نشر قصائده باسمه الثلاثي الصريح وبعنوانه الواضح وهو في ريعان شبابه حتى احتل مساحة في الصفحات الشعبية المحلية، وقد أشاد به آنذاك الشاعر محمد بن زبن بن عمير رحمه اللّه حينما كان يعد صفحته الشعبية وقد انقطع هذا الشاعر عن الساحة الشعبية نظرا لظروفه التعليمية والعملية ثم عاد مرة أخرى باسم مستعار لا يقل روعة عن ما يكتبه. شاعرنا تميز بقوة التركيب واختيار اللفظ وتناسق المعنى. طرق جميع بحور الشعر وجدد بها وقد فازت احدى قصائده بالمركز الأول بإحدى المسابقات الأدبية. إلا أن هويته لم تكن بحجم موهبته فهو مقل في الإنتاج لم يمدح إلا ثناء ولم يهجو قط ولم يذيل قصائده باسم شاعر منذ بداياته إنه «حريب الياس» الشاعر القدير صالح بن عبيد بن ناصر العلوي الحربي في العقد الرابع من العمر. إليكم مقتطفات من قصائد شاعرنا: عن وطننا المعطاء وعن قائدنا المحبوب قال شاعرنا: ينتابني يوم ابتعد عنك يا دار شوق الغريب لديرته والمحنّه لو الفوايد في نزيهات الاسفار دام الرجل ما اخلف عن العرف ظنه يا مركز الدين الحنيفي للاقطار كلٍ قصدك لفرض والا لسنه الله يجيرك من صواديف الاقدار ويبقى المليك اللي فعوله زهنه اللي نهج في منهجه نهج الاخيار نهج السلف نهجه بدايات سنه راع الهبات الطايله سر وجهار على الوطن ومواطنه دون منه يالله لعله من طويلين الاعمار عسى الليالي للوطن يمهلنه عن نهضتنا الحضارية وتقدم وطننا المعطاء بفضل من الله ثم بفضل الجهود الجبارة من حكومتنا الرشيدة قال شاعرنا قصيدة وطنية طويلة نورد منها: حنا نعيش اليوم بأمن وملذات وعلم ورفاهيه تحت ظل والي منهج هل السنه ومفرد جماعات ضد افتراق الصف والانعزالي وعشنا التطور في جميع المجالات وزرنا الفضاء بالحال والاتصالي قفزه حضاريه .. علوم وصناعات ونعمه عساها ما يجيها الزوالي أما عن حقوق الخوي فقد قال شاعرنا قصيدة جميلة نورد منها ما يلي: خويي حقه ابدى من حقوقي ولو طال التغرب ما شنيته ليا منه نخاني جيت كلي والا ارسلني بملزومه كفيته في أحد المواقف قال شاعرنا قصيدة جميلة نختار منها هذه الأبيات: ليت الليالي قبل توجه لها انذار أخذ حذر واحتاط قبل الوقوعي جتني على غره مثل موج الابحار وصكت علي ولا قدرت الطلوعي وهذا الدهر وجهين منصح وغدار يقبل ولا يبطي سريع الرجوعي دنيا تقلب ماعرفنا لها كار فيها العرب نزال والا نجوعي الصداقة تاج للأصدقاء الأوفياء فعن الصداقة قال شاعرنا قصيدة طويلة نختار منها: ترى الصداقة عند أهلها لها شان ترفض مباديها دروب التحايل السلعه اللي ما تقدر بالاثمان عند الحمايل طيبين الفعايل وصداقةٍ من دون معنى وبرهان لو استمرت ما تعود صمايل البخل صفة ذميمة وقد نهى عنها ديننا الحنيف قال شاعرنا عن هذا الموضوع هذه الأبيات التوجيهية لأحد أصدقائه: عسى يفداك مالٍ ما كسب راعيه غير ذنوب زكاة المال يأخذها وهو مفروض يعطيها بخيل المال ما يدفن معه من ماله الا ثوب وماله ينتفع به نايد اقرابه ودانيها حضيض الناس في دنياه لا طالب ولا مطلوب زرع دنياه لاخرته ولا اغتر بحلاويها في أحد المواقف التي مرت بشاعرنا قال: باروا بي الاصحاب وارباب الأموال لا احدٍ يجيب لهاك الاشخاص طريا دنيا بها المقلول ما هو على البال حتى لو انه من حكيمين الاريا شاعرنا يحث في الابيات الآتية على صلة الاصحاب والأصدقاء الأوفياء وزيارتهم حيث يقول: اقوله والوفاء رمز الصداقة لو يطول الطيل وناسٍ قدرها ما جود لا ماجتك فأنت اجها ترى زين الحياة الصحبة اللي مالها تبديل ولا فيها مجال الشك باينها ولا يجها كما ان الشك مثل السوس لسنون العباد يزيل يخلخلها على قو الترابط ثم ينفجها أما عن حال الشعر فقد قال شاعرنا هذه الأبيات من قصيدة طويلة حيث يقول: عيفوني بالقصيد اللي قصايدهم غريبه سببوا في ساحة الاشعار صجه وازدحامي عيفوني به وأنا اللي كان ودي به واجيبه من بحورٍ موجها لو تركد الارياح زامي موحشاتٍ مظلماتٍ كالدجاء الدامس مهيبه بس سباح البحور يهومها كان استهامي حتى قال شاعرنا: ثم لقيت اصداف شتّى بينها صنوفٍ عجيبه مثل طلع زهور قفرٍ علته سحب الوسامي والعرب كلٍ وفاله ما على المنكف معيبه والخزايز من قديم الوقت لشيوخ الجهامي أما قصائد شاعرنا الغزلية فللغزل النصيب الأوفر من قصائد هذا الشاعر إليكم بعض الأبيات من قصائده الغزلية: تضحك الدنيا بوجهي كان ما عكر مزاجه لو اخفي فرحتي جواي يكشفها حجاجي الغلا بركان خامد ينبعث عند المواجه والمواجه يفتق احجاب السراير والمناجي بلغوه اني موده لو غشى جوي عجاجه كم عجاجٍ عقبه واديٍ دمه عجاجي ومن قصيدة غزلية أخرى نختار منها هذه الأبيات: يامل قلبٍ تردعه عوج المحاني لا يطير اموت من جور الهواء كان المنيه دانيه بالليل اراقب واجتلد عيني مثل عين الخفير يخاف تعقيب امره لو يغفل له ثانيه يا صاحبي خلك هميم ليمتي حث المسير ترى الهوى ماله هوى باللي عزومه وانيه جرحت قلبي جرح الأرض اليا جرحها الماء الغزير لا قام يلحى جوفها واطرافها متدانية والماء يعوض الارض غبه ينبت العشب النوير وانته جرحت ورحت ماحسبت هرج الشانيه ومن جديد شاعرنا هذه القصيدة الغزلية التي التزم فيها بأربعة مواقف وهي مواقف وهمية يلتزم الشاعر بها بدون أن يقف عندها حيث يقول: قلت ابدله وعيا قلبي المشحون من ذكريات الجافي صاحبٍ كل ما يطري عليه تنتهي كلمتي ما انهيها ضر حالي خفى صدري من المكنون والسد ما ينعافى مير لا زاد عن حده خطيه والخطيه على جانيها همت وسط البحر والناس ما يدرون عني وعن مجدافي يمتي يمة الريح القويه عني الريح من يصغيها ما ضربت الخطر فوق البحر بالعون حتى رسمت اهدافي والخفيه لعلاّم الخفيه ما يعلم بها باريها وفي الختام نتمنى لشاعرنا التوفيق ونأمل منه ومن أمثاله من الشعراء المبدعين العودة الى الساحة الشعبية حيث إنها بحاجة لمثل هؤلاء. وكل عام وأنتم بخير. والى اللقاء