في الثامن من شهر يناير الماضي استضافت المملكة بطولة كأس السوبر الإسباني التي أُقيمت في مدينه جدة على إستاد مدينة الملك عبدالله الرياضية (الجوهرة المشعة) ضمن الاستقطابات والاستضافات الكبيرة والدولية للأحداث الرياضية والعالمية التي تميزت بها بلادنا خلال السنوات الأخيرة، بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل الدعم الحكومي السخي. أقيمت البطولة لأول مرة بين أربعة فرق إسبانية شاركت فيها، بدلاً من إقامتها كما كان معتاداً من قبل بين بطل كأس ملك إسبانيا وبطل الدوري في نهائي واحد ذهابًا وإيابًا. النسخة التاريخية للبطولة شارك فيها أربعة أندية هي برشلونة (بطل الدوري) ووصيفه أتلتيكو مدريد، وفالنسيا (بطل الكأس) وثالث الدوري ريال مدريد وهي البطولة التي فاز بها الريال على منافسه أتلتيكو مدريد في النهائي بركلات الجزاء، وكان (تنظيم البطولة) حديث العالم. كان ملعب نادي الاتحاد بجدة جزء من (التنظيم)، حيث أُقيمت عليه تمارين للفرق المشاركة في البطولة، وكان ضمن الجدول (برنامج البطولة) إقامة تمارين فريقي ريال مدريد وأتليتكو مدريد على الملعب، وبعد معاينة مسؤولي فريق برشلونة للملعب الذي كان مقررًا أن يتدرب عليه، رفضوا أن تُقام تمارينهم عليه وطلبوا تحويلها إلى ملعب نادي الاتحاد أسوة بفريقي البرشا وأتليتكو، وهو ما حصل بالفعل، وشاهد العالم الملعب (الأنيق والجميل والمنظّم) بعد أن تم تحديثه من الداخل والخارج؛ والفرق الثلاثة تتدرب عليه، حيث نقلت التمارين على الهواء مباشرة. مناسبة التذكير بهذا الحدث التاريخي، هو إقامة مباراة نصف نهائي البطولة العربية بين فريقي الشباب والاتحاد اليوم على ملعب الشباب في الرياض، حيث اختاره الشباب لمبارياته في البطولة، وذلك من حقه، وأيضاً من حق نادي الاتحاد أن يلعب مباراة الإياب على ملعبه في مقر النادي، من باب المساواة والمعاملة بالمثل، سابقاً لم يكن بالإمكان طرح هذا الطلب بسبب الشعبية الكبيرة والحضور الجماهيري المعتاد لمباريات الاتحاد، لكن حالياً وبسبب (جائحة كورونا) والاحترازات الطبية التي تمنع حضور الجمهور للمدرجات، أصبح الأمر متساوياً بين الناديين، وما يحق للشباب يحق للاتحاد، وهو ما أعرف جيداً أن الاتحاد العربي لكرة القدم يطبّقه السؤال: هل تتحرك إدارة الاتحاد وتطلب إقامة المباراة على ملعب النادي وهي المسؤولة عن حفظ حقوقه، وهي أكثر من يعرف جاهزية الملعب وتكامله؟! كلام مشفَّر * أياً كانت متطلبات ومعايير الموافقة على ملعب إقامة المباريات، لا يمكن أنها لا تنطبق على ملعب نادي الاتحاد، فهذه المعايير لن تكون أعلى وأدق من تلك التي يضعها الاتحاد الإسباني لكرة القدم لفرقه المشاركة في السوبر التاريخي، ولا تلك التي جعلت برشلونة يختاره للاعبيه وبرغبته وإصراره. * ربما يبرر البعض أن هناك نواقص في الملعب مثل عدم وجود حاجز (شبك) بين المدرجات والمضمار، ومثل هذا الحاجز يمكن تركيبه في ساعة، إضافة إلى عدم الحاجة إليه، فالمباراة من غير جماهير، والأمر أيضاً ينطبق على أي ملاحظات أو نواقص أخرى، ليس من الصعب تجهيزها، وهناك أكثر من شهر يفصلنا عن المباراة. * سمح الاتحاد السعودي لكرة القدم للشباب بأداء مباراته الأولى الرسمية هذا الموسم على ملعبه (دورياً) أمام ضمك وهي التي تسبق مباراة الاتحاد (عربيًا) وننتظر الآن إذا سمح لفريق الاتحاد أداء مباراة (الإياب) على ملعبه أن يسمح له الاتحاد السعودي أداء مباراته (الدورية) قبلها على ملعبه أسوة بالشباب؟ * مخاوف الاتحاديين الكثيرة قبل المباراة (التي لا أتفق مع بعضها) سيبددها حتماً سعادة أمين عام الاتحاد العربي لكرة القدم الأستاذ رجاء الله السلمي للمنافسة، بما عرف عنه من دقة وحصافة وحرص على متابعة كل الأعمال التي تتعلق بالبطولة لإنجاحها بغض النظر عن من يتأهل عنها وهو عرف عنه مباشرته شخصيًا لكل صغيرة وكبيرة فيها. * السؤال الأهم الذي يطرح نفسه: هل تتجاوب إدارة الاتحاد مع العديد من الفنيين والكثير من جماهير النادي ومطالبتهم بأن تكون مباراة الإياب لفريقهم على ملعب النادي أسوة بالمنافس وترفع طلباً رسمياً لذلك، ويستفيد الفريق وفي نفس الوقت يقدم منشأته الجميلة لمتابعي البطولة العربية؟! * شكرًا من الأعماق للشخصية الاتحادية التي طورت الملعب وجهزته وجعلته من مفاخر جماهير النادي ومطلباً لإقامة مثل هذه المباراة، شكرًا من قلب كل اتحادي للأستاذ نواف المقيرن.