كشفت شركة مايكروسوفت كروب النقاب عن تقنية جديدة لكلمات المرور تعتمد على استخدام الصور بدلا من كلمات المرور التقليدية التي تعتمد على مجموعة من الحروف والأرقام التي يسهل التعرف عليها واختراقها بسهولة وتعتزم الشركة استخدام التقنية الجديدة على سبيل التجربة في حماية بعض منتجاتها مستقبلا. وأعلن داركو كيروفيسكي خبير التشفير والحماية من القرصنة في مايكروسوفت عن أن التقنية الجديدة تعتمد على إمكانية تحويل النقاط «البكسل» التي تتكون منها الصور الفوتوغرافية أو مشاهد الفيديو إلى مجموعة من النقاط والحروف العشوائية التي يمكن استخدامها ككلمة مرور وهذه الطريقة تسهل على المستخدمين تذكر كلمات المرور الخاصة بهم وفي نفس الوقت تصعب مهمة القراصنة ولصوص البيانات والمعلومات وتجعلها شبة مستحيلة وهو ما يساهم في توفير مزيد من الحماية للمستخدمين ويعيد إليهم الثقة في تكنولوجيا الكومبيوتر التي تحولت علي يدالبعض يقصد القراصنة إلى أداة للتخريب وترويع الناس السطو على ممتلكاتهم الشخصية سواء كانت مستندات أو بيانات أو بطاقات ائتمانية أو أرصدة في البنوك . وأشار كيروفيسكي إلى أن التقنية الجديدة سهلة الاستخدام ويمكن تعميمها في شتى المجالات مثل تأمين أجهزة الكومبيوتر الشخصية والجوالة و الشبكات والبريد الإلكتروني والمواقع التجارية التي تعتمد في تعاملها مع عملائها من رواد الإنترنت على نظام كلمات المرور. وفي مؤتمر صحفي أقيم في ماونتن فيو بكاليفورنيا قدم كيروفيسكي وفريق العمل الخاص به عرضا مبسطا للتقنية الجديدة من خلال شاشة كومبيوتر تحتوي على مجموعة من الصور و أعلام الدول المختلفة ثم قام باختيار إحدى هذه الصور واستخدم الماوس في النقر على عدة نقاط مختلفة داخلها فتحولت نقرات الماوس إلى مجموعة من الأرقام والحروف العشوائية التي يمكن استخدامها باعتبارها كلمة مرور. وقال كيروفيسكي إن أي مستخدم يمكنه ابتكار كلمة مرور خاصة به من خلال الاستعانة بأي صورة ولتكن صورته الشخصية مثلا ويحدد أماكن معينة بداخلها مثل حدقة العين وفتحة الأنف ويقوم بالنقر عليها وسيفاجأ بأن هذه النقرات تحولت إلى مجموعة من الأرقام والحروف يمكن تخزينها وتأمين جهاز الكومبيوتر بها بحيث يستحيل على أي قرصان أن ينجح في اختراقها. ونقلت شبكة نيوز فاكتور الإخبارية الأمريكية عن كيروفيسكي قول أن مايكروسوفت لجأت إلى تطوير هذه التقنية بعد الارتفاع الملحوظ في عمليات القرصنة التي تتعرض لها برامج وشبكات الكومبيوتر ومستخدمي شبكة الإنترنت الذين يلجأون إلى استخدام مجموعة من الأرقام والحروف البسيطة التي يسهل على أي قرصان اختراقها والتعرف عليها من خلال خبرته وقدرته العالية على التخمين أو بواسطة البرامج الخاصة المعروفة باسم «كراك» المنتشرة على شبكة الإنترنت ويتم تحميلها مجانا وهي تعتمد على نظام تخمين الكلمات والحروف إلى أن يتم التوصل إلى كلمة المرور الحقيقية وعلى العكس من كلمات المرور التقليدية فإن الطريقة الجديدة تصبح أكثر صعوبة وتعقيدا بالنسبة للقراصنة لأنة يستحيل عليهم كما يقول كيروفيسكي أن ينجحوا في تخمين أكثر من 20 حرفاً ورقماً مهما كانت خبرتهم أو درجة احترافهم وهي سهلة جدا بالنسبة للمستخدمين لأن الذاكرة البشرية بطبيعتها تميل إلى تذكر الصور والأشكال المختلفة أكثر من ميلها إلى تذكر الحروف والأرقام . وقد رحب الخبراء بهذه التقنية الجديدة باعتبارها أداة يمكنها المساهمة بشكل فاعل في توفير قدر من الحماية لمستخدمي شبكات الكومبيوتر بعد أن أثبتت كلمات المرور التقليدية فشلها الذريع في هذا المجال. وأكد الخبير الأمني المعروف لاري كروفر من مجموعة جيجا لنظم الحماية أن مستخدمي الكومبيوتر كانوا في حاجة ماسة إلى نظام طريقة جديدة ومبتكرة لكلمات المرور وهذه الطريقة الجديدة يمكن الاعتماد عليها شريطة أن يلتزم المستخدمون الحرص الشديد في استخدامها وألا يتم تسجيلها في وجود أشخاص آخرين يمكنهم ملاحظة أماكن النقر في الصور وبالتالي سرقة كلمة المرور. أما بروس سكا ينر خبير التشفير في مجموعة كونتربان سيكيورتي الذي قدم العديد من المؤلفات والأبحاث في مجال حماية شبكات الكمبيوتر فيرى أن تقنية كلمات المرور المعتمدة على الصور رغم فاعليتها الكبيرة إلا أنها ليست جديدة تماما وهناك جماعات من المبرمجين الهواة توصلوا إلى طريقة مشابهة قبل عشر سنوات لكن طريقتهم لم تخرج إلى النور لأسباب مجهولة وعلى كل حال فإن تقنية مايكروسوفت سوف تنقذ المستخدمين من أنفسهم وتمنعهم من استخدام كلمات مرور بات من السهل اختراقها لدرجة أنها أصبحت تحتاج إلى كلمات مرور أخرى تحميها.