يعد مصطلح الجودة الشاملة من المصطلحات الحديثة في علم الإدارة، فمصطلح الجودة كان يعني إلى وقت قريب «الجودة الفنية» أي جودة المنتج الصناعي وكان استخدام مصطلح الجودة يستخدم غالباً مجال الصناعة لأنه يتعلق بجودة المنتجات الصناعية، ولم يكن متداولا بكثرة أو بصورة احترافية في مجال الخدمات. على أن العقدين الأخيرين قد شهدا تطوراً مهماً في مجال الإدارة وذلك بظهور نظرية إدارة الجودة الشاملة أو الجودة المتكاملة، التي تعني أن جودة المنتج النهائي لا تتوقف فقط على جودة عناصره الفنية وإنما ترتبط أيضا بجودة جميع المراحل والعناصر التي تدخل في تكوينه أو ترتبط به، مثل النواحي الإدارية والتنظيمية والمالية والعلاقات العامة وشؤون الموظفين وغيرها، ومن ثم بدأت الدراسات والبحوث تتوالى لتضع مجموعة من المعايير والمقاييس الدقيقة لقياس هذه الجودة بالمنطق نفسه الذي يحكم مقاييس الجودة الفنية المتعارف عليها بالنسبة للمنتجات الصناعية. وقد أصبحت هذه المقاييس والمعايير مواصفات عالمية للجودة يتم تقديرها وتقييمها من خلال جهات معتمدة من المنظمة العالمية التي تشرف على منح شهادة الجودة التي يطلق عليها (ISO 9001:2000) التي تعد شهادة الجودة الأكثر استخداماً عالمياً في مجال الادارة ولا يتم منحها إلا للمنشآت التي تلتزم بمعايير دقيقة للأداء الفعال والمهنية العالية. وقد أصبح التخطيط الاستراتيجي للجودة وبرامج التحسين المستمر للخدمة عبر الالتزام بالامتياز في الخدمة ضرورة ملحة لشركات التأمين نتيجة لطبيعة خدماتها التي تعد من الخدمات المالية الحيوية، وتفخر ميثاق بأنها شركة التأمين الوحيدة التي حصلت على شهادة الجودة العالمية (ISO 9001:2000) وذلك نتيجة لحرصها على التحسين المستمر في الأداء، كما أن ميثاق تعد من الشركات القليلة على مستوى المملكة التي حصلت على هذه الشهادة، إذ يبلغ عدد الشركات الحاصلة عليها على مستوى المملكة 610 شركة فقط. ولعل من أهم الأشياء التي تقدمها للوطن في يومه تميزها بالالتزام بالمعايير العالمية في الجودة وفعالية الأداء وبما يتوافق مع شريعتنا الاسلامية لتكون كما وعدت مطبقة لشعار (التأمين برؤية إسلامية) في ظل دعم حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله. (*) نائب المدير العام - الشركة السعودية للتأمين «ميثاق».