ابنِ الثقة أولاً.. قاعدة مهمة في تحقيق النجاح في الأعمال التي تتطلب تفاعلاً من حولك للوصول إلى الأهداف، فالحكمة، كما صاغها «زيغ زيغلر»، مؤلف ومحاضر أمريكي، تقول: إذا أحبك الناس سيستمعون لك، لكن إن وثقوا بك، سيعملون معك. من أهم مرتكزات بناء الثقة اعتماد الشفافية أو«Transparency»، أسلوباً في الإدارة والتعاملات سواءً مع الجمهور الداخلي أو الخارجي، وأُعرّف الشفافية بأنها «الانسيابية في تدفق المعلومة من المصدر إلى المتلقي». وتعني الوضوح الكامل وإظهار الحقائق، والإفصاح، وتوفر المعلومات، ولها معاييرها، وخصائصها، وقياساتها المحدّدة. الشفافية تعكس مدى الالتزام، والانضباطية، والاحترافية في العمل، وتحقق مبدأ العدالة والمسؤولية الاجتماعية، والنزاهة ومحاربة الفساد، وتعمّق المشاركة الفاعلة للجمهور، وتسهم في فعالية وجودة العمل أو الخدمة التي تقدّمها المنشأة، واعتمادها كمبدأ عمل من شأنه أن يبني جسوراً من الثقة بينها والإعلام من جهة، والجمهور من جهة أخرى، فهو يعكس ثقة الإدارة واستقلاليتها وحضاريتها. تغييبها بقصد أو بدون يُعمِّق الضبابية، ويبسط للغموض نفوذاً، ويثير الشكوك حول القرارات التي يتم اتخاذها خلف الأبواب المغلقة، وعندما تخسر الإدارة مصداقيتها أمام الجمهور، فإن الريبة ستطول جميع معاملاتها، ونهجها، وإجراءاتها في نظر المتعاملين معها. أُراجع ما كتبت، واستغرب غياب «مبدأ الشفافية» عن المشهد «التعاقدي» للأندية وتسديد المستحقات المتأخرة سواءً للمحترفين المحليين أو الأجانب، وكذلك تجديد أو تحسين عقود المدربين، والذي تواصل وزارة الرياضة مشكورة تحمل تكاليفه الباهظة. مثل هذا العمل المهم يُعد إنجازاً لافتاً يحسب للوزارة، بدعم من القيادة - رعاها الله-، كان يُفترض أن يتم الإعلان عن تفاصيله بوضوح ليعرف المعنيين والمتابعين، ومن بينهم الإعلام، حجم المصروفات وتصنيفاته ونوعه، وأي الأندية تم السداد عنها بالترتيب بحسب حجم المديونيات. - لقد فتح غياب «الشفافية» أبواب التكهنات، والتأليف في رصد أسباب حجم المديونيات الهائلة، وطرق ومصدر سدادها، وقوائم الانتظار خاصة من جانب المحترفين المحليين الذين لا يستطيعون سلك مسالك نظرائهم الأجانب والوصول إلى «الفيفا» لفرض الوفاء بمستحقاتهم المتأخرة، فقد بالغ الانتهازيون من بعض المحسوبين على الإعلام والأندية بصياغة سيناريوهات كاذبة هدفها التشويش على بعض الأندية لصناعة كرة ثلج كبرت في ظل الصمت ومع مرور الوقت لتهدم المكتسبات المرجوة. كلي أمل في الوزير الشاب والواثق من عمله وبلوغ هدفه، الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل في تفهم أهمية التعامل بشفافية مع هذا الجانب لنزع فتيل نقاشات ومناوشات إعلامية من بعض «درباوية الإعلام» عبر الفضاء تثير الاحتقان وتعمق التعصب والانقسام. خاتمة الحقيقة كالشمس.. ساطعة.