تشرفت خلال الثلاثة أسابيع الماضية بزيارة مدينتي الغالية عنيزة وذلك لقضاء بعض من إجازتي الصيفية في ربوعها وحضور عدد من المناسبات الاجتماعية ولم يكن مدهشاً لي ان أشاهد اللمسات التطويرية التي تشهدها المحافظة وخصوصاً في النواحي العمرانية من شوارع وميادين جديدة واكتمال الخدمات وذلك لما حظيت به هذه المدينة من رعاية واهتمام من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم وجهود مخلصة من أبنائها في مختلف القطاعات الحكومية والأهلية. لكن الجميل والمدهش لي هذا العام هو فعاليات التنشيط السياحي «عنيزة 23» التي حظيت باهتمام رسمي وشعبي وإعلامي مما حدا بي إلى ان أذهب لمتابعة البرنامج اليومي لها خلال فترة وجودي في عنيزة وقد خرجت ببعض الرؤى التي أوردها فيما يلي: * الشكر والثناء والتقدير لكل العاملين في هذا البرنامج الترويحي الذي يساهم في تمضية وقت الفراغ فيما هو مفيد والشكر موصول لكل من دعم وآزر هذه الجهود الوطنية. * التميز في منشآت مركز التنشيط السياحي حيث المضمار والملعب والمسبح «الهيدرولوكي» الذي يعد بحق مفخرة لأبناء عنيزة حيث لم أشهد مثيلاً له في مدن ومناطق المملكة وحتى في المدن الكبيرة والتي لها تجربة كبيرة في العمل السياحي. * النجاح الكبير الذي حققه اليوم الذهبي للمهرجان والذي شرفه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم. ولأني على ثقة بأن القائمين على هذا المهرجان يهمهم رأي الآخرين رغبة منهم في تطويره في الأعوام التالية فإني اسهم بهذه الملاحظات: * فيما يخص مركز التنشيط السياحي وفي نفس الموقع عدم توفر رجال أمن بشكل كاف لضبط تلك الجموع الغفيرة من الشباب، وبإمكان اللجنة إنشاء مركز صغير مؤقت للشرطة في الموقع والتعاقد مع إحدى الشركات المتخصصة في المجال الأمني لأنه لو حدثت أي مشكلة صغيرة في موقع مكتظ بالجماهير قد تتطور إلى كارثة، لا سمح الله. * دائماً يطلب أحد المسؤولين عن إعداد المسابقات الرياضية من الأطفال الانتقال إلى موقع معين من المدرج وهو بحد ذاته فكرة تنظيمية جيدة إلا انها على مستوى الواقع لا تعدو سوى حشر هؤلاء الأطفال «كالقطيع» ولم تكن الفقرات المقدمة لهم كافية قياساً بأعدادهم وبعضها لم تكن مناسبة لأعمارهم من حيث الخطورة، بل تم استغلالهم من قبل منظمي المهرجان للتصفيق واطلاق الصيحات بمناسبة وبدون لخدمة أغراض التصوير التلفزيوني، فحبذا لو تم تجهيز موقع خاص للأطفال يتولى بعض المختصين تقديم فقرات وألعاب مناسبة وتبعدهم عن الاكتظاظ والتزاحم طلباً للمشاركة. * دليل الارشاد السياحي والذي وزع في الأسبوع الثاني من المهرجان «من المفترض ان يتم توزيعه قبل بدء المهرجان» احتوى على كلمة لسعادة محافظ عنيزة وكلمة لسعادة رئيس بلدية عنيزة وبرنامج الفعاليات للرجال والنساء، أما الباقي فهو دليل هواتف للدوائر الحكومية والاستراحات. ولكن لو أضاف معدوه بعض المعلومات عن المحافظة: «أحياؤها، عدد السكان، موقعها، أهم المنشآت الثقافية والاجتماعية، أهم المحاصيل الزراعية التي تنتجها» لكان أشمل وأنفع لاعطاء الزائرين للمحافظة من غير أبنائها فكرة جيدة عنها، كذلك فإن البرنامج ذكر كثيراً من الفعاليات التي لم تنفذ ولم اسمع انها نفذت مثل معرض الكتاب وبرامج الحاسب الآلي والرحالة الصغير والمهرجانات الأدبية ومعرض الخط العربي، وأغفل مسابقات نفذت مثل سباق اختراق الضاحية وسباق الدراجات لم تذكر في الدليل ولم تحدد مواعيدها فيه وهذا اجحاف بحق هذه المسابقات ومنظميها ويعكس الارتجالية التي كانت تسيطر على إعداد البرامج وطباعة الكتيب. * فكرة جيدة تلك التي قامت بها لجنة المهرجان بإقامة مركز للإرشاد السياحي في ميدان الساعة لمساعدة الزوار ومدهم بالمعلومات، وكان الجمال سيكتمل لو جعلت اللجنة أحداً يعمل في هذا المركز فقد ترددت عدة مرات وفي أوقات متفاوتة وفي عدة أيام ولم أجد أحداً. * لازال أمام اللجنة مشوار طويل لكي تصل إلى مفهوم السياحة بكل ما يحمله من جوانب اقتصادية وإعلامية واجتماعية فإن ما قدم لا يخرج عن مفهوم ميدان للألعاب والمسابقات الرياضية والمائية. «هذا فيما يخص فعاليات الرجال فقط» أما مفهوم التنشيط السياحي فإني لم أجد ما يدل على ذلك في المحافظة!!! فما هو دور الاسواق والمحلات التجارية في تفعيل التنشيط والمشاركة فيه؟ وما هو المردود الاقتصادي الذي انعكس عليها؟ وأين هي مسابقات السحوبات التجارية؟ التي من الممكن ان تساهم في تنشيط ذلك، وما هو دور الغرفة التجارية في عنيزة حيال الفعاليات؟. وأخيراً فإن عنيزة تنتظر في الأيام القادمة موسم التمور وهو فعاليات اجتماعية اقتصادية ضاربة في العراقة فلماذا لا تستغل كموسم تجاري سياحي«يمكن دمج الفعاليات الترويحية والتجارية بمهرجان واحد تستمر فعالياته لمدة أطول ويوزع الجهد على أكبر شريحة من الدوائر والمؤسسات والأفراد». وهذه الملاحظات والرؤى لا تخدش جمال ما قدم وإنما تسعى للتطوير ولا نقلل من جهد القائمين واخلاصهم متمنين لهم التوفيق والسداد لما يخدم المصلحة العامة.