ينفذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مشروعًا لمكافحة مرض الملاريا في اليمن، امتدادًا للجهود الإنسانية التي تبذلها المملكة لمساعدة الجمهورية اليمنية في مكافحة مختلف الأوبئة والأمراض الفتاكة ومنها مرض الملاريا، الذي عانت منه الجمهورية اليمنية سنوات طويلة، وبالأخص تفشي الوباء القاتل بين فئة الأطفال والنساء الحوامل وفي المناطق الساحلية المرتفعة، مما دفع المملكة العربية السعودية لمد يدها للأشقاء اليمنيين عبر تقديمها مساعدات الطبية والوقائية لمكافحة هذا الوباء في بداية الألفية الثانية. حيث قامت المملكة ممثلة بالمركز وبالشراكة مع منظمة الصحة العالمية بتوقيع برنامج تنفيذي بقيمة تزيد على 10.5 مليون دولار أمريكي، لمكافحة وباء الملاريا والوقاية منه في اليمن لمدة تصل إلى 18 شهرًا تغطي كل المحافظات اليمنية الموبوءة بالمرض، ويتضمن المشروع أكثر من 50 نشاطًا ويستفيد منه 7 ملايين فرد في كل المحافظات اليمنية المصابة. ويشمل المشروع تأمين أدوية علاج الملاريا بنوعيه العادي والوخيم للمرضى اليمنين في جميع المحافظات اليمنية، ودعم مخازن منظمة الصحة العالمية والحكومة اليمنية بمجموعة كبيرة من الأدوية كمخزون احتياطي كافٍ لتغطية أي احتياج طارئ في حال حدوث تفشي للوباء. كما يعمل المركز من خلال المشروع على تأمين المعدات والتجهيزات المخبرية اللازمة ومستهلكاتها لتشخيص الملاريا في المستشفيات و المراكز الصحية في المحافظات اليمنية الموبوءة، وتأمين وتوزيع الناموسيات المشبعة التي تكفي لتغطية مليون و300 ألف فرد على أن توزع على النازحين وفي المناطق الأكثر تضررًا، وتأمين أكثر من 1.500 مضخة آلية بكامل ملحقاتها، فضلًا عن تأمين المبيدات الحشرية الخارجية والداخلية وتوزيعها لذوي الاختصاص، والرش الضبابي للمناطق المتضررة والمستهدفة لمكافحة البعوض، والرش الضبابي داخل البيوت والمدارس والأسواق (رش داخلي) لنشاطين مختلفين وفق معايير منظمة الصحة العالمية. كما قام مركز الملك سلمان للإغاثة بتأمين معدات ومستهلكات لتقصي الحالات المرضية، والتقصي الحشري للكشف عن حالات التحورات الوراثية للطفيل واليرقات والبعوض وفق العرض المقدم من منظمة الصحة العالمية، والكشف عن المناطق التي يتولد فيها البعوض واليرقات المقاومة للمبيد الحشري. كما تشتمل أنشطة المشروع التثقيف الصحي للمواطنين، وبناء القدرات بتدريب وتأهيل أكثر من 3.500كادر صحي والذي يعد من أكبر البرامج التدريبية على مستوى اليمن، وتكليف خبراء مختصين من منظمة الصحة العالمية للإشراف على المشروع، إضافة إلى دعم البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا في اليمن بابتعاث كوادر خارج اليمن لتلقي دبلوم متخصص في مكافحة الملاريا ولمدة 6 أشهر، مما سيسهم في استدامة البرنامج ورفع كفاءة العاملين فيه.