لاقت تصريحات أفضى بها قيادي فلسطيني سابق لإحدى الفضائيات العربيات حول اغتيال إيلي حبيقة، انتقادات حادة لدى أوساط فلسطينية عديدة رأت فيها وفي توقيتها إضراراً بالشعب الفلسطيني وبقضيته، وبخاصة بالفلسطينيين في لبنان. وكان بسام أبو شريف، الذي عمل مستشاراً نشطاً للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، قبيل إشهار اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين وإسرائيل، قال في تصريحات عبر إحدى الفضائيات العربيات، إن إسرائيل سبقت الفلسطينيين إلى اغتيال، حبيقة. وقد فجر هذا الكلام المنسوب لهذا الرجل الذي شغل موقعاً قيادياً في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» سابقاً، نوعاً من الاحتجاج الهامس والعلني، باعتباره كلاماً لا يخدم القضية الفلسطينية فضلاً عن كونه يفتح الباب مجدداً للجدل التقليدي حول الوجود الفلسطيني في لبنان، من وجهة نظر منتقدي تصريحات «أبو شريف». وترى أوساط معارضي هذه التصريحات، أنها اسهمت بشكل أو بآخر في تخفيف حدة غضب الأوساط اللبنانية التي تتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه وراء اغتيال حبيقة، وفتحت مجالاً جديداً للجدل حول الوجود الفلسطيني في لبنان، خاصة وأن حبيقة قد غاب عن مسرح الحياة وإلى الأبد، ولا حاجة وسط توجه كل أصابع الاتهام لإسرائيل في مصرعه، إلى الإشارة بما يشبه القول بأن الفلسطينيين سعداء باغتياله، جدير بالذكر أن إيلي حبيقة الذي كان متهماً بالضلوع في مجازر صبرا وشاتيلا كان يستعد وباندفاع إلى المثول أمام المحكمة في بلجيكا، لإعلان ما وصف بأنه أسرار ووثائق تعلن لأول مرة حول تلك المجازر، تدلل على براءة حبيقة من تلك التهمة، وتوجيه الإدانة الدامغة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي إرييل شارون، إلا أن حبيقة لقي مصرعه مع عدد من مرافقيه في بيروت مؤخراً، الأمر الذي سارعت معه الأوساط اللبنانية والعربية إلى توجيه الاتهام المباشر لإسرائيل بأنها تقف وراء جريمة الاغتيال. بعض منتقدي تصريحات أبو شريف، وجهوا انتقاداتهم إلى مضمونها وبعضهم الآخر إلى توقيتها، حيث لاحظوا أنه توقيت سيىء بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي يواجه حصاراً قاسياً واجراءات عسكرية إسرائيلية غاية في الظلم والقهر.