فقد انتهت حياة الأوراق عندي.. تلك الأوراق البيضاء والملونة.. كانت تستغلني وتجعل مني أُضحوكة أمام نفسي.. فأنا أكتب وأكتب وأمزقها، وأعود للكتابة مجدداً.. أكتب في كل الأحوال السعيدة والحزينة.. وبكل الطرق المستساغة والمستعصية.. والجيدة وغير المتوقعة.. وفي كل مرة أكتب أجد نفسي كاتبة جديدة مفعمة بالرضا والسعادة.. أكتب بمعانٍ أفضل، ومفرداتٍ أجمل، حتى أن خطي أصبح جميلاً جدًّا.. إلا أن هذا الأمر لم يرُق لي أبداً.. فهناك أمرٌ بداخلي يجعلني أتراجع للوراء قليلاً.. فجميع كتاباتي من أخبار، وخواطر، ونصوص نثرية، ينقصها شيءٌ ما. لا أعلم ما هو..!! نعم، أجد ردود فعل إيجابية، وكلمات الإطراء والإعجاب تأتي من كل جانب. ولكن لماذا أتراجع؟ لماذا أجلس فترة طويلة بعيدة عن القلم. لماذا الأوراق لم تعد تعجبني، وأصبحت بالية في عيني، ولا تجذبني، حتى ألوانها لم تعد تروق لي، وأمزقها بدون سبب.. والكلمات سئِمت منها، ولم تعد توافق مزاجي.. فقد تباعدت الحروف، حتى أصبحت عندي متناثرة، لا ربط بينها.. أجزم أن هناك أمرًا ما أصابني، وجعل مني كاتبة متأخرة، تفتقر للكلمات، وتعجز عن أن توافق بين الحروف. ماذا أصابني يا تُرى.. وجعل مني إنسانة مشوشة الفكر، غريبة الأطوار، بعيدة كل البُعد عن سابق عهدي الجميل. أمر يدعو للدهشة.. استغربت منه كثيرًا.. أيُعقل أن قلبي أحب شيئاً آخر غير الكتابة..!! ** ** - أمل سعيد الغامدي