 و 5 ،3 درجات على مقياس ريختر ضربت المنطقة وكان مركزها يقع على بعد نحو 5 ،1 كيلومتر جنوب شرقي مركز فوهة البركان. ونفث البركان الأعلى في أوروبا البالغ ارتفاعه 3350 مترا سحبا داكنة من الرماد واطلق دفقات من الحمم في الهواء بارتفاع يتراوح بين مئة متر ومئتي متر. وبعد اكثر من 15 ساعة من بداية ثورة البركان كانت سحابة ضخمة تشبه عش الغراب تخيم على قمة الجبل وفي كاتانيا كان عمال البلدية يكنسون طبقة كثيفة من الرماد البركاني من الشوارع. وشوهدت ثلاثة انهار تسيل من الجبل لتقطع مسافة تتراوح بين 2300 و2500 متر كما شوهدت تصدعات وشقوق على ارتفاع 1500 متر من الجبل ولكن لم يظهر نشاط لحمم بركانية على هذا الارتفاع.