بين حزم «الموهبة» وعزم «المهارة» وخلف «حجاب» الصمت وأمام «صواب» النتائج.. تكاملت في سيرته «أضلاع» الإرث المعرفي بعطايا «الإبداع» وزاويا «الإمتاع» مكملاً المسافة بين قطبي «الإنجاز» و«الاعتزاز» مرضخًا «المفردات» للاصطفاف في «طوابير» الشعر مرغمًا «الكلمات» للالتفاف حول «تعابير» القصة. استلم «الراية الثقافية» في أرض تعتبر «الأدب» فصلاً أول يسبق «الفصول الأربعة» فكان ابن «القرية» البار وسليل «العشيرة» الذي ملأ ميادين «الثقافة» بروح «المؤرخ» ورجح موازين «المعرفة» ببوح «الباحث». أنه التربوي والأديب الشاعر حجاب الحازمي أحد الشعراء والأدباء والمثقفين على مستوى الوطن.. بوجه جنوبي جازاني الملامح تهامي المطامح يعلوه الوقار ويكسوه الاستقرار مع تقاسيم مألوفة يسكنها الود والجد معاً تتقاسم الشبه مع والده وتقتسم التشابه مع والدته، وعينان واسعتان تتحركان بإثبات وتسكنان بإنصات، وأناقة تعتمر «البياض» وهندام وطني أنيق يتكامل مع محيا فاخر وطلة بهية تميزها لحية بيضاء متوسطة كساها المشيب وكاريزما تتقاطر منها معالم الصفاء وتتسطر فيها معاني الوفاء، قضى الحازمي من عمره عقودًا وهو يؤسس «أركان» التربية بإمضاء «الموجه» ويكتب «بشائر» التعليم بضياء القيادي ويلقي «نصوص» القصائد بإمضاء الشاعر ويؤصل «أصول» المعارف بسخاء المثقف.. ساكبًا «حبر» الشعور في «بحر» الشعر سابكا «جبر» المشاعر في «عبر» المنابر.. حاملاً لواء «التاريخ» ممتطيًا صهوة «التراث» ملوحًا بسيف «الأصالة» في دروب «البحوث» و«الوثائق» و«العلوم» و«الآداب» في ضمد المحافظة الجازانية البذخة يزف الفقهاء والعلماء والأدباء إلى واحات «التنافس». ولد وتعقت روحه صغيراً بروائح الفل الجازاني وتشربت نفسه عبير الكادي العريشي وامتلأ قلبه طفلاً بأهازيج الطفولة وأريج النشأة وسط «دلال» فاخر و«استدلال» باهر جناه من أيادي أب «كريم» وأم أصيلة فنشأ بين «القرى» المكتظة بمحافل الكرم للعابرين ومكارم الجود للزائرين.. فاعتمرت وجدانه الصور الذهنية للبراءة والمشاهد الأصيلة للبساطة.. ركض الحازمي طفلاً مع أقرانه مكللاً برياحين «والدته» مجللاً بمضامين «قبيلته» مولياً بوصلته إلى مجاميع «الشرعيين» في مسجد قريته موجهاً قبلته حيث مجمعات «المثقفين» في منازل أسرته.. مراقباً لأخبار «البارزين الأولين» في ثنايا «الثناء» ممن ذاع صيتهم في القضاء والفقه والثقافة من قبائل الحازمي والنعمي والحكمي مرتقباً المسامرات المسائية في مرابع عشيرته والموشحة بالقصائد والفصاحة والخطابة.. فتعلم من بيئته المسجوعة بالأدب «فصل الخطاب» وانتهل من قريته المشفوعة بالثقافة «أصل الصواب» فكبر بين أحضان «النبوغ» ونشأ وسط محاضن «الابتكار».. سيرة علمية وعملية مميزة حقق وصل فيها الحازمي من «مسارب» الذات إلى «مشارب» الأمنيات حيث أنهى تعليمه العام ثم نال بكالوريوس اللغة العربية من جامعة الإمام محمد بن سعود عام 1389، ثم حصد دبلوم الإدارة المدرسية من جامعة أم القرى عام 1405 وعمل بعد تخرجه معلمًا بالمرحلتين المتوسطة والثانوية فمديرًا لثانوية ضمد طيبة 30 عامًا ثم انتقل للعمل بمعهد ضمد العلمي حت تقاعد عام 1424. إسهامات متعددة ومساهمات متجددة أقامها الحازمي «صروحاً» أمام بصر «المثقفين حيث ساهم في تأسيس نادي جازان الأدبي ورأسه 14 عامًا من 1413-1427 واختير عضوًا في مواقع ثقافية عدة وجهات مختلفة وعُيِّن كاستشاري ثقافي بالهيئة العليا للسياحة وعضو مجلس الأمناء في مؤسسة حمد الجاسر الثقافية ومركز الملك عبدالله لخدمة اللغة العربية وغيرها من العضويات المنوعة.. كتب المقالة والدراسة الأدبية والقصة باكرًا قبيل تخرجه من الجامعة، ومثل السعودية في مهرجانات شعرية عدة، وشارك في حضور عشرات المؤتمرات والندوات الثقافية بالداخل والخارج ونال العديد من الدروع وتم تكريمه في أكثر من محفل لديه، وألف حوالي 15 كتابًا في الشعر والقصة والبحث والتاريخ الأدبي وشؤون الثقافة ولديه العشرات من المؤلفات المخطوطة وأخرى تحت الطبع وكتبت عنه تراجم مختصرة موسعة مع تناول بعض أعماله الأدبية في 29 معجمًا ومؤلفًا وبحثًا، وتحدثت عنه وعن مؤلفاته عشرات الأبحاث والمؤلفات والمجلات المتخصصة والدراسات النقدية والتاريخية. وضع حجاب الحازمي المخططات الأدبية بهندسة ثقافية مذهلة اعتمدت على «التاريخ» وتعامدت على «البيئة» فأقام «أعمدة» التأسيس ورسم «خارطة» الحضور وشهد «تتويج» النتائج.. فكان مهندس الأدب وخبير الثقافة وسفير الشعر وقدير المسيرة الذي سيبقى «غنيمة» معرفية تعطي أينما تواجدت و«غيمة» بشرية تهطل أينما حلت..