يحسن عند الحديث عن الشيخ عبدالله بن خميس ان نأنس بحديثه العذب عن الأرض التي درج عليها وألهمته الشعر وعلمته حبها وعشق ما عليها من حياة لتستمع إليه وهو يتغنى بوادي العماري أحد فروع وادي حنيفة العظيم حيث يقول: في منحنى العرض من وادي ابن عمار أوقفت في ربعه المأنوس تسياري حيث الصبا عشته غضا بساحته وحيث عُمَّار هذا الربع سماري وحيث اهلي وجيراني وناشئة نازعتهم فيه اطواري واوطاري وانشقَّ من رمله مهدي وألهمني حبا تملك أعماقي وأفكاري اني وان شط بي عنه النوى زمنا وناء بي عنه ترحالي واسفاري لافتديه وما أبغي به بدلا من شعب «بوَّان» أو من ربع «سنجار» احبب بسفح «طويق» انه جبل ممراع مجد لمعتام ومشتار إلى ان يقول: ألهمتني يا طويق كل شاردة تضيق عنها ترانيمي وأشعاري هكذا حديثه عن حب الوطن والأهل وهو الذي إذا تحدث حديث الشعر شد إليه الأسماع والأنظار لعذوبة قراءته للشعر وفصاحته وسلامة لغته. لقد ولد وترعرع على هذه الأرض في بلدة «الملقى» من أعمال الدرعية على ضفاف وادي حنيفة فأحب هذه الأرض تراباً وأهلاً ولغة تغنى بجبالها وسحبها وخزاماها وتنسم واستلهم امجادها وألهمته الشعر الذي تعرف عليه وتذوقه صغيراً كما يروي عن نفسه حيث كان يحفظ عن والده بعض المقطوعات الشعرية والشوارد التي تغنى بها والده واستشهد في مواقف من حياته فوعاها شاعرنا وحفظها وعشق معها حب الشعر والأدب. أكمل دراسته الثانوية في دار التوحيد بالطائف وتخرج من كلية الشريعة بمكة المكرمة وتقلب في عدد من الوظائف. أنشأ مجلة الجزيرة الشهيرة الأدبية قبل نظام المؤسسات الصحفية كما أصدر عددا من الكتب والبحوث الأدبية والتاريخية والجغرافية وديوانه «على ربى اليمامة». والشيخ عبدالله بن خميس علم من أعلام الفكر والأدب في بلادنا وله آثاره المطبوعة التي اتحف بها المكتبة العربية. وكان لجهاده الطويل مع القلم ان نال جائزة الدولة التقديرية وعددا من الأوسمة والميداليات والدروع من داخل المملكة وخارجها وكرَّمه عدد من المنتديات الخاصة، لم يقتصر نشاط شاعرنا وأديبنا الكبير على اللغة العربية الفصحى فأصدر كتاب الأدب الشعبي في جزيرة العرب وكتاباً عن الشاعر راشد الخلاوي وكتاباً عن أهازيج الحرب «العرضة» وكتاباً عن أحاديث السمر. له صولات وجولات في الصحف والمجلات انه الأديب الشاعر المؤرخ الباحث أمد الله في عمره ونفع بعلمه.
