المعماري الدكتور عبد الحليم ابراهيم، استاذ العمارة بجامعة القاهرة، وخريج جامعة بيركلي بكاليفورنيا، يعد من ابرز اقطاب العمارة العربية المعاصرة ورموزها المميزين، ويعد من قبل نقاد العمارة الحديثة في الاوساط المعمارية الشرق اوسطية خلفا للمعماري المصري حسن فتحي، وبالاضافة الى كونه من منظري العمارة العربية المعاصرة، فإن اسهاماته لا تقتصر على الاكاديميا والنظرية بل تشمل اسهاماته المتميزة من خلال المشاريع المعمارية التي تنتشر خارج مصر وضمن منطقة الخليج العربي. يمتاز الفكر النظري للدكتور عبد الحليم ابراهيم بالعمق والقوة ومراعاة الاعتبارات المحلية والظروف المناخية بالاضافة الى الاستعارات والمفاهيم التي تستند الى قوانين هندسية ورياضية تمتد الى علاقات فلكية، ويستند في منهجيته التصميمية الى اسس ومفاهيم تتجاوز الابعاد الاربعة لتترابط مع مفاهيم تراثية واجتماعية، وقد عبر عنها من خلال العديد من المشاريع مثل جامعة ام القرى بمكة المكرمة ضمن فريق التخطيط الحضري الذي ضم الدكتور محمد مكية والمعماري راسم بدران، وكذلك مسجد عثمان بن عفان او الحديقة الثقافية للاطفال، او من خلال مشاريعه المتأخرة بالرياض مثل مشروع واحة العلوم والفضاء او اسواق العمرانية بمنطقة قصر الحكم التي تآلف بها مع المعماري راسم بدران، وكذلك مشروع تطوير منطقة الجمالية شمال القاهرة الفاطمية، او مشروع تخطيط الجامعة الاسلامية بكوالالمبور بماليزيا. وقد حاز الدكتور عبد الحليم ابراهيم على جائزة الآغاخان للعمارة الاسلامية عام1992م عن مشروعه الحديقة الثقافية للاطفال بحي السيدة زينب بالقاهرة، والذي كرس من خلاله مفهوم المشاركة المجتمعية في التصميم الحضري، بالاضافة الى التصميم والتنفيذ المرحلي والجمالية التشكيلية التي عكسها المشروع بمراعاة مقياس الاطفال في بعض الاشكال التي تبناها التصميم، اما المفاهيم والمفردات المناخية التي حفلت بها العمارة التقليدية فقد عكست العديد من المشاريع التي نفذها بالخليج العربي وبالمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، وفيها استخدم مفاهيم فرق الضغط لتمرير الهواء الساخن ضمن محددات معمارية حضرية لتبريده وخلق تيار هوائي مرغوب بطرق تحاكي التقليدية وتستند الى اسس علمية وبنماذج معاصرة. ومن ناحية اخرى، فلم تخل المؤتمرات الدولية التي نظمتها المؤسسات المعمارية العالمية بجامعة هارفارد ومؤسسة الآغاخان من اسهاماته الفكرية المتميزة، فقد شارك في مختلف الندوات التي عقدت بالقاهرة والولايات المتحدةالامريكية وماليزيا وغيرها، وما يزال الفكر النظري للدكتور عبد الحليم ابراهيم موضع التطبيق من خلال المشاريع التي يسهم بها في العمارة العربية المعاصرة، وهو بذلك يعتبر بحق من قلائل المعماريين في العالم العربي الذين يجمعون بين النظرية والتطبيق.