ضبط المولات والأسواق التجارية والمطاعم والمقاهي وقاعات الأفراح والمناسبات هو المحكّ في مواجهة فيروس كورونا, فهي ببساطة أكثر الأماكن ازدحاماً, لذا أعتقد أنَّ التفاعل النشط في الأيام الماضية لوزارة البلديات والقروية والإسكان سيكون له أثره الإيجابي في منع الكثير من الإصابات, وتعزيز دور وزارة الصحة والقطاعات الأخرى على خط المواجهة. هذا التفاعل جاء عقب التوجيه الفوري للأمانات والبلديات بتشديد الرقابة على الأسواق والمطاعم وجميع المحلات المرتبطة بالصحة العامة, وزير البلديات والقروية والإسكان ماجد الحقيل أحدث فارقاً في الأداء مع بداية دمج الوزارتين, ليستجيب لتحذيرات الموجة الثانية خصوصاً مع تأجيل سفر المواطنين حتى شوال المقبل, وتعليق قدوم غير السعوديين من أكثر من 20 بلداً, فالوزير الحقيل لم يكتف بالتوجيه الروتيني فقط, بل لوَّح بإمكانية إغلاق كل منشأة لا تلتزم بالإجراءات الاحترازية -كما جاء في تغريدته- وبإيقاع أشد العقوبات بحقها, وأعتقد أنَّ هناك محلات تم إغلاقها بالفعل في أكثر من منطقة بسبب التراخي في تطبيق الإجراءات والاحترازات, هذه الخطوات العملية على أرض الواقع هي ما نحتاجه في كل مرة لمواجهة مثل هذه الأخطار, وما يُنبئ بتحول عملي في آليات وطرق التعامل مع الأسواق والمحلات التجارية, وبشكل جدي لتفعيل وتطبيق الأنظمة والقرارات في المرحلة المقبلة. مشهد المتسوِّقين السعوديين والمقيمين وهم يحمِّلون تطبيق توكلنا قبل دخول المولات والهايبرات والأسواق الكبيرة, يؤكد أنَّ التناغم بين أمارات المناطق والوزارات يجعلنا جميعاً في مواجهة آمنة مع فيروس كورونا, فالمرحلة الحالية تحكمها السلوكيات الشخصية للأفراد ومدى التزامهم بالقوانين والأنظمة والبرتوكولات المرعية أكثر من أي خطوة أخرى, لذا أعتقد أنَّ تشديد وزارة البلديات والقروية والإسكان بالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامة طوال الوقت, والبُعد عن مواطن العدوى والانتشار في السوق والمطعم والمقهى من أهم الخطوات الضرورية للحماية, التي تذكر فتشكر. وعلى دروب الخير نلتقي.