ارتداء أقنعة الوجه للحماية وترك مسافة كافية بينك وبين الآخرين، يشكِّلان سلوكاً ومنهجاً للتعامل الحياتي الجديد بعد كورونا، (فالفيديو الصادم) لخطر انتقال الرذاذ بتجربة (كاميرات أشعة الليزر) الذي نشره باحثون في المعاهد الوطنية الصحية الأمريكية مؤخراً، لا يترك مجالاً للتفكير في التراخي بمُجرَّد مُشاهدته، حيث يبيِّن أنَّ العين المُجرَّدة لا تكتشف كمية الرذاذ الذي ينتقل عند التحدث للآخرين وكيف أنَّه يسهم في نقل الأوبئة والفيروسات وعلى رأسها (كوفيد-19)، ارتداء الكمَّامة وحفظ المسافة، مسألتان جدِّيتان ولم تعودا اختياريتين مع إلزام الكثير من الدول الناس على تغطية الوجه عند الخروج، وأظنَّ أنَّنا سنعتاد لمُدَّة طويلة على رؤية هذا المشهد. العطاس والسعال والتنفس (عمليات) نقل وجذب لجزيئات مُتناهية في الصغر من الجراثيم والفيروسات ظهرت في تجربة (كاميرا أشعة الليزر)، الفيديو الذي من الضروري أن يراه كل إنسان حتى يتخذ القرار الصحيح بارتداء الكمامة وتغطية الوجه وترك مسافة كافية بينه وبين من حوله باستمرار، الأمر ذاته ينطبق حتى في المطاعم والمقاهي والمطابخ وعند تحضير أو تقديم الطعام، هاجس السلامة الصحية والنظافة من المؤكد أنَّه سيقفز (للمركز الأول) ليُحدِّد خيارات الذهاب للمطاعم، مُتفوقاً على ترشيح اختيار الذهاب حسب معايير (طعم الأكل وشكله) فقط، كورونا قلب الكثير من الموازين من حولنا. من الحقائق المخيفة في فيديو تجربة (كاميرا أشعة الليزر) التي أتمنى أن يُعلِّق عليها الأطباء والمتخصصون والباحثون لدينا لتتحوَّل -عند القطع بصحتها- إلى قوانين وأنظمة مُلزمة بارتداء أقنعة الوجه للحماية طوال الوقت. إنَّ انتشار قطرات الرذاذ في الهواء كسحابة قد يصل لمدى (ثمانية أمتار)، الأمر الذي يعني خطورة الأماكن المُغلقة والمُزدحمة على الإطلاق، هذه الحالة باتت تُعرف بمفهوم (سفر الجراثيم وجلبها من بعيد)، ما يعني قلب مفاهيم تعامل الناس مع بعضهم (عن قرب) في الأسواق والمُراجعات، بل وفي الخدمات الشخصية كالحلاقة والخياطة وغيرها. وعلى دروب الخير نلتقي.